icon
التغطية الحية

توقّف محطة علوك وارتفاع درجات الحرارة يفاقمان أزمة المياه في الحسكة

2024.06.25 | 17:08 دمشق

آخر تحديث: 25.06.2024 | 17:08 دمشق

أزمة مياه الحسكة
أزمة مياه في الحسكة (فيس بوك)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتفاقم أزمة المياه في مدينة الحسكة مع ارتفاع دراجات الحرارة واستمرار توقّف محطة علوك عن العمل، منذ تشرين الأول 2023، والتي تقع في مناطق سيطرة الجيش الوطني بمنطقة ريف رأس العين شمال غربي الحسكة.

وقال أحد الموظفين في منظمة دولية بالحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الإدارة الذاتية والنظام السوري لم يجدا أي بديل عن محطة علوك لتوفير المياه للسكّان في مدينة الحسكة وريفها، مع استمرار توقّف المحطة عن العمل بشكل متكرر، خلال السنوات الخمس الماضية".

وأضاف الموظف -فضّل عدم الكشف عن اسمه- أنّه "تزامنت موجة الحر خلال الأسبوع الفائت مع توقف منظمات دولية عن تعبئة خزانات المياه الضخمة في الأحياء الجنوبية، وذلك بسبب نقص التمويل، الأمر الذي فاقم الأزمة".

وأوضح أنّ "الحالة الإنسانية في الأحياء الجنوبية صعبة جداً مع توقف تزويد الخزانات كونها في الأساس مهمشة خدمياً، وغالبية سكّانها من الطبقة الفقيرة ومن محدودي الدخل".

وكانت صهاريج مموّلة من المنظمات الدولية تزوّد بالمياه يومياً، عشرات الخزّانات الضخمة الموزعة في شوارع وأحياء النشوة الشرقية والغربية والزهور وغويران.

وأشار الموظف إلى أنّ "توقّف عملية تزويد المحطات بالمياه يعود بشكل رئيسي إلى تراجع التمويل المقدم من المانحين للمنظمات العاملة في المنطقة، في حين تسعى منظمات أُخرى إلى توفير تمويل لاستئناف عملية تزويد الخزانات بالمياه".

توقف محطات التحلية في مناطق سيطرة النظام

توقّفت العديد من محطات تحلية المياه داخل مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة الحسكة، وذلك بسبب أعطال في المحطة وجفاف عدد من الآبار، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استخدام المياه.

ويوجد في مناطق سيطرة النظام في الحسكة، 20 محطة لتحلية المياه تعتمد على مياه الآبار، وتزوّد سكّان أحياء منطقة "المربع الأمني" بمياه صالحة للشرب معبّأة في خزّانات ضخمة، حيث تعمل على تعبئة عبوات بلاستيكية من تلك الخزّانات، بكمية لا تتجاوز 25 لتراً لكل عبوة.

وأنشأ النظام السوري محطات التحلية بدعم من منظمات أممية (يونسيف، الصليب الأحمر الدولي، الأمم المتحدة)، كما أنشأت شركة "بهنام" الإيرانية لصناعة الأسلاك والكابلات، أربع محطات تحلية للنظام في الحسكة.

ولجأ المئات من سكّان مدينة الحسكة إلى حفر الآبار، لكن المياه الجوفية في المدينة كلسية ومالحة وغير صالحة للشرب ولا للاستحمام، وتُستخدم فقط للتنظيف.

ارتفاع أسعار مياه الصهاريج وقوالب الثلج

ارتفعت أسعار مياه الصهاريج وقوالب الثلج إلى الضعف في مدينة الحسكة، مع زيادة الطلب عليهما، وسط ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفّر الكهرباء ومصادر بديلة لمياه الشرب.

وقالت سلوى الحسين -من سكّان حي غويران بمدينة الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "سعر الخزّان الواحد من مياه الصهاريج (1000 لتر) وصل إلى 50 و60 ألف ليرة سوريّة، وكان سعره 25 ألفاً قبل أسبوعين، والشيء نفسه بالنسبة إلى قوالب الثلج حيث وصل سعر القالب الواحد إلى أكثر من 30 ألف ليرة".

وأشارت إلى أنّ "مشكلة انقطاع المياه في الحسكة تسبّبت بهجرة كثير من سكّان المدينة إلى مدن ومناطق أُخرى، من جرّاء ارتفاع تكاليف شراء المياه وعدم وجود مصادر بديلة عن المياه الرئيسية القادمة من محطة علوك".

وأوضحت "الحسين" -وهي مُدرّسة- أنّ "توفير المياه يكلّف شهرياً أكثر من 150 ألف ليرة في فصل الشتاء، وهذا الرقم يتضاعف ثلاث مرات في فصل الصيف، نتيجة للحاجة الكبيرة إلى المياه من أجل المكيف والتنظيف والاستحمام".

وشهدت محافظة الحسكة تسجيل مئات الإصابات بأمراض هضمية بين البالغين والأطفال، والتي يعود سببها إلى تلوّث المياه واعتماد الأهالي على مصادر غير موثوقة للشرب.

وقال مدير صحة الحسكة في حكومة النظام السوري، عيسى خلف، إن عدد مراجعي أقسام الأمراض الداخلية في مشافي المحافظة، خلال شهر حزيران، وصل إلى 3141 من البالغين،  وبلغ عدد مراجعي قسم الأطفال 1599 مراجعاً، بحسب موقع "أثر برس" المقرب من النظام.

وترتبط أسباب الإصابات بقلة المياه المعقّمة والمصدر الموثوق ذاته وارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية، وفقاً لـ"خلف" الذي أشار إلى أن الحالات في معدّلها الطبيعي ولم تتحول إلى حالة وبائية.

أزمة مياه الشرب في الحسكة

يعاني سكان الحسكة من أزمة مياه شرب كبيرة بسبب توقّف محطة علوك بشكل متكرر عن الضخ، التي تعدّ المصدر الرئيسي للمياه لأكثر من مليون شخص في  الحسكة وريفها، وقد سيطر عليها الجيش الوطني السوري بمساندة القوات التركية خلال عملية "نبع السلام"، في تشرين الأوّل 2019.

ومنذ ذلك الحين، توقّفت المحطة أكثر من 40 مرة، امتد بعضها إلى أشهر طويلة، وسط تبادل الاتهامات بين "قسد" والجيش الوطني عن المسؤولية في توقّف المحطة.

وسبق أن رعت منظمات دولية منها يونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا عدة اتفاقات تنص على أن تُزوّد "قسد" مناطق الجيش الوطني بالكهرباء، مقابل ضخ مياه الشرب إلى مدينة الحسكة.

وفي العام 2021، دعت الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي، إلى استئناف خدمات المياه والكهرباء وحماية وصول المدنيين للمياه والصرف الصحي في سوريا، مشيرة إلى تعرّض نحو مليون شخص للخطر نتيجة لانقطاعات حادة في عمل محطة مياه علوك الحيوية في شمال شرقي سوريا.