ملخص:
- تراجعت زراعة القطن في حماة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وتدني أسعار المحصول.
- مزارعو سهل الغاب اتجهوا إلى زراعات بديلة أقل تكلفة وأكثر ربحية.
- مطالب الفلاحين تركزت على رفع أسعار المحصول وتخفيض تكاليف الإنتاج أو توفيرها بالتقسيط.
- حكومة النظام تدعي دعم الفلاحين بتوفير المستلزمات، لكن المشكلات المتعلقة بالتمويل والوقود ما زالت قائمة.
تراجعت زراعة القطن في محافظة حماة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بسبب زيادة التكاليف وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، مما جعل الاستثمار في هذا المحصول غير مجدٍ للكثير من المزارعين.
ويعود السبب إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذار وأسمدة وأيدٍ عاملة ومحروقات، بالإضافة إلى دورة إنتاجه الطويلة وتدني سعر استلام المحصول، الذي يقدر بنحو 10 آلاف ليرة للكيلو.
ودفعت تلك الأسباب العديد من مزارعي القطن في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي إلى التحول إلى زراعات بديلة أقل تكلفة وأكثر ربحية، وفقاً لما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.
وطالب الفلاحون حكومة النظام باتخاذ إجراءات لدعم زراعة القطن، مثل رفع أسعار استلام المحصول وتخفيض تكاليف الإنتاج، أو توفيرها من المصارف الزراعية على نظام التقسيط قبل موعد الزراعة، مؤكدين أن منطقة الغاب كانت من المناطق الرائدة في إنتاج القطن بآلاف الأطنان سنوياً.
وفي رده على هذه المشكلات والشكاوى، زعم مدير "الثروة النباتية" في "الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب"، أمير عيسى، أن فروع "المصرف الزراعي" قدمت للفلاحين البذار والأسمدة، بينما وزع المازوت وفق البطاقة الإلكترونية للمساحات المنظمة.
وأضاف: "كما تم توفير مياه الري على مدار الموسم، وإجراء أعمال مكافحة الآفات التي تصيب القطن، ولا سيما ديدان اللوز، وتوزيع أعداء حيوية ومكافحتها".
محالج حماة تبدأ استلام محصول القطن
أشار عيسى إلى أن عمليات تسويق القطن بدأت في السادس من الشهر الجاري إلى "محلج محردة"، حيث من المتوقع توريد 600 طن من المساحات المزروعة، والبالغة 360 هكتاراً.
وفي سياق متصل، أشار مدير "محلج محردة"، صطام ديوب، إلى استلام المحلج نحو 520 طناً و800 كيلو من إنتاج الغاب حتى صباح أمس الإثنين، ويجري تخزين الكميات بانتظار تعليمات الإدارة العامة بشأن تحويلها إلى محلج العاصي أو حلجها محلياً.
من جهة أخرى، أوضح مدير "محلج العاصي"، ياسر حلبية، أن المحلج تسلم حتى الآن 2382 طناً من فلاحي الرقة ودير الزور، مشيراً إلى أن عمليات الحلج لم تبدأ بعد، حيث تنتظر تعليمات "الإدارة العامة" بعد دمج مؤسستي الأقطان والصناعات النسيجية.
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن محلجي "سلمية" و"الفداء" في حماة متوقفان عن العمل منذ سنوات بسبب نقص كميات القطن المطلوبة وعدم توفير "خط معفى من التقنين الكهربائي"، في حين يستمر محلج سلمية منذ عامين بصيانة وتصنيع الشوادر للمؤسسة العامة للأقطان.
زراعة القطن في سوريا تتراجع لصالح محاصيل أكثر ربحاً
شهدت زراعة القطن في سوريا تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الكلفة المرتفعة للزراعة وضعف المردود سببين رئيسيين لتوجه المزارعين نحو محاصيل أخرى أكثر ربحاً.
ويأتي هذا التراجع في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والبيئية، مما دفع العديد من الفلاحين للبحث عن بدائل أقل تكلفة وأعلى عائداً، وسط تحذيرات من تأثير هذا التحول على القطاع الزراعي والاقتصاد المحلي.
وفضّل العديد من الفلاحين في المحافظات المختلفة زراعة محاصيل ذات دورات إنتاج أقصر وأكثر جدوى اقتصادية، مثل الذرة الصفراء، والجبس البذري، والسمسم، ما أدى إلى تراجع زراعة القطن.
يشار إلى أن إنتاج القطن في سوريا انخفض من 65 ألف طن في بداية الألفية الثانية إلى 530 طناً العام الماضي، وقد شمل هذا التراجع الكبير محافظات سورية عدة، وفقاً لتقديرات حكومة النظام.