ملخص:
- شهد موسم جني القطن في الحسكة تراجعاً ملحوظاً هذا العام.
- قلصت حكومة النظام السوري دعمها للفلاحين، مما زاد تعقيدات الإنتاج.
- لفتت إحصاءات مديرية زراعة الحسكة إلى توقع إنتاج 18.5 ألف طن من المساحات المزروعة.
شهد موسم جني القطن في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا هذا العام تراجعاً ملحوظاً، وسط تقليص حكومة النظام السوري دعمها للفلاحين، مما زاد الأمور تعقيداً.
وأشارت إحصاءات مديرية زراعة الحسكة إلى الانتهاء من أول عملية قطف للمحصول، التي غطت نحو ثلثي المساحات المزروعة. وتوقعات الإنتاج تشير إلى نحو 18.5 ألف طن من إجمالي المساحات المزروعة المقدرة بـ 4775 هكتاراً، من أصل 5450 هكتاراً تم التخطيط لزراعتها. ومن هذه المساحات، 75 هكتاراً فقط تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بإنتاج متوقع يصل إلى 290 طناً، بحسب صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري.
مطالب الفلاحين بإيجاد حل لتسويق المحصول
وطالب الفلاحون في الحسكة حكومة النظام بضرورة إنشاء مركز تجميع لشراء محصولهم، يكون موقعه في مركز الثروة الحيوانية التابع لفرع السورية للحبوب في ريف القامشلي. وأعربوا عن مخاوفهم من الوقوع ضحية للوسطاء والسماسرة، كما حدث في السنوات الماضية، حيث لم تقدم الجهات المعنية الدعم الكافي لهم.
وقال رئيس اتحاد فلاحي محافظة الحسكة، عبد الحميد الكركو، إن الاتحاد راسل الجهات المعنية في النظام منذ بداية أيلول/سبتمبر الماضي، مطالباً بتسويق محصول القطن عبر المؤسسات التابعة لحكومة النظام.
كما اقترح الاتحاد تحديد سعر تشجيعي يبلغ 13 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، يتناسب مع كلفة الإنتاج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن حكومة النظام حددت السعر بـ 10 آلاف ليرة للكيلوغرام.
إنتاج متراجع مقارنة بالموسم السابق
ولفت مدير زراعة الحسكة، علي خلوف الجاسم، إلى أن الفلاحين أنجزوا القطفة الأولى في عدة مناطق، بما في ذلك أبو راسين ورأس العين، إلا أن المساحات المزروعة والإنتاج تراجعا مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت المساحات المزروعة 6135 هكتاراً بإنتاج وصل إلى 21472 طناً.
زراعة القطن في سوريا تتراجع لصالح محاصيل أكثر ربحاً
شهدت زراعة القطن في سوريا تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الكلفة المرتفعة للزراعة وضعف المردود سببين رئيسيين لتوجه المزارعين نحو محاصيل أخرى أكثر ربحاً.
ويأتي هذا التراجع في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والبيئية، مما دفع العديد من الفلاحين للبحث عن بدائل أقل كلفة وأعلى عائداً، وسط تحذيرات من تأثير هذا التحول على القطاع الزراعي والاقتصاد المحلي.
فضّل العديد من الفلاحين في المحافظات المختلفة زراعة محاصيل ذات دورات إنتاج أقصر وأكثر جدوى اقتصادية، مثل الذرة الصفراء، الجبس البذري، والسمسم، ما أدى إلى تراجع زراعة القطن.
يشار إلى أن إنتاج القطن في سوريا انخفض من 65 ألف طن في بداية الألفية الثانية إلى 530 طناً العام الماضي، وقد شمل هذا التراجع الكبير عدة محافظات سورية، وفقاً لتقديرات حكومة النظام.