وقعت رئاسة الشؤون الدينية التركية بروتوكولاً مع المجلس الإسلامي السوري في 21 من أيلول 2020، لافتتاح دورات لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال السوريين في تركيا وتنظيم العديد من الفعاليات الدينية.
ولم يرق هذا البروتوكول لصحيفة تركية تابعة لـتلفزيون HALK TV، ووجهت اتهامات طالت المجلس الإسلامي السوري، وشخصيات دينية سورية، ووصفتهم بأنهم جهات إسلامية "جهادية"، "متشددة" و"متطرفة".
وأضافت الصحيفة "يسمح البروتوكول، لأعضاء في المجلس الإسلامي السوري بزيارات مختلفة إلى أعلى مستوى في الدولة".
في حين ادعت الصحيفة أنه وبموجب البروتوكول "افتتح المجلس دورات قرآنية في تركيا، تستهدف الأطفال"، معتبرة البروتوكول بأنه "تسليم الأطفال إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة".
وبالعودة إلى التقرير الشهري الذي يصدر عن المجلس لأهم أعماله لم يتطرق إلى ذكر أي بيان أو تصريح رسمي عن البروتوكول.
في حين ينتهي البروتوكول المذكور في 21 من كانون الأول 2023، ومن غير المعروف ما إذا كان سيتم تمديده.
وكما شهرت الصحيفة بنشرها صورة لـ"تزكية"باسم شخص سوري يدعى "مزين جاويش" يعمل مدرسا في دورة تحفيظ القرآن الكريم، واتهمته بالتمكن من الحصول على الجنسية التركية في عام 2022.
وذلك بعد أن كتب مفتي منطقة سلطان غازي عبد الله يلماز خطابا مرجعيا "تزكية" إلى إدارة الهجرة بوزارة الداخلية لمنح الجنسية لمزين جاويش.
وجاء في نص الرسالة المقدمة بتاريخ 29/03/2022 إلى وزارة الداخلية "إدارة الهجرة" من قبل مفتي منطقة سلطان غازي،"نتقدم بطلب للسيد مزين جاويش، كي يصبح مواطنا تركيا، بعد أن جاء إلى تركيا بسبب الحرب في سوريا، وهو يقوم بتعليم القرآن الكريم للأطفال السوريين".
وأضاف "هذا الشخص يحب بلدنا، وفي رأينا لا توجد مشكلة في قبول طلبه للحصول على الجنسية"، مشيراً إلى أنه تم تقديم هذه الورقة المرجعية بناء على طلب الشخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الله يلماز سلّم منصبه بعد ست سنوات متواصلة من العمل إلى "هادي كسكين"، بعد انتشار الرسالة المرجعية التي كتبها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتواصلت الصحيفة مع مفتي سلطان غازي ولدى سؤاله عن الاتهامات المذكورة، قال "تم تزكية هذا الشخص من قبل المجلس الإسلامي السوري، بالإضافة إلى ذلك، زكّاه المفتي السابق للمنطقة".
كما زعمت الصحيفة أن المجلس يتكون من ثلاثة أقسام مختلفة، القسم الأول جماعة زيد التابعة للشيخ أسامة الرفاعي، أخذت اسمها من مسجد زيد بن ثابت في دمشق، ووصفته بأنه طريقة "صوفية متعصبة"، والمجموعة الثانية، رابطة علماء سوريا، وهي منظمة دينية تابعة "لحركة الإخوان المسلمين"، بينما يتبع القسم الثالث لهيئة تحرير الشام، ويضم هياكل إسلامية "سلفية وجهادية متطرفة".
المجلس الإسلامي السوري
المجلس الإسلامي السوري أُسِسَ في نيسان 2014، يضم نحو 40 منظمة وهيكلاً إسلامياً، وضم العلماء والهيئات الشرعية والروابط العلمية السورية، ليكون قراراً مشتركاً يعبر عن إرادة موحدة لرموز المدارس الفكرية الإسلامية المعتدلة في سوريا، ويعتبر بمثابة المرجع الأول للاجئين السوريين المقيمين في الدول المجاورة فيما يتعلق بالشريعة، وبهدف تكوين مرجعية شرعية وسطية موحّدة للشعب السوري، تحافظ على هويته وحريته واستقلاله.
الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي من مواليد دمشق 1944، مفتي المجلس الإسلامي السوري، ورئيس رابطة علماء الشام، ورئيس المجلس الإسلامي السوري، تخرج في مدارس دمشق وثانوياتها، التحق بجامعة دمشق ودرس اللغة العربية وعلومها في كلية الآداب قسم اللغة العربية، وتخرج فيها عام 1971، لازم والده العلَّامة الداعية الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى، وتلقَّى عنه العلومَ العقلية والنقلية، وتنقَّلَ في عَدَدٍ من العواصم الإسلامية، أثناء مسيرته الدعوية، كما كان خطيب جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي في دمشق.