icon
التغطية الحية

تصعيد روسي في الشمال السوري.. قتيل وجرحى ودمار واسع

2024.02.29 | 17:16 دمشق

تصعيد روسي في الشمال السوري.. قتيل وجرحى ودمار واسع
تصعيد روسي في الشمال السوري.. قتيل وجرحى ودمار واسع (الدفاع المدني السوري)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

استيقظ أهالي الشمال السوري، يوم الخميس، على وقع أصوات الطائرات الحربية الروسية وانفجارات ناجمة عن تناوب الأخيرة على قصف مواقع في إدلب وشرقي حلب، قتلت خلالها مدنياً وأوقعت جرحى وتسببت بدمار واسع في الممتلكات.

الطائرات الروسية ركّزت في استهدافاتها على محيط مدينة إدلب، إذ تعرضت ورشة لتصنيع الأخشاب (ورشة موبيليا) في منطقة عين شيب لغارتين مزدوجتين أسفرتا عن مقتل مدني وإصابة 5 آخرين بجروح، ودمار وصفه الدفاع المدني السوري بـ "الكبير".

أحد متطوعي (الخوذ البيضاء) الذي استجاب وفريقه لقصف الورشة قال إن "الدمار كان كبيراً بالمكان الذي تناوبت على قصفه طائرتان بأربع غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار".

وأضاف أنه كان من بين المصابين رجل مسن أسعف بعد إصابته بشظايا الصواريخ: "المشهد كان مرعباً، القصف دمّر مصدر عيش لمدنيين وعوائلهم. إلى متى سيستمر هذا الوضع، متى سيتوقف قتل السوريين ومحاسبة المجرمين؟".

ونشر الدفاع المدني صوراً وفيديوهات أظهرت حجم الدمار الناجم عن الغارات الروسية ولحظة تنفيذ الغارة الأولى والثانية التي تلتها عقب دقائق.

 

ادعاء النظام

إعلام النظام السوري لم يتأخر في طرح رواية مفادها أن القصف الروسي استهدف بغارتين "ورشة لتصنيع وتذخير الطائرات المسيرة" تابعة لـ "هيئة تحرير الشام".

وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، نقلاً عمّا سمتها "مصادر معارضة مقربة من الجبهة الوطنية للتحرير"، أن "المقاتلات الروسية تمكنت من إصابة ورشة المسيرات وتدميرها بالكامل"، وأن الاستهداف أسفر عن "مقتل وجرح أكثر من 10 عناصر من هيئة تحرير الشام".

ولم تتردد الصحيفة بالاعتراف بأن القصف هو الأول من نوعه منذ مطلع العام الجاري، وأن الطائرات الروسية شنّت غارات مماثلة طوال العام الماضي، زاعمة أنها استهدفت آنذاك ورش تصنيع طائرات من دون طيار، وهي مزاعم يدحضها توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي قالت في تقريرها السنوي الأخير أن ما يزيد على 245 مدنياً قتلوا على يد النظام السوري وروسيا خلال 2023، بينهم أكثر من 60 طفلاً.

غارات على الباب.. الأولى منذ 8 أشهر

ولم تتوقف الطائرات الروسية عند استهداف إدلب، بل وسّعت رقعة قصفها ليطول مواقع في منطقة درع الفرات شرقي حلب، إذ شنّت 3 غارات متتالية على مواقع متفرقة للمرة الأولى منذ أشهر، وتحديداً منذ 7 تموز 2023.

مراسل تلفزيون سوريا قال إن الغارة الروسية الأولى استهدفت محيط مدينة الباب، في حين استهدفت الغارتان الثانية والثالثة قرية الحدث القريبة ومحيطها، من دون ورود أنباء عن وقوع خسائر.

وبحسب المعلومات الواردة، فإن إحدى الغارات التي طالت محيط قرية الحدث استهدفت معسكراً لفصيل "أحرار الشام – القطاع الشرقي" الواقع قرب جبل الدير.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري، منذ بداية العام الحالي حتى 18 شباط الجاري، لـ138 هجوماً شنّتها قوات النظام وميليشيات موالية لها، على مناطق متفرّقة في شمال غربي سوريا، بينها 3 هجمات بصواريخ محملة بذخائر فرعية حارقة.

كذلك سجّلت فرق الدفاع المدني، منذ بداية العام وحتى تاريخ 22 شباط، 13 هجوماً بطائرات مسيرة ملغّمة، استهدفت البيئات المدنية، وأدت إلى إصابة 7 مدنيين بينهم طفلان.

وطاولت الهجمات 4 أسواق شعبية و4 مدارس و3 مساجد، ومنازل المدنيين، وأدت إلى مقتل 10 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، وإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم 17 طفلاً و5 نساء.

حصيلة عام 2023

وسبق أن وثّق الدفاع المدني في تقريره السنوي الأخير نهاية عام 2023، 1322 اعتداء عسكرياً ضمن 189 تجمعاً سكنياً، وقال إن أكثر من 84 في المئة من الاعتداءات كانت على يد النظام السوري، في حين أن روسيا كانت مسؤولة عن 6 في المئة من الاعتداءات.

واستهدفت 53 في المئة من إجمالي عمليات القصف التي نفذها النظام السوري وروسيا حقولاً زراعية، تلتها منازل المدنيين (32 في المئة) ثم الطرق (5 في المئة)، كما طال القصف مدارس ومخيمات ومباني عامة وأسواقاً ومشافي ومساجد.

وانتشل متطوعو الدفاع المدني خلال استجابتهم للاعتداءات العسكرية خلال عام 2023 جثامين 173 قتيلاً، من بينهم 24 امرأة و51 طفلاً، كما أنقذوا 720 مصاباً، من ضمنهم 97 امرأة و233 طفلاً.