البث المباشر
تضررت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وعشرات البيوت الخاصة بالمزروعات المحمية بمحافظة طرطوس، على إثر عاصفة بحرية شديدة ضربت ريف المحافظة أمس السبت، بالتزامن مع انقطاع مياه الشرب عن عشرات القرى.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، فقد تعرضت قرى (المقعبرية وبلمانا وحريصون) في منطقة بانياس، صباح أمس، لـ "تنين بحري" قوي ألحق أضراراً جسيمة بنحو 180 بيتاً من بيوت زراعاتها المحمية (البلاستيكية)، منها 100 بيت محمي في منطقة المقعبرية و40 في الروضة و40 بيتاً آخر في حريصون.
ونقل المصدر عن مدير زراعة طرطوس علي يونس أن نسبة الضرر في هذه البيوت تراوحت بين 30 -100 بالمئة، علماً أنها مزروعة بالخضراوات (بندورة- فاصولياء- كوسا- باذنجان)، بالإضافة إلى الموز المكشوف والمغطى.
وأضاف يونس أن "كوادر صندوق الجفاف واللجان من مهندسي الوحدات الإرشادية يقومون بأعمال الحصر للأضرار الناجمة عن هذا التنين"، زاعماً أنه "سيتم التعويض للبيوت غير المؤمن عليها وفق اشتراطات الصندوق، أما البيوت المؤمن عليها لدى مؤسسة التأمين السورية فيتم التعويض لأصحابها من التأمين".
من جهته، قال مدير فرع "المؤسسة السورية" للتأمين بطرطوس محمد حسن أنه فور إبلاغ المديرية من المزارعين الذين تعرضت بيوتهم المحمية المؤمن عليها لأضرار التنين البحري "تم الكشف عليها وتبين أن عددها 16 بيتاً وصالة وقد تم إحصاء الأضرار التي لحقت بها تمهيداً للتعويض لأصحابها أصولاً"، على حد زعمه.
الفيضانات تغمر الأراضي وتعطّل التصريف الصحي
من جانب آخر، ومن جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها طرطوس أمس وأمس الأول، والتي وصلت كميتها إلى 100 مليمتر في "برمانة المشايخ" وأقل من ذلك في بقية المناطق؛ فاضت معظم أنهار المحافظة وملأت المياه مجاريها.
ووفق الصحيفة، فقد فاضت مياه نهر "مرقية" على الأراضي المجاورة عند جسر الرمال الذهبية، كما فاضت مياه الأنهار والمصارف في عدة قرى في سهل عكار وألحقت أضراراً بأراضي ومزروعات الفلاحين.
ونقل المصدر عن مدير الموارد المائية محمد محرز أن الشدة المطرية كانت قوية جداً وأكثر من المتوقع وأدت إلى "فيضان النهر الكبير الجنوبي الذي أدى إلى إغلاق بعض بوابات الرجوع لثلاثة مصارف رئيسية في سهل عكار تصب في النهر ما تسبب بفيضان مياهها على قسم من أراضي الفلاحين في بني نعيم والجويميسة والحسنة وقد تحركت المديرية منذ الصباح بكوادرها وآلياتها وباشرت بمعالجة الاختناقات"، بحسب قوله.
العطش يضرب قرى عدة بريف طرطوس
يتزامن "التنّين البحري" مع غياب مياه الشرب وتلوّثها لدى بعض بلدات وقرى طرطوس، بالرغم من وجود بحيرتين صناعيتين لتخزين تلك المياه وتوزيعها على بلداتهم وقراهم.
وقبل نحو شهر، أفادت صحيفة "الوطن" بأن مياه البحيرتين الواقعتين خلف سدّي دريكيش والصوراني، تعرضتا لتلوث "كيماوي" أدى إلى قطع مياه الشرب عن القرى والبلدات القريبة منهما بالإضافة إلى بعض قرى منطقة القدموس.
وقال المصدر إنه منذ نحو 20 عاماً، تم الانتهاء من إنجاز سدي الدريكيش والصوراني في منطقتي الدريكيش والشيخ بدر بريف طرطوس وبوشر بتخزين المياه فيهما بهدف إرواء كثير من القرى العطشى في المنطقتين وبعض القرى التابعة للقدموس.
إلا أن خطة إرواء تلك المناطق، لم تتحقق حتى الآن بسبب تلوث مياه البحيرتين، بحسب ما أفاد المصدر. حيث إن خطوط الصرف الصحي لبلدة "برمانة المشايخ" والعديد من القرى التابعة لها، تصبّ في بحيرة سد الصوراني كما تصب مياه الصرف الصحي لبلدات وقرى عديدة في ريف الدريكيش في بحيرة سد الدريكيش.
