يعاني مواطنون يقيمون في بعض بلدات وقرى ريف طرطوس، العطش بالرغم من وجود بحيرتين صناعيتين لتخزين مياه الشرب وتوزيعها على بلداتهم وقراهم.
وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أن مياه البحيرتين الواقعتين خلف سدّي دريكيش والصوراني، تعرضتا لتلوث "كيماوي" أدى إلى قطع مياه الشرب عن القرى والبلدات القريبة منهما بالإضافة إلى بعض قرى منطقة القدموس.
وقال المصدر إنه منذ نحو 20 عاماً، تم الانتهاء من إنجاز سدي الدريكيش والصوراني في منطقتي الدريكيش والشيخ بدر بريف طرطوس وبوشر بتخزين المياه فيهما بهدف إرواء الكثير من القرى العطشى في المنطقتين وبعض القرى التابعة للقدموس.
إلا أن خطة إرواء تلك المناطق، لم تتحقق حتى الآن بسبب تلوث مياه البحيرتين، بحسب ما أفاد المصدر. حيث أن خطوط الصرف الصحي لبلدة "برمانة المشايخ" والعديد من القرى التابعة لها، تصبّ في بحيرة سد الصوراني كما تصب مياه الصرف الصحي لبلدات وقرى عديدة في ريف الدريكيش في بحيرة سد الدريكيش.
إهمال "حكومي" تجاه البحيرتين
ويتساءل مواطنو تلك المناطق العطشى: "لماذا تأخرت المحافظة والوزارات المختصة في حماية البحيرتين من التلوث، وفي استثمارهما لأغراض مياه الشرب؟ وهل من أعمال ومشاريع في هذا المجال، خاصة وأن مديرية الموارد المائية أكدت أكثر من مرة أن السدين مخصصان لأغراض الشرب حصراً ولا توجد أي مساحة من الأراضي ستروى منهما".
وتخزّن بحيرة سد الدريكيش قرابة 6 ملايين متر مكعب قابلة للتجديد في العام الواحد، بينما تخزّن بحيرة سد الصوراني نحو 5 ملايين متر مكعب قابلة للتجديد أيضاً.
ونقل المصدر عن محافظ طرطوس فراس الحامد قوله: "يوجد العديد من التجمعات السكنية ضمن الحوضين الساكبين لبحيرتي سد الصوراني وسد الدريكيش وتصل مخلفات الصرف الصحي لهذه التجمعات السكانية إلى بحيرتي السدين وصولاً مباشراً أو غير مباشر".
وأوضح المحافظ أن نتائج التحليل المخبرية لمياه البحيرتين، تبيّن ارتفاع مؤشر الـ COD (الأوكسجين المستهلك كيمياوياً) وارتفاع مؤشر عدد العصيرات البرازية في البحيرتين ما يجعلهما غير صالحتين كمصدر لمياه الشرب وفق المواصفة القياسية السورية لمياه الشرب.
"وعود" بمعالجة تلوّث البحيرتين
ويجري حالياً إنشاء محطة معالجة "القليعة الدلبة" لمعالجة مياه الصرف الصحي ضمن الحوض الساكب لسد الدريكيش بقصد رفع التلوث عن مياه البحيرة كما يتم تنفيذ عدة مجمعات لنقل مياه الصرف الصحي ضمن الحوض الساكب لبحيرة سد الصوراني بقصد نقلها إلى ما بعد جسم السد لتصل إلى محطة معالجة مقترح إقامتها لمعالجة مياه الصرف الصحي ورفع التلوث عن بحيرة سد الصوراني.
وأضاف الحامد: "ستقوم الموارد المائية بتسليم بحيرتي السدين إلى مؤسسة المياه لاستخدامهما كمصدرين لمياه الشرب عندما تصبح المواصفات الفيزيائية والكيمياوية والجرثومية ضمن الحدود المسموح بها بحسب المواصفة القياسية السورية لمياه الشرب"، على حد تعبيره.
وختم بالقول إن المؤسسة العامة لمياه الشرب بطرطوس "أوضحت بكتابها الموجه للمحافظة أنه لا يمكن حالياً استخدام مياه البحيرتين للشرب بسبب تلوثها بالصرف الصحي، وفي حال زوال التلوث وكفاية هذه المياه لحاجة المواطنين فإن استثمار هذه المياه للشرب يتطلب تنفيذ محطات تصفية وخطوط ضخ بكلف كبيرة قد لا تكون متوافرة لدى المؤسسة في حينه، علماً أنه تم إدراج استثمار سد الدريكيش ضمن الموازنة الاستثمارية للمؤسسة كبند مستقل"، وفق ما نقل المصدر.