علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة قبل أيام عن قيام هيئة تحرير الشام بحملة دهم واعتقال سرية طالت عدداً من القياديين البارزين في "جهاز الأمن العام" التابع لها في عدة مناطق في إدلب.
وبحسب المصادر فإنّ حملة الاعتقالات التي نفّذتها "تحرير الشام"، جاءت بعد معلومات وقائمة أسماء حصلت عليها من طرف استخباري خارجي - لم تسمّه – عن قياديين في "جهاز الأمن العام" متورّطين بـ"التعامل والتخابر لصالح التحالف الدولي".
في حين أضافت مصادر موقع تلفزيون سوريا بأن حملة الاعتقالات التي طالت المتورطين في العمالة للتحالف الدولي أدت إلى اكتشاف خلية أخرى تعمل لصالح روسيا ونظام الأسد.
وقد بلغ عدد المعتقلين من أفراد الخليتين أكثر من 80 معتقلاً حتى الآن، يعملون في مختلف مفاصل هيئة تحرير الشام، من الألوية العسكرية وحتى المكاتب الإدارية وجهاز الأمن العام والجانب الإعلامي، وملف متابعة وملاحقة تنظيم داعش، وملفات العمالة للنظام السوري وروسيا، والتحالف الدولي، بينهم شخصيات قيادية من الصفين الثالث والرابع في الهيئة.
وبدأت عمليات دهم واعتقال أفراد الخلايا منذ مطلع الشهر الحالي، ابتداءً من قياديين في جهاز الأمن العام في المنطقة الوسطى، والتي تشمل المنطقة الممتدة من تفتناز شرقاً وحتى سهل الروج غرباً ومركزها مدينة معرة مصرين.
وحصل موقع تلفزيون سوريا على قائمة تشمل أسماء 19 معتقلا مرفقة بعدد من الصور قيل إنها لبعضهم، وكان من اللافت أن 13 منهم من قرية واحدة، ويتحفظ الموقع عن نشر أسماء وصور المعتقلين بسبب غياب مصادر أخرى لمقاطعتها والتأكد من صحتها.
سجون خاصة للتحقيق مع المتهمين
في حين كان أبرز المعتقلين كل من الإداري العام للواء علي بن أبي طالب في الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، والمسؤول الأمني عن الكتلة الشرقية في المنطقة الوسطى، وأمير الهيئة في تفتناز سابقاً، وأحد مساعدي مسؤول المعابر في الهيئة، ومشرف قناة "إدلب بوست" العاملة ضمن الإعلام الرديف للهيئة.
وأشارت المصادر إلى أنّ "هيئة تحرير الشام" نقلت المعتقلين إلى سجون خاصّة، بهدف التحقيق معهم والكشف عن الجهات التي تعاملوا معها، ونوعية المعلومات التي سلّموها لتلك الجهات.
بالتزامن مع انتشار أخبار اكتشاف الهيئة خلايا العمالة في صفوفها، شهدت عدة مناطق في ريف إدلب ضربات جوية روسية، استهدفت مقار للهيئة إلى جانب أهداف مدنية أخرى، حيث رجح مراقبون أن تكون هذه الضربات مستندة إلى بنك أهداف قدمته خلية العمالة لصالح روسيا مسبقاً.
وبحسب مصادر من داخل الهيئة فإن سباقاً مع الوقت خاضته الهيئة لإجراء عمليات نقل وتغيير في مواقع المقار العسكرية والمكاتب الإدارية ومستودعات السلاح، نجحت فيه قبل انتشار الخبر وبدء الضربات الجوية الروسية، مما جعل تلك الضربات تمر بسلام دون وقوع خسائر.
من جانبه أعلن جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام إلقاء القبض على خلية تعمل لصالح حزب الله اللبناني قال إنها تعمل في كل من إدلب وريف حلب الشمالي، وبحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا فإن الخلية التي أعلن جهاز الأمن العام القبض عليها قبل أيام تم اكتشافها وإلقاء القبض على أفرادها بعد مداهمة في مدينة بنش، السبت الماضي لكن الإعلان جاء سريعاً في اليوم التالي، بخلاف عدة عمليات سابقة كان يتم التكتم عليها لفترات طويلة من أجل استكمال التحقيقات، وذلك الإعلان السريع بهدف التغطية على أخبار خلايا العملاء في صفوف هيئة تحرير الشام.
من أين حصلت "تحرير الشام" على المعلومات؟
وتعتبر عملية الاختراق لصفوف الهيئة هي الأكبر في نوعها، والتي استهدفت مختلف مفاصل الهيئة، العسكرية والأمنية والإدارية، فيما رجحت مصادر أخرى أن يكون مصدر المعلومات التي حصلت عليها الهيئة هو الاستخبارات الفرنسية التي تتعامل معها هيئة تحرير الشام بما يتعلق بملف الجهاديين الفرنسيين في سوريا وخاصة جماعة "عمر أومسين".