البث المباشر
احتفلت جامعة "الشام" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، السبت، بتخرّج الدفعة الرابعة من طلابها، البالغ عددها 145 طالباً، من مختلف التخصصات والكليات، كالهندسة والإدارة والاقتصاد، والشريعة والقانون، والتربية والعلوم السياسية.
وخلال حفل التخرج، رصد موقع تلفزيون سوريا حالات فريدة كافحت للنجاح رغم المصاعب التي واجهتها، فقد كان من ضمن الطلاب من بلغ الـ 50 من عمره، إضافة إلى طالبة فقدت زوجها قبل سنوات، وتشرف على تربية أطفالها، وتكمل تعليمها في الوقت نفسه.
زوجة شهيد وأطفالها يرافقونها في الحفل
تحدثت الطالبة صفاء قرندل (32 عاماً) عن تجربتها في التعليم، بالرغم من التزامها بتربية أطفالها الثلاثة، بعد أن قُتل والدهم خلال المعارك ضد نظام الأسد في مطار منغ العسكري شمالي حلب عام 2013.
تخرّجت "قرندل" في كلية التربية / اختصاص معلم صف، وهي مهجّرة من مدينة تل رفعت بريف حلب، وتقول لموقع تلفزيون سوريا: "قررت إكمال تعليمي لكونه لم يبق لي سند في الحياة بعد استشهاد زوجي قبل نحو 10 سنوات، ودخلت كلية التربية بشكل خاص لأجل أطفالي، لأنني أحب تعليم الصغار".
وأشارت الطالبة إلى أن أطفالها كانوا سنداً لها طوال الفترة الماضية، مضيفة: "هم أملي وألمي بنفس الوقت، خاصة أنهم أيتام منذ بدايات الثورة السورية، وفي النهاية اجتزت هذه المرحلة الصعبة، الحلوة والمرّة".
ونصحت "قرندل" كل امرأة بالدخول في طريق العلم، لأنه سلاح للمجتمع بشكل عام، وللمرأة بشكل خاص، متمنيّةً أن يكون التخرج فاتحة أمام حياة عملية بمساندة أطفالها أيضاً.
وعملت الطالبة خلال فترة الدراسة الجامعية مديرة لروضة أطفال، لتأمين متطلبات العيش لها ولأطفالها، مشيرة إلى أن ابنتها الصغيرة كانت تبلغ من العمر يوماً واحداً عندما استشهد والدها.
يحمل السلاح ويطلب العلم
من بين المحتفلين بالتخرج، الطالب محمد نور عساف، كلية الاقتصاد / قسم إدارة الأعمال، ويروي أنه عاد لإكمال دراسته إلى جانب عمله العسكري وحمله السلاح لمواجهة قوات النظام وحماية المدنيين منذ بداية الثورة.
وهُجّر "عساف" من مدينة تل رفعت في عام 2016، ويقول لموقع تلفزيون سوريا، إنه عاد للدراسة بعد انقطاع دام لـ 10 سنوات، كما أكد أن الأمر كان بالغ الصعوبة بالنسبة له، كونه وازن بين التعليم وحمل السلاح، لكنه قطف ثمار تعبه بعد سنوات.
وأضاف: "التخرج من الجامعة يعد إنجازاً كبيراً، لكن الأعظم من ذلك، هو السير في درب العلم ودرب السلاح، للحفاظ على الثورة السورية وحماية المدنيين في كل مكان".
حفل تخرّجه وزفاف ابنه في اليوم ذاته
لم يكن التقدم في السن عائقاً أمام بعض الطلاب لمواصلة طلب العلم والدراسة وتحقيق أحلامهم في التخرج بعد سنوات من الانتظار والتعب.
وأفاد الخريج أحمد تركي التركي (45 عاماً) النازح من مدينة تل رفعت، بأنه تفرغ لطلب العلم والدراسة بعد النزوح، لصناعة الفارق ولكي يكون من ضمن الكوادر العلمية التي تهدف لخدمة الثورة السورية ونقل صورة مشرقة لها.
وبعد تخرجه في كلية الإدارة والاقتصاد، يطمح "أحمد" للحصول على الماجستير، ويؤكد أن العمل والالتزامات العائلية والاجتماعية كانت وما زالت كبيرة، لكن التوفيق بين مختلف الالتزامات كان عاملاً للنجاح، كما تحدث عن مصادفة وصفها بـ "السعيدة"، تتمثل بإقامة حفل عقد قران وزفاف ابنه، في اليوم نفسه الذي تخرج فيه (الأب) من الجامعة.
وأما الخريج المهجّر من محافظة إدلب، عبد الناصر عاصي (50 عاماً)، فقد أشار إلى أنه نجح بالتخرج في جامعة "الشام"، بينما يدرس أحد أبنائه الثانوية العامة، موضحاً أن هذه الشيء كان محفزاً ومشجعاً له.
جامعة الشام
وفي العام الماضي خرّجت جامعة "الشام" نحو 120 طالباً، من كلية العلوم السياسية وكلية الاقتصاد والإدارة وكلية الشريعة والقانون، وكلية الهندسة وتضم (الهندسة المعلوماتية - الهندسة المدنية - هندسة الميكاترونيكس - الهندسة الكيميائية)، وكلية التربية، قسم معلم صف.
يذكر أن جامعة "الشام" افتتحت في عام 2015، وانطلق عامها الدراسي الأول 2016 / 2017 بأربع كليات وهي: كلية العلوم السياسية وكلية الاقتصاد والإدارة وكلية الشريعة والقانون وكلية الهندسة وتضم (الهندسة المعلوماتية - الهندسة المدنية - هندسة الميكاترونيكس - الهندسة الكيميائية).
وفي العام الدراسي 2017/2018 افتتحت الجامعة، كلية التربية، قسم معلم صف، كما تم افتتاح قسم الإرشاد النفسي، وعدة أقسام في كلية الهندسة ومنها هندسة الاتصالات والهندسة الزراعية.
