تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات حول الأنشطة العسكرية في سوريا، حيث اتهم الجيش الأميركي روسيا بأنها "تقوم بأنشطة غير آمنة وغير احترافية"، فيما اعتبر رئيس مركز المصالحة الروسي أن "التحالف الدولي ينتهك بروتوكولات سلامة الطيران".
قال قائد قوة المهام المشتركة لعملية "العزم الصلب" في "التحالف الدولي"، الجنرال ماثيو ماكفارلين، إن الولايات المتحدة "ما تزال ترى نشاطاً غير آمن وغير احترافي للقوات الروسية في سوريا"، مشيراً إلى "تواصل مستمر عبر خط عدم التضارب" بين الجانبين.
وفي إحاطة خاصة عبر الإنترنت، أوضح الجنرال ماكفارلين أن واشنطن "تستخدم خط عدم التضارب لضمان الحفاظ على سلامة قواتها، والتخفيف من أي من المخاطر المتزايدة بسبب الأنشطة الروسية"، مضيفاً أن هذه الأنشطة "رأيناها فقط في الجو".
وبيّن قائلا "نحن نراقبها (الأنشطة الروسية) عن كثب، لأننا نريد التأكد من أننا نستطيع الاستمرار في التركيز على مهمتنا في هزيمة داعش، والتأكد من أننا نستطيع القيام بذلك دون عائق من قبل اللاعبين المختلفين في ساحة المعركة الذين يسعون إلى إحباطنا، وبصراحة هم لا يفعلون ذلك".
وأكد قائد قوة المهام المشتركة على أن "التحالف الدولي" والقوات الأميركية "تدرك النشاط الروسي، ونتواصل معهم باستمرار إذا كنا مهتمين بأفعالهم".
665 انتهاكاً لـ "التحالف الدولي"
من جهته، اتهم رئيس "المركز الروسي للمصالحة"، أوليغ غورينوف، قوات "التحالف الدولي" بأنها "تنتهك، بشكل منهجي، بروتوكولات السلامة الجوية وسلامة الطيران في سوريا.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية، رداً على التصريحات الأميركية، قال غورينوف إن "الانتهاكات الجسيمة لبروتوكولات عدم التضارب، والمذكرة الثنائية بشأن سلامة الطيران في سوريا من قبل ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مستمرة، وهي مستهدفة ومنهجية".
وأشار المسؤول الروسي إلى أنه منذ بداية العام الحالي تم تحديد 665 انتهاكاً لقوات "التحالف الدولي"، منها 213 انتهاكاً في شهر نيسان الجاري.
روسيا تصعد من مضايقة القوات الأميركية في سوريا
وفي تقرير لمجلة "القوات الجوية والفضاء" (Air & Space Forces) العسكرية الأميركية الخميس الماضي، أعرب قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش، عن قلقه من تصرفات الطائرات الحربية الروسية، محذراً من أنها "تزيد من مخاطر سوء التقدير".
ونقلت المجلة عن قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، جو بوتشينو، قوله إن الحوادث التي وقعت مع الطائرات الحربية الروسية "تُظهر نمطاً خطيراً للطيارين، يهدد ما يقرب من 900 جندي أميركي في سوريا، يساعدون الجماعات المحلية في المعركة ضد مقاتلي داعش، في حين تدعم روسيا نظام بشار الأسد".
ووفق التقرير، حلّقت الطائرات الروسية "بشكل روتيني" في المجال الجوي فوق سوريا الذي اتفق البلدان سابقاً أنه يقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، واقتربت المقاتلات الروسية من الطائرات الحربية الأميركية في ذلك المجال الجوي قرابة 500 قدم (نحو 200 متر).
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد حلّقت فوق مواقع برية أميركية أكثر من 20 مرة، منذ بداية آذار الماضي.
وفي 27 تشرين الثاني الماضي، أُطلق صاروخ (أرض- جو) روسي على طائرة أميركية من دون طيار من طراز (MQ-9) كانت تحلّق في سماء شرقي سوريا، وفق ما أفاد به مسؤول أميركي للمجلة، مشيراً إلى أن الصاروخ الروسي أخطأ الهدف.