صعّدت روسيا من مضايقاتها للقوات الأميركية في سوريا، حيث حلّقت مقاتلات روسية مؤخراً على ارتفاع قريب فوق المواقع التي يتمركز فيها المقاتلون الأميركيون.
يأتي ذلك بعد إطلاق روسيا صاروخ (أرض- جو) على طائرة من دون طيار أميركية في تشرين الثاني الماضي، ما أثار قلقًا شديدًا لدى واشنطن، بحسب ما أعرب مسؤولون أميركيون.
ووفق تقرير أوردته مجلة "القوات الجوية والفضاء" (Air & Space Forces) العسكرية الأميركية، فقد أعرب قائد القوات الجوية المركزية اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش، عن قلقه من تصرفات الطائرات الحربية الروسية، محذرًا في بيان من أنها تزيد من "مخاطر سوء التقدير".
وبحسب التقرير، فقد حلّقت الطائرات الروسية "بشكل روتيني" في المجال الجوي فوق سوريا الذي اتفق البَلَدان سابقًا على أنه يقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، واقتربت المقاتلات الروسية من الطائرات الحربية الأميركية في ذلك المجال الجوي قرابة 500 قدم (نحو 200 متر). وكانت الطائرات الحربية الروسية قد حلّقت فوق مواقع برية أميركية أكثر من 20 مرة منذ بداية آذار الماضي.
وفي الـ27 من تشرين الثاني الماضي، أُطلق صاروخ (أرض- جو) روسي على طائرة أميركية من دون طيار من طراز (MQ-9) كانت تحلّق في سماء شرقي سوريا، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي للمجلة. إلا أن الصاروخ الروسي أخطأ الهدف، وتم الإبلاغ عن الحادث لأول مرة من قبل صحيفة واشنطن بوست.
تهديد لـ 900 مقاتل أميركي في سوريا
من جانبها، قالت القوات الجوية المركزية الأميركية إن الحوادث التي وقعت مع الطائرات الحربية الروسية تُظهر "نمطًا خطيرًا للطيارين، يهدد ما يقرب من 900 جندي أميركي في سوريا يساعدون الجماعات المحلية في المعركة ضد مقاتلي (داعش)". في حين أن روسيا تدعم نظام بشار الأسد في البلاد.
ونقلت المجلة عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جو بوتشينو، أن "هذا النوع من السلوك غير المهني وغير الآمن في سوريا ليس جديدًا ولكنه نما بشكل متكرر خلال الشهرين الماضيين ويضع قواتنا في الجو وعلى الأرض في خطر... هذا النوع من السلوك ليس ما نتوقعه من قوة محترفة."
خروق روسية للمجال الجوي الأميركي في سوريا
وكان آخر حادث قد وقع في الـ 18 من نيسان الجاري، عندما حلقت طائرة حربية روسية في المجال الجوي الأميركي في سوريا، الذي حدّده اتفاق بين الطرفين ينصّ على أن تبقى القوات الأميركية والروسية بعيدة عن طريق بعضها البعض، بما في ذلك منطقة منع الاشتباك بطول 34 ميلاً حول قاعدة "التنف"، وفق التقرير.
وقالت القوات الجوية المركزية حينها إن "طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأميركية، أقلعت من قواعد جوية في المنطقة واعترضت المقاتلة الروسية". وأضافت: "أثناء عملية الاعتراض، أجرى الطيار الروسي مناورة بشكل غير احترافي على مسافة 2000 قدم من الطائرات الأميركية، منتهكًا بروتوكولات منع الاعتراض القائمة". وكانت الولايات المتحدة قد رفعت السرية عن الفيديو المتعلّق بالحادث.
ومنذ مطلع آذار الماضي، كانت هناك "63 طلعة جوية إجمالية. واعتبارًا من الـ19 من نيسان وحتى الـ26 منه، كانت تلك الطلعات مسلحة"، بحسب ما نقلت المجلة عن المتحدث باسم القوات الجوية المركزية العاملة في آسيا، لورين تي لينسكوت.
في حين قال الجنرال المتقاعد جيفري إل هاريجيان، الذي شغل منصب قائد القوات الجوية في آسيا في الفترة ما بين (2016- 2018)، إن عدد الطلعات الجوية الروسية الأخيرة كان "الأكبر".
وحذّر هاريجيان من "عواقب وخيمة" إزاء تلك الخروقات. وقال: "إنهم (الروس) يعرفون مكان مقاتلينا جيدًا. وهذا يطرح سؤالًا مهمًّا حول ماهية مهمتهم، لأنهم يضعون أنفسهم في موقف قد يتّخذ فيه شخص ما، من أحد الجانبين، قرارًا سيئًا. وستكون عواقب ذلك شيئًا لا يريده أحد"، وفق ما نقل المصدر.