icon
التغطية الحية

تأخر رسائل البنزين في سوريا.. هل تدفع "الحكومة" السائقين لشراء البنزين الأغلى؟

2024.08.09 | 09:08 دمشق

دمشق
يشك السائقون بأن تأخر الرسائل هدفه تعزيز مبيعات البنزين أوكتان 95 ـ رويترز
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • السائقون في سوريا يواجهون تأخيراً في استلام رسائل البنزين أوكتان 90، ما أثار تساؤلات حول احتمال وجود نوايا لإجبارهم على شراء البنزين الأغلى سعراً.
  • يشك السائقون بأن تأخر الرسائل هدفه تعزيز مبيعات البنزين أوكتان 95، الذي يحقق عائدات أكبر، وسط ارتفاع تكاليف الوقود.
  • تأخير الرسائل وزيادة الطلب على البنزين خلال موسم العطلات أديا إلى ارتفاع أسعار السوق السوداء في دمشق، ما جعل البنزين عبر الرسائل الذكية أكثر موثوقية.
  • بعض السائقين يرون أن نجاح نظام الرسائل للبنزين أوكتان 95 قد يقلل من السوق السوداء ويخفف من الطوابير الطويلة.
  • الضغط على تطبيق "وين" بسبب محاولة السائقين التسجيل على البنزين أوكتان 95 مع بداية تطبيق النظام الجديد، أدى إلى بعض المشكلات التقنية.

بالتزامن مع بدء تطبيق نظام بيع البنزين أوكتان 95 عبر نظام الرسائل من خلال البطاقة الذكية، لمس السائقون تأخراً في استلام رسائل البنزين 90 حتى 14 يوماً بعد أن كانت كل 10 – 12 يوماً على أبعد تقدير، ما أثار كثيراً من التساؤلات حول السبب وإن كانت هناك نوايا لإجبار السائقين على شراء البنزين الأغلى سعراً من خلال تأخير المخصصات التقليدية.

ويحصل سائقو السيارات الخاصة على 25 لتراً من البنزين 90 العادي كل 10 أيام (من المفترض) تزيد هذه المدة بشكل عام أحياناً أو بحسب محطة الوقود إن كان عليها طلب كبير لسمعتها بعدم التلاعب بالمكيال، لكن بالعموم وبحسب سائقين، لم تكن المدة تزيد على 12 يوماً.

لماذا تأخرت رسائل أوكتان 95؟

ويشكك سائقون بأن يكون تزامن تأخر الرسائل غير المبرر الأخير لـ14 يوماً، سببه إجبارهم على شراء البنزين أوكتان 95 ليصبح هذا الأخير الأكثر توفراً كونه الأغلى ويحقق عائدات أكثر للخزينة، والبنزين الـ90 يصبح مرة أو مرتين في الشهر فقط. ويشير السائقون إلى أن تجربة الرسائل للبنزين الأوكتان 95 لم تتكشف نتائجها بعد إن كانت مفيدة أم لا لكن الإجبار عليها يعني إنفاق أكثر من 400 ألف ليرة كل 8 أيام.

ويحتاج سائق السيارة الخاصة لو حصل على تعبئتي بنزين 90 مع تعبئة واحدة بنزين 95 في الشهر 30 لتراً بحسب القرار الجديد، أن ينفق أكثر من مليون ليرة شهرياً.

ونتيجة لتأخر رسائل البنزين وزيادة الطلب عليه في موسم العطلات، ارتفع سعر البنزين في السوق السوداء بدمشق إلى 30 ألف ليرة سورية، علماً أن البنزين المنتشر في الشوارع غير جدير بالثقة من قبل معظم السائقين، ما سيدفعهم لشراء البنزين الأوكتان عبر رسائل البطاقة الذكية من محطات الوقود مباشرة لأن ذلك أكثر موثوقية من ناحية الغش وأقل سعراً من السوق السوداء بأكثر من النصف.

يرى بعض السائقين الذين تحدثوا إلى موقع تلفزيون سوريا، أن نجاح تجربة بيع البنزين الأوكتان 95 عبر رسائل البطاقة الذكية سيحد من السوق السوداء ويخفف من الطوابير الطويلة عليها والانتظار لساعات يومياً للحصول على بضع لترات، لكن يبقى التساؤل حول مدى ثبات سعر المادة في المحطات وعدم رفعه مراراً بعد اعتماده بكثافة من قبل السائقين بدلاً من السوق السوداء.

ضغط على تطبيق "وين"

يشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام بدأت منذ شهر آب 2023 بإصدار نشرات شهرية أو نصف شهرية لأسعار المحروقات في سوريا وتعديلها بشكل مستمر.

وخفضت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً سعر ليتر البنزين أوكتان 90 إلى 12,013 ليرة، بعد أن كان 12,306 ليرات، وسعر لتر البنزين أوكتان 95 إلى 13,630 ليرة، بعد أن كان 13,918 ليرة.

واعتمدت وزارة النفط والثروة المعدنية نظام الرسائل عبر البطاقة الذكية لبيع مادة البنزين أوكتان 95، اعتباراً من اليوم الجمعة، وبدأ السائقون الذين يعانون من نقص البنزين نتيجة لتأخر الرسائل وارتفاع سعر المادة بالسوق السوداء، بمحاولة التسجيل على حصتهم من البنزين مع الدقائق الأولى من يوم الجمعة (بعد الساعة 12 ليلاً من يوم الخميس مباشرةً) ما سبب ضغطاً على تطبيق وين، ودفع بعضهم للتسجيل عبر تطبيق التليغرام، بينما تأخر ظهور الخيار الجديد الخاص بالتسجيل على البنزين أوكتان 95 للعديد من السائقين، ليتبين لاحقاً أن هذا الخيار بحاجة لتحديث التطبيق.

وقالت وزارة النفط والثروة المعدنية في بيان لها، إنّ "آلية الحصول على المادة ستكون من خلال اختيار المحطة من تطبيق (وين) أو قناة تليغرام الخاصة بالمشروع، على أن يتم بعدها حجز المادة بناء على رغبة المواطن، وعندئذ يتم حجز دور على مستوى المحطة والإبلاغ برسالة لاستلام المادة خلال 24 ساعة بعد استلام الرسالة".

وبحسب الوزارة، في حال تأخر صاحب البطاقة عن استلام المادة وقيامه بإعادة الطلب للمادة فإنه يتم حجز دور جديد له دون أي اعتبار للطلب الأول، وأشارت إلى أنه يسمح بتغيير المحطة دون قيد مع الاحتفاظ بأفضلية الدور عند الحجز على مستوى المحطة.

وحددت الوزارة كمية المادة عند الطلب للسيارة الخاصة بموجب الرسالة بـ 30 لتراً كل ثمانية أيام، وللسيارات العامة بـ 25 لتراً كل شهر.

وأدى قدوم بعض المغتربين إلى سوريا مع بداية العطلة الصيفية، التي تتزامن مع موسم السياحة إلى الساحل السوري، إلى زيادة الطلب على البنزين بشكل كبير بسبب الرحلات وقطع مسافات طويلة.