تشغل قضية المعابر الحدودية مع تركيا حيزاً كبيراً من اهتمامات المقيمين في منطقة شمال غربي سوريا، كونها تعتبر شريان الحياة الوحيد لهم.
وخلال الآونة الأخيرة زاد هذا الاهتمام بسبب إغلاقها. مساء الإثنين الفائت، أغلق الجانب التركي جميع المعابر الحدودية مع شمال غربي سوريا، بدءاً من جرابلس والراعي بريف حلب الشرقي، وباب السلامة والحمام شمالي حلب، وصولاً إلى باب الهوى بريف إدلب الشمالي.
وحتى الآن لم تقم السلطات التركية بإعادة افتتاح سوى معبر باب الهوى بشكل كامل، حيث بدأت صباح اليوم الحركة الاعتيادية للشاحنات التجارية والمسافرين، ليكون المعبر الأول والوحيد الذي يعود للعمل في الشمال السوري.
وتقول مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا إن السلطات التركية سمحت بافتتاح معبري باب السلامة وجرابلس أمام أصحاب الأذونات والمجنسين الأتراك الموجودين في سوريا ويرغبون في العودة إلى تركيا.
في حين لا تزال معابر باب السلامة والحمام والراعي وجرابلس مغلقة أمام الحركة التجارية وقوافل المساعدات الإنسانية.
ولا يوجد موعد محدد لإعادة افتتاح تلك المعابر، التي جرى إغلاقها على خلفية الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات الغاضبة التي خرجت مساء الإثنين الماضي، وتطورت لاحقاً إلى محاولات اقتحام بعضها.
وينعكس استمرار إغلاق المعابر بشكل سلبي على السكان في المنطقة، حيث تدخل غالبية المواد الأساسية والغذائية منها. إضافة إلى وجود كثير من الحالات المرضية التي تتلقى العلاج في تركيا كمرضى السرطان وغيرهم، مما يهدد حياتهم.
توترات شمال غربي سوريا
شهدت منطقة شمال غربي سوريا مساء الإثنين الفائت توترات كبيرة بعد خروج مظاهرات منددة بالاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في ولاية قيصري وسط تركيا.
وسرعان ما تطورت هذه الاحتجاجات إلى أحداث عنف بدأت بتكسير شاحنات تركية في ريف حلب الشرقي، ثم الصدام مع الجيش التركي في مدينة عفرين شمال غربي حلب، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو أربعين آخرين.
الجدير بالذكر أنه على الرغم من عودة الهدوء إلى منطقة ريف حلب وتشييع ضحايا الاحتجاجات دون أي احتكاك مع الجهات المدنية والعسكرية، إلا أن المعابر الحدودية ما زالت مغلقة، كما أن الاتصالات وشبكات الإنترنت ما زالت مقطوعة.