غادرت كثير من العائلات منازلها في محافظة حمص، بعد أن باعت ما تملك من أثاث وأغراض شخصية للحصول على تكاليف الخروج من سوريا، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة في مناطق سيطرة النظام السوري.
وقال موقع "سناك سوري" إن سوق الجمعة (الحرامية) في حي باب دريب يشهد إقبالاً متزايداً في عمليات بيع الأدوات المستعملة وذلك بسبب رغبة الكثير من الأهالي في تأمين المال الكافي للانطلاق في رحلة الهجرة.
ويقول عبد المعين خليل (40 عاماً) صاحب إحدى البسطات في سوق الجمعة: "خلال السنوات الماضية وحتى يومنا هذا كنا ومازلنا نقوم بشراء الصحون الزجاجية والكاسات وكل ما يتعلق بالمطبخ من المنازل التي يريد قاطنوها مغادرة البلد، ونقوم بعرضها هنا للبيع لمن يودون البقاء في البلاد ولا قدرة لديهم لشراء المستلزمات الجديدة".
وتؤكد سيدة من أهالي حمص أنها تقصد السوق بشكل متكرر لتشتري لوازم أولادها من ألبسة وأحذية، هرباً من غلاء الأسعار في الأسواق.
ووفقاً للموقع، فإن سوق الجمعة هذا ليس حكراً على حمص وحدها فهو موجود بأسماء مختلفة في العديد من مدن البلاد، وقد تعاقبت عليه خلال السنوات الماضية آلاف الذكريات التي تركت على أثاث منازل المهاجرين التي اشتراها من بقي من الأهالي في المدينة.
وخلال الأشهر الماضية، روجت مؤسسات النظام ومسؤولوه في مدينة حمص، لاستمرار العمل بتأهيل الكتل السكنية المدمرة لاستقبال المهجرين، لكن واقع الحال والصور الواردة من المدينة تكذب هذه الدعاوى، وتظهر الأحياء التي ذكرها مسؤولو النظام على وضعها منذ خروج الأهالي منها قسرياً، حيث ما تزال الأبنية الآيلة للسقوط على وضعها السابق، بالإضافة إلى عدم تزويد هذه الأحياء بالكهرباء.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالكثير من العوائل في تلك المناطق إلى الهجرة نظراً لهذه الظروف التي تتفاقم يوماً بعد يوم.