أصدرت مديرية الجمارك العامة التابعة لـ نظام الأسد، قراراً بالحجز على أموال "أيمن جابر" صهر عائلة الأسد، وأحد أبرز مؤسسي وداعمي الميليشيات الخاصة التي تقاتل إلى جانب قوات النظام.
وحسب القرار الذي نشره موقع "روسيا اليوم"، اليوم الثلاثاء، فإن الجمارك وضعت حجزاً احتياطياً على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ أيمن جابر، إضافة إلى أحد مساعديه "فائز حبيب شاهين"، وشركة الجزيرة المتحدة للنقل العام وتجارة المشتقات النفطية والخدمات النفطية (المسجلة في بيروت).
وجاء القرار متزامناً مع قرار مماثل بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ رجل الأعمال رامي مخلوف (ابن خال رأس النظام بشار الأسد)، والذي صدر في التاريخ ذاته، 19 كانون الأول 2019.
اقرأ أيضاً.. النظام يحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ رامي مخلوف
ويشير القرار إلى أن الحجز على أموال "جابر"، جاء نتيجة تنفيذه عمليات استيراد بضائع مِن خلال التهريب، قُدّرت قيمتها بما يزيد عن مليار ليرة، وبلغت رسومها نحو 131 مليون ليرة، والحد الأقصى لـ غراماتها 4.8 مليار ليرة.
وسبق أن أرسل نظام الأسد لجنة إلى محافظة اللاذقية، منتصف العام 2018، لـ إحصاء أموال "أيمن جابر" وحجزها، بالتزامن مع مداهمات نفذتها الأجهزة الأمنية ضد "جابر"، طالت مرافقته الشخصية ومنازله ومراكز عمله في منطقة الساحل السوري، وذلك بناء على أوامر مِن قيادة "الفرقة الرابعة" (بقيادة ماهر الأسد شقيق رأس النظام بشار الأسد)، وشعبة الأمن العسكري في العاصمة دمشق.
وبرز اسم "أيمن جابر" - ينحدر مِن قرية الشلفاطية بريف اللاذقية - بوصفه أحد رجال الأعمال الذين يمولون ميليشيات خاصة وقد أسس كتائب "صقور الصحراء" مع شقيه "محمد جابر" قائد تلك الكتائب، قبل أن يؤسس مجلس الحديد والصلب، و"الشركة العربية لدرفلة الحديد" في مدينة جبلة.
اقرأ أيضاً.. هل مصادرة أملاك "جابر" صهر "الأسد" بداية لتصفية الميليشيات؟
ومنذ العام 2018، بدأت تتسرب معلومات عن الحجز على أموال "أيمن جابر، رامي مخلوف، محمد حمشو" أبرز رجال الأعمال الداعمين لـ نظام الأسد والمقرّبين مِن رأسه "بشار الأسد"، ووقف أنشطتهم، كما سرت حينها شائعات عدة منها أنهم قيد الإقامة الجبرية.
مَن هو "أيمن جابر"؟
ولد "أيمن جابر" - حسب مصادر كثيرة - ضمن عائلة فقيرة في قرية الشلباطية بريف اللاذقية، وعمِل منذ نشأته في التهريب وتقرّب خلال عمله ذلك مِن "فواز الأسد" (إمبراطور التهريب في عائلة الأسد وهو ابن جميل عم بشار الأسد - مات عام 2015 بمرض تلف الكبد)، لـ يصبح "جابر" مع الوقت اليد اليمنى لـ"فواز" ومدير عملياته.
وبعد قرار عائلة الأسد بـ استبعاد "فواز" مِن ميناء اللاذقية الذي كان يتحكّم به (نتيجة الفساد الكبير في الميناء)، سُلّمت إدارة الميناء بعد ذلك إلى "أيمن جابر" وتمكّن مِن جني ملايين الدولارات، وأصبح مِن رجال الأعمال السوريين "الأثرياء"، وذلك شجّعه للتقرّب مِن عائلة الأسد والارتباط بـ حفيدة كمال الأسد عم بشار أيضاً.
وأسّس "جابر" الشركة العربية لـ درفلة الحديد (أسكو) في منطقة جبلة بريف اللاذقية، ضمن مساحة قدرها (85 ألف متر مربع) على طريق اللاذقية - دمشق، والتي أصبحت عقب اندلاع الثورة السورية معملاً لـ صناعة "البراميل المتفجرة" التي تلقيها مروحيات "النظام" على الشعب السوري، وخلّف عشرات آلاف الضحايا مِن المدنيين.
وترأس "جابر" مجلس الحديد والصلب في سوريا، كما أنه عضو في الاتحاد العربي للحديد والصلب، ولديه استثمارات في التعهدات والمقاولات إضافة إلى مساهمته في "شركة شام القابضة" (التي يرأسها رامي مخلوف)، كما أنه شريك في تأسيس "قناة الدنيا الفضائية" الخاصة والموالية لـ"النظام".
يشار إلى أن اسم "أيمن جابر" كان مِن بين الأسماء المشمولة بالعقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد وطالت عدداً كبيراً مِن المسؤولين السوريين ورجال الأعمال وغيرهم ممن ساندوا "النظام" في حربه ضد الشعب السوري.