أفادت مصادر محليّة لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الخميس، بأنّ النظام السوري أنهى الحملة الأمنية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بعد ساعات من بدئها بحثاً عن مطلوبين.
وكانت قوات النظام قد بدأت بمشاركة 400 عنصر وآليات ثقيلة، صباح اليوم، حملة أمنية واسعة في مدينة تلبيسة، بغطاء مروحي لأوّل مرّة منذ اتفاقية "التسوية"، عام 2018.
وقالت المصادر إنّ قوات النظام أنهت الحملة وبدأت بالانسحاب من المواقع التي انتشرت فيها بمحيط المدينة، مشيرةً إلى أنّ إبراهيم محمد الحديد -الأمين العام المساعد لـ"حزب البعث"- من أبناء مدينة تلبيسة، تدخّل للتساهل في مسألة الحملة الأمنية على المدينة.
وأضافت المصادر أنّ الحملة الأمنيّة اقتصرت على الانتشار وتسيير الدوريات فقط، من دون مداهمة أي منزل أو الاقتراب من أي شخصٍ، وذلك بناءً على اتفاق بين قوات النظام ووجهاء ومجلس عائلات تلبيسة.
وجاءت الحملة بعد أسابيع من التهديدات باقتحام مدينة تلبيسة القوة، بذريعة ملاحقة العصابات التي تسبّبت في انفلات أمني واسع بالمنطقة، بحسب مواقع وصفحات إخبارية مقرّبة من النظام السوري.
انفلات أمني ومركز "تسوية" في تلبيسة
تصاعد التوتر الأمني في تلبيسة، مؤخّراً، حيث ازدادت حالات الخطف والسلب بقوة السلاح، فضلاً عن قطع الطريق الدولي حلب-دمشق من قبل عصابات مسلّحة مرتبطة بميليشيا "حزب الله" اللبناني وبعض عناصر فرع الأمن العسكري بحمص.
وبحسب المصادر، فإنّ العصابات استغلت الانفلات الأمني بالمنطقة، لتمارس أعمالها الإجرامية، مستفيدة من حماية بعض الضباط الذين كانوا يتقاسمون أموال الفدية التي تُدفع لفك أسر المخطوفين.
وتسبّب هذا الانفلات الأمني في شلل تام للحياة بمدينة تلبيسة، حيث توقّفت حركة البضائع والمواد الغذائية والأدوية، ما دفع الأهالي إلى المطالبة بتدخل النظام السوري من أجل بسط سيطرته على المدينة.
وفي محاولة لوضع حدٍّ لهذا الانفلات، أُعيد فتح مركز لـ"تسوية" أوضاع المطلوبين بتلبيسة، في شهر حزيران 2023، إلّا أنّ هذه الخطوة لم تُثمر عن نتائج ملموسة، واستمرت عمليات الخطف والقتل.
"الحملة الأمنية"
وبعد عدة اجتماعات بين وجهاء تلبيسة وضبّاط رفيعي المستوى في مخابرات وقوات النظام، اتخذ قرار نهائي بتنفذ حملة أمنية واسعة في المنطقة.
وسبق ذلك أنّ هدّد اللواء حسام لوقا -رئيس المخابرات العامة التابعة للنظام السوري- بوجود قوائم بأسماء جميع المطلوبين، وطالبهم بتسوية أوضاعهم خلال مهلة محدّدة، وإلا فستتم ملاحقتهم.
وبالفعل، دخلت قوات النظام -"الفرقة الرابعة" و"الفرقة 25 مهام خاصة"- إلى مدينة تلبيسة بغطاء من المروحيات، صباح اليوم الخميس، برفقة وجهاء العشائر وقيادات من ميليشيا "الدفاع الوطني"، وسط انتشار أمني، وسيّرت دوريات ثم انسحبت بعد ساعات، بما يشبه "الاستعراض لـ نصر وهمي"، وفقاً للمصادر.
يُشار إلى أن قوات النظام تحاول فرض السيطرة الكاملة على مدينة تلبيسة وسحب السلاح منها وضمان عدم وجود أي تهديدات على طريق حمص-حماة الدولي، بحجة إنهاء انتشار فوضى السلاح والمخدرات والخطف، إلا أن الناشطين اعتبروا أن هذه الذرائع "إعلامية"، وأن النظام هو مَن يقف وراء هذه الظواهر.