icon
التغطية الحية

بعد توتر غير مسبوق.. هدوء حذر يخيّم على شمال غربي سوريا

2024.07.02 | 11:33 دمشق

بعد توتر غير مسبوق.. هدوء حذر يخيم على شمال غربي سوريا
انتشار هيئة تحرير الشام على طريق معبر باب الهوى لمنع المتظاهرين من الوصول إليه - إنترنت
تلفزيون سوريا - ريف حلب
+A
حجم الخط
-A

خيّم الهدوء الحذر على منطقة شمال غربي سوريا، بعد يوم من التوترات غير المسبوقة في ريفي إدلب وحلب، وسط حالة من الترقب لمآلات الأحداث التي شهدتها المنطقة، أمس الإثنين، وردة الفعل المحتملة من جميع الأطراف.

ومع حلول المساء، توقفت المواجهات التي اندلعت بين المحتجين والقوات التركية في ريفي إدلب وحلب، باستثناء مدينة عفرين التي استمرت حتى منتصف الليلة الماضية، قبل أن تهدأ بعد تدخل فصائل من الجيش الوطني السوري لضبط الوضع.

وبدأت التوترات بعد تكسير محتجين لـ شاحنات تركية في مدينة الباب شرقي حلب، ردّاً على الاعتداءات العنصرية التي تعرّض لها لاجئون سوريون في ولاية قيصري وسط تركيا، ليل الأحد-الإثنين.

بعد ذلك امتدت الاحتجاجات سريعاً إلى مدن وبلدات ريف حلب، وكانت أبرزها في مدينة اعزاز التي شهدت مظاهرة حاشدة قرب معبر باب السلامة، وفي مدينة جرابلس شمال شرقي حلب حيث اقتحم المتظاهرون المعبر الحدودي مع تركيا، تعبيراً عن رفضهم للممارسات العنصرية ضد اللاجئين.

وفي مدينة عفرين شمال غربي حلب، تحوّلت الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات مع الجيش التركي، بعد إطلاق النار على العناصر والآليات الموجودة قرب مبنى السرايا، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، وهو ما تطور سريعاً إلى اشتباكات استمرت لعدة ساعات وأسفرت عن وقوع قتلى وعشرات الجرحى.

ومع تأزم الأوضاع، انقطعت الاتصالات في عموم مناطق الشمال السوري، الأمر الذي حال دون التأكد من الحصيلة الدقيقة لعدد القتلى، حيث وثق ناشطون أسماء 4 قتلى -جميعهم من مهجري الغوطة الشرقية- ونحو 40 جريحًا من جراء المواجهات.

امتداد التوترات إلى إدلب

امتدت الاحتجاجات من أرياف حلب إلى محافظة إدلب سريعاً، حيث تجمّع مئات المتظاهرين على طريق معبر باب الهوى قرب مدينة سرمدا، إلا أن عناصر من جهاز الأمن العام التابع لـ"هيئة تحرير الشام" منعوهم من دخول المعبر.

كذلك تجمع المئات عند النقاط التركية في بلدات الأتارب وتقاد والتوامة وأبين سمعان في ريف حلب الغربي، كما خرجت مظاهرات في مدينة إدلب وبلدة الدانا بالريف الشمالي، احتجاجاً على الممارسات العنصرية ضد اللاجئين السوريين، وتعبيراً عن رفض التصريحات التركية التي تدعو إلى "المصالحة" مع النظام السوري.

ترقب حذر شمال غربي سوريا

أفادت مصادر محلية بأن ضباطاً أتراكاً عقدوا اجتماعاً مع قيادات في الجيش الوطني السوري شمالي حلب، وذلك بهدف ضبط الوضع وتهدئة التوترات في المنطقة، وتجنب انزلاق الأوضاع نحو تصعيد أكبر.

وتحاول جميع الأطراف التهدئة ومنع حدوث صدام جديد بين المتظاهرين والقوات التركية لا سيما في مدينة عفرين، حيث من المقرّر أن تخرج مظاهرة، ظهر اليوم الثلاثاء، في أثناء تشييع القتلى الذين قضوا خلال المواجهات.

وبهذا الخصوص، أصدرت إدارة الشرطة العسكرية بياناً دعت فيه المتظاهرين في مدينة عفرين إلى عدم تحويل مراسم التشييع إلى "فرصة للقيام بتصرفات استفزازية" وعدم السماح بوجود عناصر ومظاهر مسلّحة ضمن مراسم الدفن، وعدم "الانقياد خلف الفتن والتحركات الاستفزازية"، مشيرة إلى أنها ستتخذ "التدابير اللازمة للحفاظ على أمن وهدوء المنطقة بالكامل".

يتزامن ذلك، مع إغلاق جميع المعابر الحدودية مع تركيا بما في ذلك باب الهوى شمالي إدلب، ومعبري الغزاوية ودير البلوط، اللذين يفصلان بين مناطق سيطرة الجيش الوطني و"هيئة تحرير الشام"، إضافة إلى استمرار انقطاع الاتصالات عن كامل منطقة ريف حلب.

يشار إلى أن التوترات في الشمال السوري انعكست على اللاجئين السوريين في ولايات الجنوب التركي، حيث هاجم مواطنون أتراك الليلة الماضية سوريين في غازي عنتاب ونيزب والريحانية وأضنة وغيرها، إضافة إلى تجدد الاعتداءات في قيصري، ردّاً على ما تعرض له الأتراك في ريفي إدلب وحلب.