خرَّجت جامعة ماري الخاصة شمالي غربي سوريا دفعة جديدة من طلاب طب الأسنان والتعويضات السنية والقبالة، وذلك خلال يومي الأحد والإثنين الواقع في 17 و18 من تشرين الثاني لهذا العام، في ظل اكتظاظ الشمال السوري بأطباء الأسنان الذين لا يجدون فرصة عمل نظراً لأعدادهم الهائلة في بقعة جغرافية صغيرة.
وبحسب عميد كلية طب الأسنان في جامعة ماري، وائل طعان، تم تخريج 78 طبيباً وطبيبة للأسنان من الكلية في هذه الدفعة، وهي الدفعة الثالثة التي تتخرج في كلية ماري منذ تأسيسها حتى الآن.
وأفاد وائل لموقع تلفزيون سوريا قائلاً: "تلقَّينا من طلابنا الكثير من الشكاوي والمطالبات بتخفيف عدد المقبولين في الجامعة، إذ إن هناك اكتظاظ ملحوظ وواضح في أعداد أطباء الأسنان، إلا أنه من مسؤوليتنا قبول أي طالب حاصل على معدل يؤهله لدخول هذه الكلية".
وأضاف: "هذا الاكتظاظ في أعداد أطباء الأسنان هو نتيجة توزع الأطباء ضمن بقعة جغرافية ضيقة".
"الأقساط العالية تستنزفنا"
بينما أعرب الخريج من كلية طب الأسنان في جامعة ماري، محمد شعبان، عن استيائه من ضعف سوق العمل في المنطقة، وقال: "تخرج بالأمس 78 طالباً وطالبة من كلية طب الأسنان في جامعة ماري، عدا خريجي جامعة إدلب وجامعة حلب، الأعداد في ازدياد ونحن أمام عدد هائل من الأطباء العاطلين عن العمل بحكم وجودهم في المنطقة نفسها".
ونوّه محمد إلى أن 20 في المئة فقط من زملائه باستطاعتهم افتتاح عيادات خاصة بهم، إذ أن أغلبية الخريجين تعرضوا للاستنزاف المادي أثناء دراستهم بسبب الأقساط المرتفعة جداً في الكلية.
وأضاف: "في مدينتي (أريحا) هناك 31 طبيباً وطبيبة للأسنان، مع السنوات القادمة هناك مئات الخريجين والخريجات، هذه الأعداد جعلت فرص العمل قليلة جداً ونادرة، هناك مراكز تحوي على أكثر من 6 او 7 أطباء، حيث اضطرت بعض المراكز إلى تحويل الطبيب إلى موظف يحصل على نسبة 30 بالمئة أو 40 بالمئة من عائدات العمل مثلاً".
"نبحث عن فرص عمل كممرضات"
ولم تكن أعداد أطباء الأسنان وحدها التي تتضخم بشكل غير معقول شمالي غربي سوريا بحسب، تسنيم حسيناتو، خريجة معهد القبالة في جامعة ماري التي أفادت لموقع تلفزيون سوريا: "نحن كخريجات معهد القبالة لا يحق لنا أن نعمل في القابلة بشكل مباشر، لذلك نبحث عن فرص عمل كممرضات، ومن الصعب جداً إيجاد فرصة عمل في المنطقة في ظل هذا الاكتظاظ السكاني وكثرة الخريجين والخريجات".
واستاء كثير من طلاب طب الأسنان وغيرهم من الطلاب الذين يشاهدون بطالة زملائهم الذين تخرجوا في الكلية دون الحصول على فرصة عمل تعوضهم عن سنوات التعب التي أمضوها خلال رحلة دراستهم، إذ تتعدد أسباب البطالة بين ضيق المنطقة الجغرافية والحصار المطبق على المنطقة وكثرة الخريجين وغيرها من الأسباب الكثيرة التي تزيد من أزمة إيجاد فرص العمل.