أدى نائب وزير خارجية النظام السوري، بشار الجعفري، اليمين القانونية أمام رئيس النظام، بشار الأسد، سفيراً لدى روسيا الاتحادية، بعد أن أنهى السفير السابق، رياض حداد، مهمته في موسكو نهاية أيلول الماضي.
وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا" بأن رئيس النظام استقبل الجعفري اليوم بعد أدائه اليمين القانونية، و"زوده بتوجيهاته".
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قال نائب وزير الخارجية ونائب الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن الجانب الروسي "أعطى موافقة رسمية على تعيين سفير سوري جديد في روسيا"، مشيراً إلى أن "رئيس البعثة الدبلوماسية للنظام السوري لم يصل بعد إلى موسكو".
من هو بشار الجعفري؟
ينحدر الجعفري من مدينة دمشق، ولد في نيسان من العام 1956، وتقول بعض الروايات إنه من مواليد مدينة أصفهان الإيرانية، حيث يستدل أصحاب هذه الرواية بما يسربه الجعفري في مجالسه وبين أصدقائه المقربين عن أصوله الإيرانية.
يعتبر الجعفري من المقربين جداً لإيران في سوريا، خاصة أنه حصل على إحدى شهاداته من جامعاتها، ومتزوج من سيدة إيرانية، ويتقن اللغة الفارسية بطلاقة، وله كتب تدلل على ثقافته الإيرانية، أبرزها رسالته لنيل الدكتوراه من جامعة شريف هداية الله في كوالالمبور، في تاريخ الحضارة الإسلامية والإسلام الشيعي، بالإضافة إلى كتابه المثير للجدل "أولياء الشرق البعيد"، المنشور في العام 2016، عن دور إيران في نشر الإسلام في أرخبيل الملايو.
بدأ الجعفري عمله في وزارة الخارجية في العام 1980، وشغل مناسب عدة في السفارة السورية في فرنسا وإندونيسيا، حتى العام 2002، حيث تم تعيينه مديرا لإدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وذلك تزامناً مع فترة "ربيع دمشق" وقدوم العديد من المنظمات الدولية إلى سوريا.
في العام 2004، عُين الجعفري في منصب الممثل السفير فوق العادة والمفوض والممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وفي العام 2006، تولى منصب السفير والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وبقي في منصبه حتى وفاة وزير خارجية النظام السابق، وليد المعلم، في تشرين الأول 2020، ومنذ ذلك الحين يشغل منصب نائب وزير الخارجية.
خبرة مخابراتية متراكمة
خلال فترة تمثيله النظام لدى الأمم المتحدة، اعتبر الجعفري الذراع الخارجية الأقوى لوليد المعلم، ولطالما سار على نهجه في مخالفة القواعد الدبلوماسية بتصريحاته التي يلقيها دفاعاً عن نظام الأسد، وتبريراً للجرائم والانتهاكات التي يرتكبها.
وتصف تقارير صحفية الجعفري بأنه "نتاج خبرة مخابراتية متراكمة، تجلّت خلال وجوده في باريس، حيث كان يتولى مراقبة نشاطات السوريين المعارضين ويقدم تقارير عنهم، ليقوم بعد توليه منصبه الدبلوماسي في السفارة، بتوظيف العديد من الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية كمخبرين يراقبون نشاط زملائهم".
ويعتبر من عرفوا الجعفري حينها أنه "برع في مهمته الأمنية، وهو ما يفسر توليه منصب مدير إدارة المنظمات الدولية، التي تعتبر ذراعاً أمنية تعمل تحت غطاء وزارة الخارجية، ما يؤهلها للتحرك في الميدان الدبلوماسي".
وللجعفري عدة تصريحات مثيرة للجدل، أبرزها استهزاؤه بالقرآن الكريم، عندما قال في مؤتمر صحفي "لن يكون هناك تفاوض، نحن هنا لإجراء محادثات غير مباشرة على شكل حوار سوري - سوري دون شروط مسبقة، ودون تدخل خارجي"، مضيفاً "احفظوها هذه، لأنها فاتحة بالقرآن تبعنا"، خاتماً حديثه بقوله "صدق الله العظيم".