يحتكر نظام الأسد والمقربون منه، كل الموارد المتاحة في مناطق سيطرة النظام، وهذا ما يندرج على المطاعم والمقاهي، في وقت يتجنب فيه السوريون التفكير بأصناف المأكولات ضمن المطاعم، بعد ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى أكثر من 90% وفق الأمم المتحدة.
زار تلفزيون سوريا عدداً من المطاعم والمقاهي في العاصمة السورية دمشق، وكان من بينها مجمع "UPTOWN"، الواقع في مشروع دمر، حيث كشف عن تردد نائب وزير خارجية النظام، بشار الجعفري بشكل روتيني إلى الصالة الرياضية "SPOR FIVE" ضمن المجمع.
وتبلغ كلفة الاشتراك بالنادي الرياضي أكثر من 100 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف لشهر كامل، وبعد الزيادة.
وأفادت المصادر بأن الصالة الرياضية تتحول لثكنة عسكرية قبل وفي أثناء وجود الجعفري ضمن مجمع "UPTOWN"، إذ تنتشر عناصر استخبارات النظام داخل المجمع لمنع الأشخاص من الاقتراب والتصوير.
"ويلينجتون ستيك" وجبة الجعفري المفضلة
وبينت مصادر موقع "تلفزيون سوريا" أن بشار الجعفري، يجلس في مطعم النادي قبل أو بعد التدريبات لتناول إحدى الوجبات في مطعم النادي، والتي تتراوح أسعارها بين 30 إلى 65 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب نوع الوجبة إن كانت من لحم الدجاج أو لحم الضأن، في حين يصل سعر الأطباق الفارهة مثل "ويلينجتون ستيك" المفضلة عند الجعفري، إلى أكثر من 115 ألف ليرة.
وتتراوح أسعار المشروبات الساخنة والباردة ضمن المطعم بين 8 إلى 20 ألف ليرة سورية، حيث يبلغ سعر الكوكتيل 18 ألف ليرة، ويصل سعر كأس من عصير الفاكهة إلى 13 ألف ليرة، في حين يبلغ سعر فنجان الشاي أو القهوة 8 آلاف ليرة.
وكشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن الزيارة الواحدة لنائب وزير خارجية النظام للمجمع، تكلفه بين 70 إلى 200 ألف ليرة سورية، وفقا لعدد الأشخاص الذين يمكن أن يشاركوه الطعام، في حين تقدر الكلفة الشهرية بأكثر من مليون ونصف المليون ليرة.
ثكنة عسكرية بحضور حافظ الأسد والكهرباء من مشفى الباسل
وأكدت المصادر أن المجمع الذي يضم عدداً من المطاعم والمقاهي والملاعب والنوادي الرياضية، ومراكز التسوق والخدمات الترفيهية، وتعود ملكيته لـ"ماهر الأسد"، قائد الفرقة الرابعة في قوات النظام، وشقيق رئيس النظام بشار الأسد، بالشراكة مع نعيم الجراح، رجل الأعمال المقرب من النظام.
وأشارت مصادر لموقع تلفزيون سوريا إلى أن مجمع "UPTOWN"، يتعرض للإغلاق بشكل كامل مرتين بالشهر، بسبب قدوم حافظ ابن رئيس النظام مع أقربائه أو أصدقائه، إلى "مطعم زاكي"، الواقع داخل المجمع، ليتحول المكان إلى ثكنة عسكرية يمنع فيها الاقتراب والتصوير.
ويضم المجمع صالة للأعراس تحمل اسم "UPTOWN PALACE" العالمية، والتي تبلغ كلفة حجزها للحفلة الواحدة دون أي تجهيزات نحو 5 ملايين ليرة سورية، فضلا عن تكاليف الحفلات الفنية، التي يحتكرها المغني المعروف بولائه للنظام "بهاء اليوسف".
ونبهت المصادر إلى أن مجمع "UPTOWN"، لا يخضع لأي من أنواع التقنين الكهربائي، التي تعاني منه جميع المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، إذ يحصل المجمع على التيار الكهربائي عن طريق مشفى الباسل لأمراض القلب، التي تبعد عن المجمع نحو 150 مترا فقط.
وأكدت المصادر أن سلسلة مطاعم "Hot Bakery"، المنتشرة في أغلى مناطق العاصمة دمشق (الشعلان - دامسكينو مول - مهاجرين - قاسيون مول)، تعود ملكيتها لعائلة وليد المعلم وزير خارجية نظام الأسد السابق.
وتقدم السلسلة وجباتها بأسعار مضاعفة وبشكل علني رغم مخالفتها للوائح الأسعار المحددة من قبل وزارة السياحة بحكومة نظام الأسد، إذ يصل سعر "منقوشة الزعتر" إلى 4 آلاف ليرة سورية، علماً أن السعر المحدد من قبل حكومة نظام الأسد لا يتجاوز الألفي ليرة.
وأشارت مصادر موقع تلفزيون سوريا إلى أن سعر كيلو الصمون وصل إلى 6 آلاف ليرة في مطاعم "Hot Bakery" (العالمية)، وبلغ سعر كيلو التوست الطري 11 ألف ليرة، في حين تتراوح أسعار المشروبات الساخنة والباردة بين 6 إلى 10 آلاف ليرة سورية، علماً أن جميع الأسعار المذكورة تعتبر مضاعفة للأسعار المحددة من قبل حكومة نظام الأسد.
يأتي ذلك في وقت بات فيه من المستحيل، ذهاب أصحاب الدخل المحدود (أغلبية الأهالي) إلى المطاعم، إذ يبلغ متوسط سعر الوجبة للشخص الواحد ما لا يقل عن 8 آلاف ليرة، أي ما يعادل 10% من قيمة الراتب الشهري، وسط موجة غلاء تعصف في البلاد، بالتزامن مع شح كبير في توافر المواد الأساسية.