حكم القضاء الهولندي يوم الثلاثاء على سوري بالسجن لمدة عامين ونصف بسبب إلقائه زجاجة مولوتوف على السفارة الإسرائيلية في لاهاي في شهر آذار/مارس الماضي.
وجاء حكم محكمة لاهاي بناءً على طلب النيابة العامة التي طالبت بسجن الشاب السوري (أسامة أ) من سكان أمستردام، لمدة عامين ونصف منها عشرة أشهر مع وقف التنفيذ، وفق ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
وفي يوم 21 آذار الماضي، ألقى السوري البالغ من العمر 25 عاماً زجاجة حارقة على المبنى الذي يضم السفارة الإسرائيلية في الطابقين الرابع والخامس في شارع يوهان دي ويتلان في لاهاي، وأصابت الزجاجة الحارقة واجهة الطابق الأول ثم سقطت على السياج واندلع حريق لفترة وجيزة في الواجهة وفي الشجيرات.
واستناداً إلى صور الكاميرات الأمنية، تم القبض على المشتبه به بعد بضع دقائق، على بعد بضع مئات من الأمتار واعترف بإشعال قنينة زيت زيتون مملوءة بالبنزين وقطعة قماش وإلقائها على المبنى.
المحكمة: "لفت الانتباه لغزة لا يبرر"
وبرر أسامة ما فعله بأنه رسالة إلى إسرائيل من أجل وقف حربها على قطاع غزة المحاصر، وقال: "لقد شاهدت أن الأطفال يموتون من الجوع.. ولا أستطيع رؤية تلك الصور.. لقد جربت ذلك بنفسي عندما كنت أعيش في سوريا"، مضيفاً: "لقد كانت رسالة إلى إسرائيل: الحرب خطأ.. من فضلكم توقفوا".
وفي رأي المحكمة، اختار أسامة عمداً السفارة الإسرائيلية كـ"هدف"، ووفقاً للمحكمة، فإن حقيقة رغبته في لفت الانتباه إلى الوضع في غزة لا تبرر بأي حال من الأحوال أفعاله: "خاصة في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات في المجتمع بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس".
وجاء في الحكم أنه "كان بإمكان المتهم بل كان ينبغي عليه التعبير عن مشاعره بشأن الوضع في غزة بطريقة سلمية مختلفة"، وفق صحيفة "دا تيلغراف" الهولندية.
لا ضرر كبيرا ولا إصابات.. والسجن عامان ونصف!
وقضت المحكمة بأنه "وعلى الرغم من أن الضرر لم يكن كبيراً إلا أن الخطر الذي كان يُخشى منه كبيراً، سواء بالنسبة للمبنى أو الأشخاص القريبين من مكان إلقاء الزجاجة الحارقة".
وأشار القرار القضائي إلى "أن زجاجة المولوتوف أصابت الواجهة ولم تصل إلى المبنى ولو حدث ذلك ربما كان سيندلع حريق في القاعة، وكان من المحتمل أيضاً إصابة حارس الأمن الذي يقف على بعد أمتار قليلة من المكان الذي سقطت فيه زجاجة المولوتوف". وأخذت المحكمة بعين الاعتبار عند تحديد العقوبة أن الرجل استخدم العنف عمداً ضد مبنى السفارة الإسرائيلية ورأت أن "عقوبة السجن لمدة 30 شهراً مناسبة".
وفي السابع من شهر آذار/مارس، كان ينوي إلقاء زجاجة المولوتوف على السفارة الإسرائيلية ومر بدراجته قربها وكانت بجعبته، لكن لم يستطع إلقاءها وقال: "كنت متوتراً ولم أجرؤ على فعل ذلك في المرة الأولى.. كنت خائفاً".
وكانت النيابة العامة في هولندا قد طالبت بعقوبة السجن لمدة عامين ونصف العام، بحق أسامة وقال المدعي العام إنه لو وصلت زجاجة "المولوتوف" إلى المدخل وانفجرت، لنشأ وضع يهدد الحياة، واصفاً ذلك بأنه "جريمة خطيرة للغاية".
وبعد تلقي تهديدات بسبب الحرب الإسرائيلية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عززت السلطات الهولندية الوجود الأمني عند السفارة الإسرائيلية في لاهاي والمدارس اليهودية.
وتشهد هولندا حالة غضب واسعة بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة، خصوصاً الفلسطينية والسورية، ضد الحكومة التي تقف مع إسرائيل في حربها المستمرة على قطاع غزة، حيث يخرج الآلاف بشكل شبه أسبوعي في مظاهرات تتنقل بين المدن الهولندية للضغط على الحكومة والمطالبة بوقف الحرب.