أثار الممثل السوري بسام كوسا موجة من الجدل بتصريحاته الأخيرة حول واقع الدراما في سوريا، حيث تناول قضايا شائكة تتعلق بتدخل المخابرات والمؤسسات الأمنية التابعة للنظام السوري في صناعة الدراما وتأثير السياسة على الإبداع الفني.
وأقر بسام كوسا خلال مقابلة مع برنامج "سؤال مباشر" على قناة العربية، بوجود رقابة على الدراما السورية، مدعياً أن هذه الرقابة موجودة في كل مكان في العالم، ولكنها تختلف في شدتها وسقفها.
وأضاف أن هناك دائماً صراعاً مستمراً بين الإبداع وحدود الرقابة، وأن الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة قد تدفع الأجهزة الأمنية للتدخل في الدراما، مما يؤثر سلباً في بعض الأحيان على مستوى الأعمال الفنية.
ماذا قال بسام كوسا عن تدخل المخابرات في سوريا بالدراما؟
وعندما سُئل كوسا عن مدى صحة تحكم أجهزة المخابرات في سوريا التابعة للنظام في الدراما السورية، رد بسخرية قائلاً: "يا لطيف، يعني هاد الكلام إذا ربطت مفهوم الرقابة بالمخابرات أي أن لديهم أشخاص يقرؤون فهذا ممكن"، زاعماً أن تدخل الأجهزة الأمنية قد يحدث بسبب الظروف السياسية.
ولفت بسام كوسا إلى أن الدراما مرتبطة بشكل وثيق بالسياسة، وأن الاضطرابات السياسية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على ازدهار الفنون.
بسام كوسا: "الحرب في سوريا أدت إلى تراجع مستوى الدراما"
كما أشار الممثل السوري إلى أن الحرب في سوريا أدت إلى تراجع مستوى الدراما السورية، التي كانت مزدهرة في السابق، لافتاً إلى أن أزمة النصوص تمثل تحدياً كبيراً أمام تطور الدراما السورية والعربية على حد سواء.
وقال: "بعد الحرب في سوريا لا يمكن تحميل الدراما فوق طاقتها، وجزء منها يعكس هموم الناس"، مؤكداً أن الأعمال الفنية التي تم إنجازها في العام الفائت كانت أفضل مما كانت عليه في الأعوام السابقة، مما يعد مؤشراً إيجابياً على بدء عودة الدراما السورية إلى مسارها الصحيح، وإن كان الموضوع ما زال في بدايته ولم تكتمل العودة بشكل كامل.
وأشار كوسا إلى أن نجاح الدراما يعتمد على قدرتها على التطرق إلى هموم المواطن ومراعاة اهتماماته، مؤكداً أن أي فن لن ينجح إذا لم يكن مرتبطاً بشكل مباشر مع الناس واحتياجاتهم.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي طالت الأعمال الفنية التاريخية، أوضح بسام كوسا أن هذه الأعمال لا يمكن اعتبارها وثائق تاريخية، بل هي مجرد "حكايا الجدات" تعتمد على الفلكلور وتطرح وجهة نظر المنتصر فقط.، مؤكداً أن المشاهدين يشعرون بالإحباط عند مشاهدة هذه الأعمال التي تمجد الماضي.
بسام كوسا: "هناك ممثلات يتخذن التمثيل ستاراً لمهن أخرى"
وعن تصريحاته المثيرة للجدل حول الذكاء الاصطناعي اعتبر كوسا أنه علم جديد ومعقد واستخدامه يحتاج لتقنيات وميزانيات مالية ليست بسيطة، لذلك لا يمكن إلقاء أي شيء عليه.
وأكد أنه ضد الاستخفاف بعقول المتلقين، وأصر على رأيه بأن بعض الممثلات يستخدمن التمثيل كغطاء لممارسة "مهن أخرى"، مضيفاً: "المسألة ليست بهذه السذاجة وأنا ضد الاستخفاف بعقل المتلقي أنا قلت رأيي ومن يظن أنه المقصود هذه مشكلته وأنا مصر على رأيي".
وتابع: "أنا لم آتِ لهذه المهنة سياحة، وهي تعنيني بكل تفاصيلها وليست لي وحدي بل لمجتمع كامل، ولا تستخفوا بها وهناك ناس دخلوا الوسط بطريقة خاطئة إن كان أخلاقياً أو معرفياً، وهذا يسيء للآخرين وللمجتمع، لهذا تحدثت عن رأيي حول أخذ الفن ستارة لممارسة من أخرى".
بسام كوسا والبقاء في سوريا
وفي ختام المقابلة، أوضح كوسا أنه يرفض بشكل كامل للاتهامات بالخيانة بسبب عدم مغادرته سوريا، مردفاً: " لا يحق لأحد اتهام الآخر بالعمالة أو الخيانة لمجرد رأيه.. هذا البلد للجميع ويجب أن يكون هناك حوار مفتوح بين جميع الأطراف".
كما قال إنه يتحدى كل من يتهمه بتلقي أموال خارج نطاق عمله الفني، لافتاً إلى أنه يعيل نفسه وعائلته من عمله في التمثيل فقط، وأنه فخور بمجهوده الشخصي وما حققه من نجاحات في مسيرته الفنية.