وصف الفنان السوري بسام كوسا الوضع الحالي في سوريا بأنه "مرعب"، مشيراً إلى أنه كان من أوائل منتقدي "الفساد والمحسوبيات" منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري.
وقال كوسا في لقاء متلفز على قناة "روسيا اليوم" إنه حزين لما يجري في سوريا اليوم، وأضاف: "لا أتمنى لأي دولة أن يصيبها ما أصاب سوريا فمصاب سوريا مرعب وكان من الممكن أن يقتل أكبر الدول في العالم".
وأردف: "منذ بداية الأزمة السورية، وقبل ظهور (الغيفارات) الذين أصبحوا لاحقاً معارضين، كنت أقول وبصوت عال رأيي عن الفساد والمحسوبية والوساطات وغيرها".
وأضاف: "في المقابل هناك قسم من الشرفاء والمحترمين الذين كانوا يجلسون عند بعض المسؤولين أو عند المحافظ للحصول على تمويل وأراضٍ وغيرها، تفاجأت عندما تحولوا إلى مدافعين وأصبحوا (غيفارات)، وأنا أعلم تماماً كيف كانوا في السابق".
50 "عاماً لشراء بيت"
وكشف الفنان السوري عن قضائه 50 عاماً قبل أن يتمكن من شراء بيت في سوريا "بالتقسيط"، وقال: "خلال الأزمة هناك أناس هربوا من الضرب والقصف وخوفاً على عائلاتهم وأطفالهم، وهناك أناس لديهم موقف سياسي من الحكومة والنظام".
ورأى أن "جميع مع غادروا البلد معهم حق، ولكن اعتراضي على مسألة صغيرة تخص بعض الذين غادروا البلد، رغم أن خروجهم ومعارضتهم السياسية مبررة، إلا أنهم خوّنوا كل من بقي في البلد. نحن لأننا بقينا هنا تم تخويننا".
وأردف: "البعض يقولون إننا تربية الأمن والبعض الآخر يقول السلطة وغيرها كثير، وهذا معيب فأنا رجل احتاجَ 50 عاما ليتمكن من شراء بيت بالتقسيط، يعني فليخجلوا من أنفسهم قليلاً، فأنا أعمل عن 4 أشخاص ولم أطرق باب أحد ولم آخذ أي استثمارات ولم أقبل بالتوظيف ولم آخذ أي مناصب... مع ذلك أنا لا أستشرف على غيري بل أقول إنني قادر على العمل".
"تخوين من بقي في البلد"
وأكّد الفنان ونجم الدراما على أحقية الجميع فعل ما يريده و"جميع خياراتهم مبررة، لكن لا يجوز لمن اختار مغادرة البلد تخوين من بقي فيها لأنهم لم يتخذوا نفس قرارهم وفضلوا البقاء رغم الصعوبات".
وأشار كوسا إلى أن هناك فراغاً سياسياً كبيراً لم تنجح الحكومات بملئه، وقال: "أنا لست سياسياً ولا أدعي ذلك، لكنني مواطن، والمواطنة هي الملكية أن يشعر الشخص بامتلاكه المكان والانتماء إليه، والحكومات العربية هي السبب وراء تراجع هذا الانتماء لدى مواطنيها، بسبب الفراغ السياسي الذي لم تعمل الحكومات على ملئه بين السلطات العليا والشارع وبين المواطنين ومن يدير شؤونهم، لطالما كان هناك فراغ، والآن نحن نغوص في الوحل".