أطلقت "هيئة طلاب سوريا" برنامجاً يضم 30 مدرباً عربياً محترفاً لتمكين الشباب السوريين الجامعيين في تركيا، وصقل مهاراتهم التعليمية بعد التخرج للدخول إلى سوق العمل.
وبحسب ورقة تعريفية نشرها برنامج التدريب "مهارات" فإنه يعمل على سد الفجوة الموجودة بين ما تقدمه الجامعات لطلابها في أثناء حياتهم الدراسية وبين متطلبات سوق العمل، وعلى حل مشكلة نقص الخبرات وضعف المهارات لدى الخريجين الراغبين بالدخول إلى سوق العمل، عبر إكسابهم المهارات المطلوبة وتحسين فرصهم في الدخول إلى السوق.
وأوضح عقيل بكور الرئيس التنفيذي في الهيئة والمشرف على البرنامج أن معظم المدربين هم سوريون ولكن تختلف أماكن إقامتهم حيث يقيم بعضهم في شمال غربي سوريا، وآخرون في تركيا، ومنهم في السعودية وأوروبا، ويوجد مدربون أيضاً من الجنسيات السعودية والمصرية والأردنية وربما يلتحق لاحقاً مدربون أتراك.
محاولات لتأمين فرص عمل للمتفوقين في التدريبات
وأضاف أن "التدريبات بدأت بشكل فعلي في منتصف شهر حزيران وتستمر حتى آخر شهر كانون الأول من عام 2021، البرنامج يتكون من أربعة مشاريع، وكل مشروع يتم الإعلان عنه بشكل منفصل، يضم المشروع الأول أكثر من 24 تدريبا، يتم التسجيل على كل تدريب على حدة، ويبلغ عدد ساعات التدريب 260 ساعة تدريبية.
وأكدت مرام عثمان مسؤولة العلاقات العامة في الهيئة، لموقع تلفزيون سوريا، أنه حتى الآن تم عقد اتفاقات مع منظمة إنسانية غير ربحية واحدة، وشركتين ربحيتين من أجل تأمين فرص عمل للمتميزين في المشروع الأول من البرنامج، ويجري الآن التنسيق مع منظمات وشركات أخرى من أجل تأمين أكبر عدد ممكن من الفرص للطلاب.
وستفتح الهيئة بحسب عثمان الباب أمام 30 متطوعاً من الشباب المشاركين في البرنامج للعمل في الهيئة من أجل صقل مهاراتهم واكتسابهم الخبرة التي تساعدهم في تحسين فرصهم بالدخول إلى سوق العمل لاحقاً.
مدرب: تطوعت للتدريب كي لا يواجه الطلاب الصعوبات التي واجهتها
ويرى المهندس عمارة الرشيد وهو مدرب لغة بايثون، وتصميم المواقع الإلكترونية، بأن المتدرب سيكتسب خبرة عملية بالإضافة إلى الخبرة النظرية وهذا ما سيعطيه قوة فعالة تمكنه من دخول سوق العمل بشكل فعلي فور انتهائه من الدورة.
وحول إيجابيات التباعد الذي فرضه وباء كورونا في التعليم عن بعد، قال "الرشيد": نعم هناك بعض الإيجابيات حيث جعل مفهوم التعلم عن بعد في ظل الجائحة هو المفهوم المعتمد، وهذا ما مكّن الهيئة من استقطاب متدربين من مدن متعددة وأتاح الفرصة للطلاب من مختلف المدن التركية للانضمام إلى التدريبات والاستفادة منها، وليس فقط من المدينة التي يوجد فيها مكتب الهيئة أو المدربون.
وأضاف: مروري بتجربة الطالب الجامعي والدخول إلى سوق العمل بعد التخرج والفجوة التي واجهتها بين المفهوم النظري الذي يدرّس في الجامعات، والجانب العملي في الحياة العملية؛ أدخلني بصعوبات بالغة حتى انخرطت بسوق العمل بشكل فعلي واكتسبت خبرات عملية، ولأنني لا أريد أن يخوض الشباب في بداية مسيرتهم العملية ما خضته أنا، تطوّعت في هذا البرنامج لأوجّه الطلاب لأسهل الطرق إلى سوق العمل الفعلي.
طلاب متدربون: الشهادة الجامعية فقط لا تكفي لدخول سوق العمل بسرعة
ماهر خالد وهو طالب في كلية هندسة السيارات في جامعة أولوداغ، متدرب في دورة "سوليد ووركس" وطالب في كلية الهندسة، يرى بأن "البرنامج ضروري جداً للطلاب المقبلين على التخرج والدخول في سوق العمل؛ لأن الخبرات المطلوبة من الخريجين الجدد بسوق العمل لا يتم تحصيلها من الجامعة مع الأسف".
ويضيف: "على سبيل المثال في جامعتنا نتعلم أساسيات بسيطة عن برامج التصميم الميكانيكي بينما الشركات تطلب محترفين في أثناء التوظيف، لذلك فإن الطالب يمكن أن يصل إلى مستوى عالٍ من الخبرة وبالتالي إتاحة فرص أكبر له للتسجيل على الـ staj -بالنسبة لغير الخريجين- ودخوله لسوق العمل بشكل مباشر بعد التخرج .
يذكر أن البرنامج يمنح المتدربين شهادة اجتياز، ويشارك المواد العلمية المعطاة في نهايته، وأن الطلاب الجامعيين في السنتين الثالثة والرابعة، هم المستهدفون في البرنامج، في الجامعات التركية الخاصة و الحكومية على حد سواء.