icon
التغطية الحية

بذريعة الاستثمار.. أصحاب نفوذ يهيمنون على قطاع النقل في اللاذقية

2024.09.27 | 13:38 دمشق

آخر تحديث: 27.09.2024 | 15:34 دمشق

اللاذقية
أصحاب نفوذ يهيمنون على قطاع النقل في اللاذقية ـ إنترنت
اللاذقية ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تهيمن مجموعات نافذة في اللاذقية مثل "خير بيك" و"سلوم" و"الأسد" على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك قطاع النقل، تحت ذريعة "الاستثمار".
  • يفرض صفوان خير بيك إتاوات غير رسمية على الحافلات والفانات في "كراج جبلة"، مما شل حركة المواصلات وأثار غضب السكان.
  • يتعين على سائقي الحافلات والفانات دفع مبالغ شهرية ويومية لدخول الكراج، إذ تصل الإتاوات إلى 500 ألف ليرة سورية للباص ومليون ليرة للسرفيس.
  • السائقون الذين يحاولون تجنب الكراج يتعرضون للتهديد وتدمير مركباتهم من قبل عصابة خير بيك.
  • يتم التنسيق بين رجال خير بيك والحواجز الأمنية لابتزاز السائقين، مما يجعل السائقين يدفعون إتاوات متعددة لتجنب حجز البضائع أو تفتيش المركبات.

تهيمن مجموعات مرتبطة بعائلات نافذة مثل "خير بيك" و"سلوم" و"الأسد" و"مرتكوش" على محافظة اللاذقية وريفها الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إذ يُشار إلى هذه المجموعات محلياً بلقب "الحيتان". وتفرض نفوذها على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك قطاع النقل، تحت ذريعة "الاستثمار".

تظهر سيطرة صفوان خير بيك على "كراج جبلة" كمثال بارز، إذ تُمنع الحافلات الكبيرة وسيارات النقل من الدخول إلا بعد دفع رسوم غير رسمية لمجموعته، مما أدى إلى شل حركة المواصلات وإثارة غضب واسع بين السكان.

تفاصيل الرسوم والإتاوات في اللاذقية

وفقاً لحديث أبي حيدر لموقع تلفزيون سوريا، وهو سائق فان على خط اللاذقية - حلب، فإن "كراج جبلة" مستثمر من قبل صفوان خير بيك ورجاله الذين يمنعون دخول أي بولمان أو فان أو تكسي إلى الكراج بالقوة والإجبار من دون دفع إتاوات شهرية ويومية.

وأضاف أن هؤلاء يقومون بتسيير الرحلات وفق مزاجهم، وغالباً ما يكون الكراج فارغاً لأن "مزاج البلطجية مو رايق"، بحسب وصفه.

بحسب أبي حيدر، فإن رئيس البلدية، علم كنانة، وهو الصديق المقرب والشريك للمستثمر خير بيك، فرض مبالغ مالية شهرية على كل حافلة تدخل الكراج. حيث يوجد 50 باصاً يعمل على خطي حلب - اللاذقية ودمشق - اللاذقية، وفرض 500 ألف ليرة سورية على كل باص.

كما يوجد 400 سرفيس بين جبلة والقرى المحيطة، ويجب على كل سرفيس دفع مليون ليرة شهرياً بالإضافة إلى دفعات يومية تعتمد على عدد الركاب، في حين تدفع 150 تكسي ركاب مليون ليرة شهرياً.

وأوضح أبو حيدر أن فرض الإتاوات بدأ على الفانات، ومن ثم تم توسيع الأمر ليشمل البولمانات حتى يتمكنوا من دخول الكراج.

الحواجز الأمنية

أبو محمد، (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) سائق بولمان، أشار إلى أن كراج جبلة يقصده جميع سكان ريف اللاذقية، وليس فقط أهالي جبلة، وهو دائماً مزدحم. لكن بعد فرض الإتاوات، التي لا يمكن وصفها إلا بـ"البلطجية والتشليح"، أصبحت البولمانات والفانات تقف على جسر جبلة لأخذ الركاب من دون دخول الكراج. إلا أن "عصابة" خير بيك لم يقبلوا بهذا التصرف، وبدأوا بتهديد السائقين بتدمير مركباتهم وكسر بعضها.

وأضاف أبو محمد أن الأمر لم يتوقف عند دفع الإتاوات، بل تدخل عضو مجلس المحافظة دريد مرتكوش، إذ زادت ملاحقته للمركبات من تعقيد الموقف. ويستخدم مرتكوش نفوذه بإرسال دوريات من شرطة المرور لملاحقة المركبات التي لم تدخل الكراج.

بلطجة وسرقة

وفي نفس السياق، أكد أبو سائد، وهو سائق فان، أنه في بعض الأحيان يقوم السائقون بنقل الفحم أو بعض البضائع، ويضطرون أيضاً إلى دفع إتاوات لرجال خير بيك بالتعاون مع الحواجز الأمنية. وأضاف أن بلطجية خير بيك يقومون بإبلاغ الحاجز التالي لتفتيش السيارة، مما يضطر السائق لدفع مبلغ آخر أو يتم حجز البضائع.

في النهاية، يدفع السائقون وحدهم ثمن هذه الإجراءات المجحفة، بدءاً من ارتفاع أسعار المحروقات وصولاً إلى "البلطجة" وسيطرة أصحاب النفوذ على النقل، إلى جانب ملاحقة الحواجز الأمنية والجمارك، بحسب أبي سائد.