ملخص
- أكد بدر جاموس أن الدول العربية مجتمعة قادرة على دفع العملية السياسية في سوريا.
- هيئة التفاوض تدعم خطة عربية موحدة لدفع الحل السياسي، وتدعو لعقد مؤتمر دولي خاص بسوريا.
- التطبيع مع النظام السوري لم يُحدث أي تقدم ملموس، والنظام يتهرب من الحل السياسي ويرفض أي تغييرات.
- تركيا تعتبر حليفاً استراتيجياً للمعارضة السورية، وترفض التطبيع مع النظام من دون حل سياسي ودستور جديد.
- حراك السويداء يسعى إلى تطبيق القرار الأممي 2254، وعدم وجود حل سياسي سيؤدي إلى تفاقم الأزمات والانفجارات في سوريا.
أكد رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، أن الدول العربية مجتمعة "لديها القدرة على دفع العملية السياسية الخاصة بسوريا"، مطالباً جامعة الدول العربية بعقد مؤتمر دولي خاص بسوريا يسهم في دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية.
جاء ذلك خلال جلسة أجراها رئيس هيئة التفاوض في مركز الحوار الإنساني ضمن "ملتقى الشرق الأوسط 2024" في مدينة أربيل بكردستان العراق، حملت عنوان "مستقبل سوريا: آفاق السلام وإعادة البناء".
وقال جاموس إن "هيئة التفاوض السورية هي الهيئة الرسمية المعتمدة من الأمم المتحدة للتفاوض على مستقبل سوريا، وهي تتحدث باسم كل السوريين، وتضع نصب أعينها العمل لمصلحتهم جميعاً وليس لمصلحة جزء منهم، وتسعى لإيجاد حل سياسي عادل لكل مكونات الشعب السوري، وسلام مستدام ضمن عقد اجتماعي جديد يضمن ألا تتكرر الحرب والسنوات المأساوية".
وأكد جاموس أن "القضية السورية لم تكن في يوم من الأيام قضية إنسانية، لا قبل الثورة ولا الآن، وإنما هي قضية سياسية بامتياز، وقضية شعب يريد حقوقه، ولا يريد نظاماً شمولياً قمعياً أمنياً".
النظام السوري لا يُعوَّل عليه والتطبيع معه لم يُفد بشيء
وعن آفاق التطبيع مع النظام السوري، قال جاموس إن "تطبيع بعض الدول مع النظام السوري لم يُفد بشيء، ولم ينتج عنه أي شيء ملموس"، معرباً عن قناعته بأن "الانفتاح العربي من دون تغيير سياسة النظام السوري جذرياً، ومن دون مضيّه بالحل السياسي، لن يكون له أي معنى".
وأشار رئيس هيئة التفاوض إلى "عدم وجود أي تقدم في أي ملف من ملفات التطبيع، رغم مرور 17 شهراً على إعادة سوريا إلى الجامعة العربية".
وشدد على أن النظام السوري "لا يُعوَّل عليه، ويتهرب من الحل السياسي، ويتنصل من أي وعود يقطعها للدول العربية والأجنبية، فهو لا يريد وغير قادر على تغيير أي شيء، لأنه بحاجة إلى تغييرات جذرية في سوريا لبناء دولة جديدة، وبحاجة أيضاً لتحالف السوريين والعمل المشترك والانفتاح، وهو يرفض كل هذا".
هيئة التفاوض تؤيد خطة عربية موحدة
واعتبر جاموس أن هيئة التفاوض "تؤمن أن الحل في سوريا هو فقط من خلال القرارات الأممية والدولية"، معرباً في الوقت نفسه عن أمله لو كانت هناك خطة عربية موحدة للجامعة العربية تؤدي إلى دفع النظام للمضي بالحل السياسي وفق القرارات الأممية.
وأشار إلى أنه "لو امتلك العرب مثل هذه القدرة على الدفع بالحل السياسي ضمن خطة واضحة ومتكاملة وبرنامج زمني، فإن هيئة التفاوض ستكون مؤيدة لهم"، مطالباً الدول بألا "تذهب منفردة إلى تطبيع مع النظام السوري، بل مجتمعة، وتدفعه للتجاوب مع مطالب الشعب السوري".
وأعرب رئيس هيئة التفاوض عن قناعته بأن "الدول العربية مجتمعة لديها القدرة على تحقيق هذا"، مطالباً بالعمل لعقد مؤتمر دولي خاص بسوريا يسهم في دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية، منتقداً عدم تواصل الجامعة العربية مع كل الأطراف.
تركيا حليف استراتيجي
وفيما يتعلق بتركيا، أكد رئيس هيئة التفاوض أن تركيا "حليف استراتيجي للمعارضة السورية"، مشيراً إلى "التواصل المستمر مع المعارضة قبل وأثناء تواصلهم مع النظام السوري".
وقال جاموس إن تركيا "شددت على أنها لن تذهب إلى تطبيع مجاني مع النظام السوري، بل حدّدت ضرورة المضي بالحل السياسي ووضع دستور جديد لسوريا وإجراء انتخابات وفق القرار الأممي 2254".
وأضاف أن "النظام السوري يعرف أن الشروط التركية هي شروط جدية ومطلوبة، لهذا يتهرب من أي تواصل مع تركيا"، موضحاً أن "هيئة التفاوض السورية تلتزم بالقرارات الأممية وتسعى لتطبيق القرار 2254 بشكل كامل وصارم، وترحب بأي خطة تركية - عربية - دولية مشتركة لتحريك الحل السياسي بما ينسجم مع هذه القرارات".
وأشار رئيس هيئة التفاوض السورية إلى أن "حل أزمات كل الدول المتدخلة في سوريا يرتبط بالحل السياسي الشامل فيها".
حراك السويداء يسعى إلى تطبيق القرار 2254
وأثنى جاموس على حراك السويداء، موضحاً أنه "بدأ بعد إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى النظام، وهو حراك يسعى لتطبيق القرار الأممي 2254، ويؤكد أن القوة متجددة ولن تموت ولن تبهت ولن تتوقف، فليس للشعب السوري ما يخسره، دفع الثمن الأعلى عنه وعن غيره، وهو لن يستسلم ولن يتراجع".
وحذر رئيس هيئة التفاوض السورية من أنه "إن لم يكن هناك أي حل سياسي للقضية السورية وفق القرارات الدولية، فإن الانفجارات ستتواصل، والأزمات ستستمر، فالفقر وعدم الثقة بالنظام، وعدم وجود حل سياسي، واستمرار النظام بقمعه وعنفه، كل هذا سيدفع سوريا نحو الأسوأ إن لم يكن هناك خطة شاملة".