اشتكى عمال في مصفاة بانياس لتكرير النفط في محافظة طرطوس من سوء أوضاعهم، تزامنا مع احتفال المسؤولين في حكومة النظام السوري بوصول ناقلة نفط جديدة إلى البلاد.
ويعاني العمال من تدني الرواتب، بالترافق مع ظروف عمل قاسية وشديدة الخطورة، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الأحد.
وأشار العمال إلى أن رواتبهم ما تزال كما كانت عام 1975، وهي الآن الرواتب الأدنى في البلاد، على الرغم من أنهم يعملون في أهم منشأة اقتصادية في سوريا، وفق ما نقلت الصحيفة.
وقال العمال في شكواهم، إنهم يتحملون الحرارة العالية والغازات والروائح المسرطنة وساعات العمل الطويلة، وكل ذلك من دون أي امتيازات تعويضية، فسقف المكافآت لا يتجاوز 70 ألف ليرة سورية في السنة كلها.
وأضاف العمال، أن ظروفهم ورواتبهم وتعويضاتهم لا تعادل طبيعة عمل شهرية لمدرس أو قاض أو مفتش أو عامل نظافة أو دكتور جامعة أو معالج فيزيائي أو مخدر، أو سواهم من العاملين في سوريا.
سوء تقسيم إدراي للرواتب
من جهته طالب رئيس نقابة النفط، محمد نديم محمد، حكومة النظام السوري بتطبيق قانون الأعمال المجهدة والخطرة على العاملين في مصفاة بانياس، والتي تعني أن يحتسب أجر السنة بسنة ونصف، وفق ما نقلت "الوطن".
وكشف محمد عن سوء التقسيم الإدراي لرواتب العمال (بين نظامين قديم وحديث)، ما أدى إلى حصول العامل الموظف حديثاً على حوافز مثل رئيس الوردية المسؤول عن القيام بالأعمال.
وطالب رئيس النقابة بعدم وضع سقف للرواتب، فالعامل من الفئة الثانية المعين حديثاً يحصل على راتب (98 ألف و300 ليرة سورية)، والموظف بالفئة نفسها منذ 30 عاماً يحصل على راتب (115 ألف ليرة سورية)، أي بفارق أقل من 17 ألف ليرة.
ورداً على شكوى العاملين من جراء شرائهم لأسطوانة الغاز التي ينتجونها بـ30 ألف ليرة سورية، قال محمد إن العمال يحصلون على أسطوانة الغاز بسعر الكلفة مثل "ذوي الشهداء والجرحى والجيش العربي السوري"، بحسب تعبيره.
مطالب محقة تائهة بين الوزارات
وأيد المدير العام لمصفاة بانياس، محمود قاسم، مطالب العاملين، واصفاً إياها بالـ"محقة"، مؤكداً أن الإدارة طالبت بها عدة مرات، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الوطن".
وأشار قاسم، إلى أن الحوافز حالياً سقفها 16 ألف ليرة سورية فقط، في حين طالبت المصفاة برفعها إلى 80 ألفاً لعمال الإنتاج شهرياً، و60 ألفاً للإداريين.
وقال قاسم، إن اقتراحهم جرت دراسته وتبنيه في وزارة النفط، التي رفعته إلى وزارة المالية لاعتماده، إلا أن قيام وزارة التنمية الإدارية بإعداد منظومة حوافز لكل جهات القطاع العام تمهيداً لإصدارها بقانون أوقف الأمر.
من جهتها نقلت صحيفة "الوطن"، تساؤل بعض العاملين الذين قالوا، إن شركة مصفاة بانياس هي أهم منشأة اقتصادية في البلد والجميع يتأثر سلباً بنتائج توقفها عن العمل بسبب نقص التوريدات، فما بالكم لو توقفت نهائياً؟ ما الكوارث المرعبة التي ستحصل؟
وصول ناقلة نفط جديدة ووعود بـ"انفراجة"
وكانت ناقلة نفط تحوي مليوناً ونصف المليون برميل من النفط الخام قد وصلت إلى ميناء بانياس، في 14 حزيران الجاري.
وكان مسؤولون في حكومة النظام السوري تحدثوا في أكثر من موقع عن "انفراجة" مرتقبة لأزمة الوقود. في حين توقفت الخميس الماضي مصفاة بانياس في محافظة طرطوس عن إنتاج المازوت بسبب فقدان النفط الخام.
وتسبب تخفيض مخصصات المازوت في المحافظات السورية بتوقف كثير من القطاعات التي تعتمد على المادة، ناهيك عن أزمة نقل خانقة وتعطل العديد من الجهات، في حين تبرر حكومة النظام أن تخفيض المخصصات يعود إلى قلة الواردات من المادة بسبب الحصار والعقوبات.