حكمت المحكمة الفيدرالية على مواطن أميركي بالسجن 20 عاماً وذلك لدعمه تنظيم الدولة ولتغريره بأسرته التي نقلها معه إلى سوريا.
إذ صدر حكم خلال الأسبوع الفائت بحق عمران علي، 55 عاماً، من قبل المحكمة الفيدرالية في ميامي بعدما توصلت المحكمة إلى أنه مذنب ومدان بالتآمر من أجل تقديم دعم مادي لـ "داعش"، وبعد قضاء تلك المدة، سيخضع علي للمراقبة طوال عشرين سنة من الإفراج عنه بشكل مشروط.
في عام 2020، كان علي وابنه جهاد، 21 عاماً، آخر مواطنين أميركيين توجَّه لهما تهمة المحاربة إلى جانب تنظيم الدولة ودعمه، وذلك بعدما ألقت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها أميركا القبض عليهما مع العشرات من أمثالهما.
إذ خلف ستار المضي في رحلة من أجل قضاء إجازة، اصطحب علي زوجته، وابنه بالتبني وخمسة آخرين من أولاده في عام 2015 من بيتهم الكائن في ترينيداد وتوباغو إلى البرازيل، ومنها إلى تركيا، ليصلوا إلى سوريا في نهاية المطاف، وذلك بعدما انتقل علي وأسرته من الولايات المتحدة إلى موطنهم الأصلي ترينيداد وتوباغو قبل بضع سنوات.
إلا أن علياً كان قد خطط لرحلته حتى ينضم لذلك التنظيم، وذلك عبر تشكيل منظومة مالية في تلك الدولة الكاريبية حتى يقوم من خلالها بجمع المال وهو في سوريا، بحسب ما بينته سجلات المحكمة، حيث حمل معه في رحلته مبلغاً وقدره 15 ألف دولاراً نقداً، إلى جانب كمية من الذهب.
وعند وصوله إلى تركيا، رتب علي لينتقل بواسطة حافلة صغيرة إلى الحدود التركية - السورية، ثم قطع الحدود هو وأسرته إلى مناطق سوريا. وبمجرد وصولهم إلى مناطق تنظيم الدولة، تم تسجيل علي وأسرته لدى ذلك التنظيم وفقاً لما ورد في سجلات المحكمة، حيث ساعدت وثائق التسجيل التي نظمها تنظيم الدولة المسؤولين في الولايات المتحدة على إثبات تورط علي مع التنظيم.
وهكذا صار علي يكنى بـ"أبي جهاد الترينيدادي الأميركي"، أو بأبي جهاد تي إن تي، بعد ذلك تم تسجيله ضمن دورة للتدريب الديني والعسكري لدى تنظيم الدولة إلى جانب غيره من الناطقين باللغة الإنكليزية، ومن خلال تلك الدورة تعلم علي كيفية استخدام البندقية في الهجوم إلى جانب تعلمه لطريقة عمل الرشاشات الآلية، بحسب ما ورد في سجلات المحكمة، وقد خضع الأب وابنه جهاد، الذي كان عمره وقتئذ 15 عاماً، للتدريب ذاته.
اقرأ أيضا: ليزا سميث.. السجن 15 شهراً لجندية أيرلندية قاتلت مع "داعش" في سوريا
غير أن مهمة علي بوصفه مقاتلاً لدى تنظيم الدولة انتهت بسرعة عقب تسريحه لأسباب طبية، على الرغم من أنه لم يكفّ عن مساندة تلك الجماعة المتطرفة، حيث أسهم في اقتصاد تنظيم الدولة عندما عمل في مجال البناء، وساعد على تشييد بيوت لعناصر التنظيم، ثم اشتغل في مجال تجارة الدواجن، ثم في مجال تجارة السيارات، وبعدها في تجارة الأسلحة والهواتف، بحسب ما ورد في سجلات المحكمة. كما كان يعرض خدمة تحويل الأموال لغيره من مقاتلي تنظيم الدولة القادمين من ترينيداد إلى سوريا.
كان علي بحسب ما أوردته قسد آخر من حوصر في آذار 2019 ثم استسلم لتلك القوات أخيراً، بعدما بقي يقاتل حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يلقى مصيره المحتوم، وهو يحث غيره من عناصر تنظيم الدولة الآتين من ترينيداد على رفض الاستسلام على أمل أن يساعدهم ذلك في الانتقال إلى مكان آخر، غير الحبس.
هذا ولقد قام مكتب ميامي الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالية بالتحقيق في هذه القضية الدولية، وفي شباط، طعن ابن علي "جهاد" بالحكم الصادر بحقه إلا أن القاضي أصرَّ على حبسه لمدة خمس سنوات مع خضوعه للمراقبة لمدة ثلاث سنوات بعد الإفراج المشروط عنه.
المصدر: The Seattle Times