انشقت مجموعات عسكرية من فصيل "أحرار الشام" في إدلب، بقيادة عامر الشيخ، المقرب مع "هيئة تحرير الشام"، وانضمت إلى الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الوطني.
وقال الباحث السوري، عبد الوهاب عاصي، إنّ الانشقاق حصل داخل لواء حلب في أحرار الشام، بسبب الخلافات مع القيادة، وهو تكرار لانشقاقات حصلت ضمن الفصيل خلال السنوات الماضية، بعد أن تشظت الحركة إلى عدة قطاعات وكيانات.
وأضاف عاصي، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الحركة بدأت تضعف شيئاً فشيئاً منذ عام 2017، وقد استثمر زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني قطاع الحركة في إدلب بقيادة عامر الشيخ، من أجل إنشاء مجلس عسكري في إدلب، إلا أن الأمر تعثر في نهاية المطاف.
"خياران لا ثالث لهما"
بدوره، أشار القيادي السابق في أحرار الشام، الفاروق أبو بكر، إلى أن الكتائب العسكرية التي تعمل تحت ظل هيئة تحرير الشام، بشكل غير مباشر، ومنها مجموعات أحرار الشام بقيادة عامر الشيخ المعروفة باسم "أحرار صوفان"، تعيش حالة تخبط كبيرة بسبب الأحداث الأخيرة التي تمر بها الهيئة من اعتقال عسكريين وقادة بتهمة العمالة.
ولفت في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أن مجموعات من لواء حلب انشقت عن أحرار الشام والتحقت بالجبهة الوطنية للتحرير، متوقعاً أن تُقدم الكثير من الكتل العسكرية على الانشقاق عن "أحرار صوفان" بسبب الظروف الحالية والخلافات التي تعيشها هيئة تحرير الشام.
ومن جهة نظر "أبو بكر"، فإن مجموعات "أحرار صوفان" أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الالتحاق العلني بـ "الجبهة الوطنية للتحرير"، أو إعلان الالتحاق بـ "هيئة تحرير الشام"، خاصة أن هناك مجموعات وكتلا عسكرية قد تنشق عن الأحرار وتنضم إلى الجبهة الوطنية للتحرير، بسبب تماهي "عامر الشيخ" مع سياسة الهيئة.
وكانت صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصادر عسكرية، أن مجموعات عسكرية عاملة تحت مظلة حركة "أحرار الشام" في إدلب، انشقت، وانضمت إلى أحد فصائل الجيش الوطني السوري.
وأضافت أن 7 مجموعات عسكرية من القوات الخاصة العاملة تحت مظلة الحركة، يقودها أبو أحمد الحديدي الحلبي، انشقت عن أحرار الشام، وانضمت إلى فصيل "فيلق الشام".
انشقاقات متكررة
وقبل سنوات، انشق 400 مقاتل من أحرار الشام، وانضموا أيضاً إلى الجبهة الشامية في الفيلق الثالث بالجيش الوطني، وجميعهم يعملون ضمن "كتلة حمص"، والتي تمثل ثلث القوة الضاربة لأحرار الشام تحت قيادة أبي فيصل الأنصاري قائد قوات المغاوير سابقاً.
ونتيجةً لاستمرار الخلافات ضمن مكونات حركة "أحرار الشام"، قرر المئات من العناصر فيما بعد الانفصال عن الحركة، والانضمام لفصيل "الجبهة الشامية"، العاملة ضمن الجيش الوطني السوري، في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وفي مطلع عام 2021، أفاد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا بأن 850 عنصراً من أحرار الشام انفصلوا عنها، وانخرطوا ضمن الجبهة الشامية، مضيفاً أن كتلة قطاع حلب بأكملها كانت من ضمن المنفصلين عن الحركة، ومعظم كتلة محافظة إدلب، لكنهم انضموا إلى "الشامية" كـ "كتلة واحدة".
وكان من ضمن المنشقين عن الحركة، لواء العباس بقيادة المهندس علاء فحام، الملقب بـ أبي العز أريحا، ولواء بدر، ولواء ابن تيمية، إضافة للعديد من القياديين الذين خرجوا بشكل منفرد، مثل القيادي حسام سلامة.
وشهدت الحركة خلال السنوات الماضية خلافات كبيرة داخل مكوناتها، على خلفية عملية الانقلاب التي قادها القائد العام السابق للحركة، حسن صوفان، على قيادة الحركة المتمثلة بـ جابر علي باشا، ورغم التوصل إلى حل توافقي في شهر كانون الثاني 2021، نص على تعيين عامر الشيخ (أبي عبيدة) قائداً عاماً للحركة، إلا أن ذلك لم يعد الأمور إلى نصابها، إذ اعتبرت شريحة واسعة من عناصر الحركة، أن المتحكم الفعلي بالفصيل هو حسن صوفان، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع "هيئة تحرير الشام"، وقائدها أبي محمد الجولاني.