نظّمت قبيلة البكارة مظاهرات في إدلب وريف حلب الشمالي اليوم الجمعة، لمطالبة هيئة تحرير الشام بالإفراج عن أحد شيوخها بعد اعتقاله من مضافته في إدلب برفقة 22 شاباً.
وأعلنت القبيلة يوم الأربعاء الماضي عن اعتقال هيئة تحرير الشام للشيخ يوسف العربش من داخل مضافته في منطقة الدانا بريف إدلب الشمالي، بعد فشلها في جلب القيادي المنشق عنها جهاد عيسى الشيخ (أبي أحمد زكور) من ريف حلب الشمالي.
وقالت القبيلة في بيان لها: "بعمل لا يمت للثورية ولا بأي شكل من الأشكال، مجموعات عسكرية كان الأولى بها الرد على القصف الروسي على أحياء إدلب، دخلت منطقة درع الفرات وحاصرت أحد رموز قبيلتنا الشيخ أبي أحمد زكور في منطقة اعزاز، واستخدمت كل أنواع الأسلحة بغية اعتقاله ومن معه، حيث أصيب شقيقه، ونقل إلى تركيا، وشاء قدر الله أن تفشل مهمتهم دون اعتقاله".
وأضافت: "لم يكتفوا بذلك، بل توجهت مجموعات لمحاصرة مضافة الشيخ يوسف العربش في منطقة الدانا شمالي إدلب، واعتقلته مع 22 شاباً، دون تبيين الحجة والأسباب، وباسم قبيلة البكارة الهاشمية، نعلن عدم قبول هذه الأعمال التي لا تمت للدين ولا للثورة ولا للعادات العشائرية بصلة، فهناك طرق أخرى يمكن من خلالها حل الخلافات دون تحكيم قوة السلاح وترويع المدنين الآمنين".
مظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين
نظّم شيوخ قبيلة البكارة مظاهرة في ريف إدلب الشمالي، طالبوا فيها هيئة تحرير الشام بإطلاق سراح الشيخ يوسف العربش ومن معه من دون شروط، وعدم إقحام القبيلة بالخلافات الحاصلة داخل تحرير الشام.
وكذلك تظاهر أبناء القبيلة في مدينة اعزاز شمالي حلب للمطالبة بإطلاق سراح "العربش" من سجون الهيئة، وإخراج عناصر الهيئة من مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري، معربين عن رفضهم لوجودهم في المنطقة.
وأصدرت قبيلة الموالي وعشيرة البوعاصي وتجمع العشائر الكردية في الشمال السوري بيانات منفصلة، دعت من خلالها الهيئة إلى الإفراج عن أبناء قبيلة البكارة المحتجزين والتوقف عن ملاحقتهم.
وشكر المتظاهرون في مدينة اعزاز من أبناء قبيلة البكارة الجانب التركي، الذي أوقف رتلاً لهيئة تحرير الشام في مدينة عفرين، وانتزع "جهاد عيسى الشيخ" (أبا أحمد زكور) منها في أثناء محاولته نقله إلى إدلب عقب اعتقاله في مدينة اعزاز.
جذور الخلاف
في الخامس من الشهر الجاري، نشر موقع "تلفزيون سوريا" تقريراً أكد من خلال مصادر خاصة، أن القيادي "زكور" وصل إلى مفترق طرق بخلافاته مع "الجولاني"، بعد عدة أشهر من الأزمة التي بدأت باعتقال الهيئة للقيادي "أبي ماريا القحطاني" المقرّب من الشيخ بتهم التعاون مع جهات خارجية.
ويعد "زكور" من أبناء عشيرة البوعاصي إحدى عشائر قبيلة البكارة، ويتمتع بنفوذ عشائري في إدلب وريف حلب الشمالي، الأمر الذي دفع أتباعه للتظاهر ضد هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية.
وأشارت المصادر حينذاك إلى أن كل محاولات الوساطة الداخلية لم تفلح في رأب الصدع بين "زكور" و"الجولاني"، كما فشل الطرفان بالتوصّل إلى نقاط تفاهم بعد اجتماع مطول عقداه نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.
وتفجّر الخلاف بعد أن حاول الجهاز الأمني للهيئة اعتقال شخصيات مقربة من "أبي أحمد زكور"، مع تسريب معلومات غير رسمية بأن سبب محاولة الاعتقال هي حملة جديدة ضد عملاء للتحالف الدولي، لكن زكور توجه مع المقربين منه إلى منطقة الجيش الوطني، لتجنب عملية الاعتقال.
وقبل أكثر من أسبوع، دهمت هيئة تحرير الشام مزرعة ومقر سكن زكور في منطقة رأس الحصن بريف إدلب بالإضافة إلى مقار مجموعات تتبع له في عدة مناطق من أبرزها باتبو وعقربات، ولم يكن الهدف إلقاء القبض على زكور، لأن "الهيئة" على علم مسبق بعدم وجوده، بل كانت الحملة بمنزلة إعلان إنهاء نفوذه، ولتفرقة أتباعه داخل الهيئة، وذلك في تكرار لعدة سيناريوهات شهدتها الهيئة سابقاً بعد التخلص من قادة بارزين، مثل أبي مالك التلي.
اعتقال "زكور" وإطلاق سراحه
تمكنت هيئة تحرير الشام قبل أيام من اعتقال القيادي المنشق عنها جهاد عيسى الشيخ (أبي أحمد زكور) بعد اقتحام مقر يختبئ فيه داخل مدينة اعزاز، إلا أن قوة من الأمن التركي والجيش الوطني تمكنت من تخليص "زكور" من أيدي "تحرير الشام" في منطقة عفرين.