عادت أزمة المحروقات للظهور في مناطق سيطرة النظام السوري مجدداً، وسط صمت مطبق من قبل "الحكومة" التي تكتفي بإصدار قرارات تنص على تخفيض مخصصات المحافظات.
واشتكى المقيمون في مناطق سيطرة النظام من تأخر وصول رسائل الغاز والمازوت والبنزين، وكذلك من انقطاع التيار الكهربائي لفترة أطول بسبب عدم توفر الفيول اللازم لتشغيل المحطات.
كما أن المواصلات تأثرت بأزمة المحروقات، حيث أوقفت محافظة دمشق تزويد وسائل النقل العامة وباصات النقل الداخلي الخاصة بالمحروقات يوم الجمعة، وباصات مبيت الموظفين يومي الجمعة والسبت، وسمحت لباصات النقل الداخلي العامة فقط بالتزود بالمحروقات.
وبحسب صحيفة "البعث" الناطقة باسم النظام فإن محافظة دمشق لم توضح سبب الأزمة بشكل صريح، ولم تقدم توصيفاً للمشكلة أو موعداً لمعالجتها، في حين ترفض "وزارة النفط" التعليق على هذه الأزمة.
وقالت الصحيفة إنها حاولت طوال الشهر الماضي التواصل مع الوزارة لمعرفة سبب تأخر وصول رسائل الغاز لأكثر من 80 يوماً، والوقت المتوقع لمعالجة الأزمة، حيث كان الجواب في كل مرة هو تأخر التوريدات، باستثناء مرة واحدة قالت الوزارة إنها تتجنب الحديث عن أزمة "حتى لا يستغلها تجار السوق السوداء لرفع الأسعار".
ارتفاع أسعار المحروقات في سوريا
ارتفعت أسعار المحروقات في سوريا أواخر شهر نيسان الماضي، حيث أصدرت وزارة التجارة الداخلية قراراً برفع سعر ليتر البنزين "أوكتان 90" إلى 12000 ليرة بعد أن كان بـ11500 ليرة، وليتر "أوكتان 95" إلى 14870 ليرة بعد أن كان بـ14290.
كما نص القرار الجديد على رفع سعر طن الفيول إلى 9 ملايين و5990 ليرة بعد أن كان 8 ملايين و690 ألفاً و595 ليرة، ورفع طن الغاز السائل "الدوكما" إلى 11 مليوناً و411 ألفاً و650 ليرة بعد أن كان 11 مليوناً و361 ألفاً و545 ليرة.
وساهم ذلك التعديل إضافة إلى تأخر وصول رسائل "تكامل" برفع أسعار المحروقات في السوق السوداء، حيث تراوح سعر أسطوانة الغاز خلال الفترة الماضية بين 300 و350 ألف ليرة، بينما بلغ سعر ليتر البينزين 18 ألف ليرة، بينما يترواح سعر ليتر المازوت بين 11 و14 ألف ليرة.
وتعليقاً على ذلك الارتفاع، قال أمين سر "جمعية حماية المستهلك" عبد الرزق حبزة إنه "كان من المفترض أن رفع الأسعار الرسمية للمحروقات سيترافق مع توفر واستقرار بالمادة، لا أن نعاني شحا وأزمة بتوفرها".
وأشار حبزة إلى أنه خلال الفترة الحالية "حتى البنزين أوكتان 95 غير متوفر دائماً، ووصل سعر الليتر منه لـ 25 ألف ليرة ببعض المناطق"، معتبراً أن تجار السوداء "يراقبون السوق وحركة توفر المواد، وسرعان ما يستغلون الأزمة".
وتساءل حبزة عن سبب عدم السماح للقطاع الخاص باستيراد المحروقات وحل المشكلة، خاصة أن الأسعار في سوريا أصبحت أعلى من كل الأسواق المجاورة.
وأثر ارتفاع وشح المحروقات على حركة الأسواق وتوفر البضائع، حيث ارتفعت أسعار الخضار والفواكه في أسواق الهال والأسواق الفرعية، بسبب ارتفاع كلفة النقل، كما تأثرت حركة المواصلات، بسبب تأخر رسائل السيارات العامة والخاصة، وإيقاف مخصصات السرافيس يومي الجمعة والسبت ما زاد الضغط على التكاسي، ورفع الطلب على بنزين السوق السوداء.