أثار تحديد حكومة النظام السوري سعر شراء الشعير من محافظة الحسكة بسعر أقل من المحدد في بقية المناطق السورية موجة غضب واسعة لدى المزارعين.
وحددت حكومة النظام السوري، الثلاثاء، سعر شراء الشعير من الفلاحين بمبلغ 2800 ليرة للكيلوغرام الواحد يضاف إليها 200 ليرة دعم من صندوق دعم الإنتاج الزراعي ليصبح سعر الكيلو الواحد 3000 ليرة وفي محافظة الحسكة بمبلغ 2000 ليرة يضاف إليها 200 ليرة دعم ليصبح سعر الكيلو الواحد 2200 ليرة.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس موجة انتقادات وغضب واسعة من قبل سكان وناشطين وصفحات محلية شملت شخصيات تابعة وموالية لنظام الأسد في الحسكة بسبب قرار تسعيرة الشعير.
وقالت صفحة "نقابة عمال المواد الغذائية والسياحة بالحسكة" الموالية في منشور انتقدت فيه القرار بأنه "قرارات تخيب ٱمال فلاحين الحسكة، وأضافت: "تسعيرة الشعير بكل المحافظات بـ 3000 وللحسكة 2200 ، يبدو أن الاهتمام الحكومي يقاس بالمسافات فكل ما ابتعدت عن المركز كان الاهتمام أقل".
وانتقد "أحمد داليني" من سكان الحسكة قرار تحديد النظام تسعيرة أقل للشعير في محافظة الحسكة مقارنة مع بقية المحافظات السورية مخاطباً أعضاء "مجلس الشعب" التابع للنظام بالقول إن "ما يسمون أنفسهم أعضاء مجلس الشعب صم بكم لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يشعرون. والإدارة الذاتية لا تشتري الشعير" .
لماذا حدد النظام سعر الشعير بمبلغ أقل في الحسكة؟
كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن "قرار النظام شراء الشعير بسعر أقل في محافظة الحسكة عن بقية المناطق جاء بسبب توفير كميات كبيرة من الشعير مخزنة لديه في الحسكة دون أن يتمكن الأخير من بيعها لمربي الماشية أو نقلها إلى المحافظات الأخرى".
وأوضح المصدر أن "أكثر من 60 ألف طن من الشعير مخزن لدى مؤسسة الأعلاف في الحسكة منذ عامين معروضة للبيع على مربي الماشية بسعر 2200 ليرة دون وجود طلب عليها، وهذا ما تسبب بتكلف النظام مصاريف عالية من جراء عملية التخزين الطويلة والتي تسببت بتلف كميات كبيرة".
وكذلك "عدم وجود مراكز لاستلام الشعير وصوامع ومخازن تحت سيطرة النظام بسبب استحواذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على كل مراكز الحبوب والصوامع في المحافظة، ما تسبب بعدم قدرة النظام على استلام كميات إضافية وتخزينها" بحسب المصدر.
ووفق المصدر فإن "قسد" تمنع المزارعين من بيع محاصيلهم من الشعير والقمح إلى النظام وتمنع الأخير من إخراج هذه المحاصيل للمحافظات الأخرى إلا التي يتم شراؤها من "ٌقسد" بشكل مباشر بعد فرض مبالغ مالية.
النظام يدرس تعديل السعر
وكشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن "النظام علق اليوم الأربعاء قرار تحديد تسعيرة شراء الشعير من مزارعي الحسكة بسعر 2200 ليرة بدلاً عن 3000 ليرة أسوة ببقية المناطق السورية".
وأوضح المصدر بأن " محمد حسان قطنا، وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة النظام السوري سيعقد اجتماعا اليوم مع المدير العام لمؤسسة الأعلاف، التابعة للنظام، عبد الكريم شباط لمناقشة تحديد سعر جديد لشراء الشعير في محافظة الحسكة".
وجاء تراجع النظام المحتمل عن قراره بسبب موجة الغضب الواسعة بين سكان محافظة الحسكة ولا سيما المزارعين الذين اتهم البعض منهم النظام "بتهميش المحافظة والتنسيق مع قسد لشراء المحاصيل الزراعية بأسعار بخسة".
وفي سياق آخر، فقد حددت حكومة النظام السوري سعر شراء مادة القمح للموسم الزراعي الحالي 2024، بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد أي نحو (36 سنتاً) وفق سعر الصرف حالياً، في حين لم تعلن الإدارة الذاتية عن سعر شراء القمح حتى الآن.