خفّض النظام السوري كميات الخبز المدعوم (أو التمويني)، الممنوحة بسعر مخفض لبعض الفئات من السوريين، تشمل مخصصات الشخص الواحد والشخصين.
وكشف معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام سامر سوسي، أن التعديلات تشمل هاتين الفئتين فقط، ولا يوجد أي تغيير في مخصصات باقي الشرائح، وفق ما نقلت صفحة الوزارة على فيس بوك، اليوم السبت.
وانخفضت مخصصات الشخص الواحد من ربطات الخبز أسبوعياً، من 4 ربطات إلى 3 ربطات، كما تراجعت مخصصات الشخصين من 6 ربطات إلى 5 ربطات أسبوعياً، بحسب سوسي.
إنكار ثم اعتراف: المواطن يحصل على أكثر من حاجته
ولم يعترف النظام السوري بشكل مباشر بهذه التخفضيات، إذ انتشرت أولاً جداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبين وجود تخفيضات في مخصصات مادة الخبز تشمل جميع المواطنين، لتسارع الوزارة إلى نفي الخبر من أساسه.
وادعت الوزارة، عدم وجود أي تغيير على كميات الخبز للمواطنين أو حتى مواعيدها، لافتةً إلى أن كل خبر لا يصدر عنها أو عن وسائل الإعلام الرسمية، "هو غير صحيح بالمطلق وهدفه تشويه صورة عمل مؤسسات الدولة"، بحسب تعبيرها.
وبعد نفي الوزارة بيوم كامل، خرج سوسي ليؤكد وجود تعديلات، لكنها تشمل بعض المواطنين، وليس جميعهم.
وادعى سوسي، أن مخصصات الفرد اليومية لم تتغير، بل هي أعلى من المعدل الوسطي لاستهلاك الفرد من مادة الخبز، بحسب الاحتياجات المحددة للفرد في مديرية الموارد والأمن الغذائي (التابعة للنظام)، وأن القرار الجديد هدفه المساواة بين كميات الخبز الموزعة على المواطنين.
هل تلغي حكومة النظام السوري الدعم عن الخبز ؟
وكانت صحيفة "البعث" التابعة للنظام، نقلت في شهر تموز الفائت عن مصادر، أن "وزارة التجارة الداخلية" تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بمادة الخبز التمويني، عازية ذلك لـ "شح مادة القمح عالمياً".
ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن تقضي هذه القرارات بتخفيض وزن ربطة الخبز من 1100 غرام إلى 1000، أو تخفيض الكميات المخصصة للعائلات عبر البطاقة الإلكترونية وفقاً لعدد أفراد الأسرة، في حين يبقى الخيار الثالث الأقل حظاً وهو زيادة سعر الربطة من 200 إلى 300 ليرة سورية، والذي يمكن تطبيقه بالتوازي مع أحد الإجراءين الآخرين.
ووفقاً للمصادر، فإن السيناريو الأكثر حظاً للتطبيق هو تخفيض وزن ربطة الخبز إلى ألف غرام، حيث تمكن هذه النسبة من توفير نحو 400 طن طحين يومياً، بالتوازي مع مقترح لرفع سعر ربطة الخبز إلى 300 ليرة سورية.
وبالرغم من طرح عشرات الآليات لبيع الخبز خلال العامين الأخيرين، ما تزال حكومة النظام السوري تفشل في إيجاد حل حقيقي لعلاج أزمة توفير الخبز، وسط تخبّطٍ في التصريحات الرسمية أمام مشهد الازدحام والطوابير وإغلاق أفران عديدة بسبب عدم توافر الطحين.