icon
التغطية الحية

المواصلات في الساحل السوري.. أزمة تؤرق السكان والقطارات ليست الحل |صور

2021.11.28 | 05:58 دمشق

alswr_hsryt_4.jpg
أزمة المواصلات في الساحل السوري (خاص تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - آلاء حسون
+A
حجم الخط
-A

يعاني السكان في مناطق الساحل السوري الخاضعة لسيطرة النظام من أزمة حادة في المواصلات العامة وعلى رأسهم الموظفون والطلاب، إذ مع اشتداد أزمة المواصلات بات على جميع الموظفين والطلاب بشكل خاص دفع تكاليف إضافية باهظة للتنقل إلى مكان عملهم أو دراستهم.

مصدر من مدينة جبلة قال لـ موقع تلفزيون سوريا إن آلاف الطلاب والموظفين والمرضى يضطرون للتنقل يوميا بين مدن وقرى الساحل السوري، ما يضعهم في أزمة متعددة الأبعاد مع الفشل المتكرر للحلول التي تقدمها حكومة النظام.

المصدر أضاف أن الأهالي يضطرون لدفع مبلغ يتراوح بين 25 ألف ليرة و40 ألف ليرة كل شهر على الأقل وهو ما يقدر بأكثر من نصف رواتب معظم الموظفين في الدوائر الحكومية.

أزمة المواصلات تضاعف معاناة الطلاب الجامعيين

يستغرق وائل نحو أربع ساعات يوميا للوصول إلى جامعته في اللاذقية بعد أن يخرج من منزله صباحا في مدينة طرطوس، والوقت نفسه أو أكثر يحتاج إليه معظم أهالي المدينة للوصول إلى جامعاتهم أو أماكن عملهم.

وائل وهو طالب في كلية الحقوق يقول لموقع تلفزيون سوريا "أخرج يوميا عند السادسة صباحا من منزلي في مدينة طرطوس وكأنني بسباق مع الطلاب والموظفين للوصول إلى موقف "السرفيس" الذي يتجمع عنده العشرات على مدار اليوم بانتظار الحصول على وسيلة نقل ولو بضعف مبلغ التعرفة الأساسية، رغم رداءة خدمة السرافيس" التي تكدس الركاب فوق بعضهم بعضا للحصول على أجرة 4 أو 5 ركاب إضافيين".

يضيف وائل "ندرة المحروقات وغلاؤها في السوق السوداء هي حجة السائقين الدائمة إذ تعمد حكومة النظام إلى تزويد السائقين ب 40 ليترا من مادة المازوت بشكل شهري وهي لا تكفي على حد وصفهم سوى يومين فقط وهذا أمر واقعي جدا، ما يضطر السائقين للجوء إلى السوق الحرة لشراء مادة المازوت بمبلغ يصل إلى 3500 ليرة بدلا من 1700 ليرة على البطاقة الذكية".

وائل أوضح قائلا "معظم مصروفي الذي أتقاضاه من عملي في أيام العطل الرسمية بقطاف المواسم الزراعية حالي كحال كثير من الشبان الذين ما زالوا يؤمنون بإكمال دراستهم، رغم الفقر المدقع الذي يحل بهم، فأنا أعمل ما بين 6 إلى 8 أيام شهريا في جني المحاصيل الزراعية ضمن بساتين القرداحة وطرطوس وجبلة مع العمال مقابل 9 آلاف يومياً لكي أتمكن من تأمين مصاريف طباعة محاضراتي والمواصلات إضافة إلى مصاريفي الخاصة وهي فنجان قهوة أو كأس من الشاي في مقصف الجامعة".

20 ألف ليرة شهرياً كلفة الطالب للوصول إلى جامعته

وائل أشار إلى  أن"المدرسين في الجامعة لا يراعون ظروف الطلاب في حال التأخر عن المحاضرات ويعتبرون تأخرهم غير مبرر وهم على دراية كاملة بأزمة المواصلات التي تضرب المنطقة منذ أكثر من عامين فيقومون بطرد الطلاب المتأخرين من القاعة وهو ما يزيد الأمر تعقيداً على الطلاب وفي بعض الأحيان يتم تهديدنا بالحرمان من تقديم المادة، عند تكرار التأخر علما أنه خارج إرادتنا".

القطار الذي أعادته حكومة النظام إلى الخدمة مؤخرا ضمن مدن الساحل السوري اللاذقية، وجبلة وطرطوس، يبدو حلا مناسبا للبعض، لكن مواعيده لا تناسب الجميع، أما الطلاب والموظفون فمشكلتهم على ضفة أخرى.

تذكرة القطار التي يتراوح سعرها بين 300 و400 ليرة سورية، تبدو منطقية وبسيطة، رغم أنها ضعف كلفة ارتياد "السرافيس" في حال توافرها، لكن بالنسبة لطالب جامعي فإن هذه التعرفة تكلفه ما يزيد على 20 ألف ليرة شهرياً، وهو يحتاج لركوب سرفيس من محطة القطار إلى جامعته والعودة إليها.

 

القطارات لم تحل المشكلة

أحمد موظف يقطن في مدينة جبلة وعمله في مدينة طرطوس، يضطر يوميا إلى السير نصف ساعة من محطة القطار إلى مقر عمله، ويرى أنه أمر يسير مقارنة بالانتقال عبر الوسائل الأخرى، لكن هذا اليسر يكلفه نحو نصف راتبه الشهري، كونه لا يملك حلا آخر وسيفصل من وظيفته بسبب التأخر اليومي عند استقلاله المواصلات العامة بحسب قوله

ويضيف أحمد لـ موقع تلفزيون سوريا "أنا موظف في مدينة طرطوس وأتقاضى مرتبا شهريا يصل إلى 75 ألف ليرة سورية، وأكثر من ثلث راتبي يذهب مصاريف في سبيل الوصول إلى مكان عملي، والباقي أتقاسمه مع عائلتي المؤلفة من 4 أشخاص، وأنا أعتمد كالكثير من السوريين على المساعدات المالية من أقربائنا المغتربين خارج البلاد، فبشكل شهري يرسل لي شقيقي في تركيا مبلغ 300 ألف ليرة سورية كي أتمكن من الاستمرار بالعيش ولو بالحد الأدنى في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب البلاد".

أزمة المواصلات تجعل الفقراء أسرى منازلهم

يوضح أحمد "أخرج كل يوم قبيل بدء عملي بساعة ونصف أو ساعتين من منزلي، كي أتمكن من الوصول بالوقت المحدد لمكان عملي، فأضطر أن أمشي لمدة نصف ساعة إلى محطة القطار وأستغرق أكثر من نصف ساعة من المحطة إلى مكان عملي، وهذا الأمر أصبح روتينيا بالنسبة لي منذ أكثر من 4 أشهر، أدفع المزيد من المال في سبيل عدم الانتظار على مواقف المواصلات العامة وللتخلص من الازدحام اليومي الذي يؤرق الأهالي".

أزمة المواصلات في مدن الساحل السوري، لم تعد تقتصر على النقص في وسائل النقل أو تأخرها أو حتى سوء خدمتها، لأن كلفتها اليوم تضغط على عشرات الآلاف من محدودي الدخل، وتجعل الفقراء أسرى منازلهم.