سجّلت المنظمة الدولية للهجرة وفاة وفقدان نحو 300 مهاجر في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط بين 18 و 26 نيسان الجاري، وفق "مشروع المهاجرين المفقودين" التابع للمنظمة، في ىحين بلغ عدد الوفيات في المنطقة نفسها منذ بداية العام الجاري نحو 824 مهاجراً.
ووفق ما نقل موقع "مهاجر نيوز"، جمعت المنظمة أرقام الوفيات، خصوصاً قرب سواحل صفاقس وسوسة قبالة تونس، وكذلك صبراتة وزلطن قبالة ليبيا، بالإضافة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وتتضمن الإحصائية أيضاً المفقودين في عرض البحر.
وينحدر المهاجرون في رحلات العبور إلى القارة الأوروبية من دول مختلفة، مثل سوريا وتونس ومصر وليبيا وبنغلاديش وغينيا وباكستان ودول أخرى، والنسبة الأكبر من الوفيات بين الرجال، فضلاً عن وجود وفيات بين النساء والأطفال.
We have recorded nearly 300 deaths in the Central #Mediterranean in just the last 10 days.
— Missing Migrants Project (@MissingMigrants) April 27, 2023
Already in 2023, at least 824 people have lost their lives on this route.#endmigrantdeaths pic.twitter.com/9cJzKrz0sI
"الربع الحزين"
وسبق أن وثّق "مشروع المهاجرين المفقودين" 441 حالة وفاة للمهاجرين بين كانون الثاني وآذار الماضي، في حين وصفت المنظمة الدولية للهجرة ذلك بـ "الربع الحزين"، بسبب أعلى عدد وفيات في ربع سنة منذ العام 2017، عندما تم تسجيل 742 ضحية، ما يعني أن عدد الوفيات تضاعف في هذه المنطقة من البحر بين الربع الأول من العام وشهر أبريل الحالي.
وتقول منصة "هاتف الإنذار" إن "منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، أكثر معابر الهجرة البحرية فتكاً في العالم، حيث تشهد أكبر عدد من الوفيات سنوياً"، مشيرة إلى أنه قتل أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في منطقة وسط البحر المتوسط منذ عام .
انتهاكات وإدانات
وقال "مهاجر نيوز" إن المهاجرين يتعرضون لكثير من الممارسات القمعية والخطيرة على حياتهم حيث يوجدون، أو خلال رحلات عبورهم البحر المتوسط إلى أوروبا، ما يزيد من خطر الموت الذي تتسبب به أصلاً ظروف هذه الرحلات المعقدة.
وأضاف أنه في تونس، شهد المهاجرون في الأشهر الأخيرة مزيداً من السلوكيات العنصرية بحقهم، وأثر في ذلك بشكل أساسي على الخطاب الذي ألقاه الرئيس قيس سعيّد، الذي دان فيه وجود المهاجرين الأفارقة، ووصفه بأنه "مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس".
وتستنكر المنظمات الحقوقية بشكل متكرر ممارسات خفر السواحل القمعية، التي تمنع انطلاق الرحلات من ليبيا وتونس والمغرب بتمويل أوروبي.
وكانت بعثة أممية قد انتقدت في آذار الماضي دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الليبية التي توقف المهاجرين وتحتجزهم، معتبرة أن التكتل "ساعد وحرض على ارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين".
وجاء ذلك بعد أن كانت السلطات الليبية قد اقتربت من سفينة "أوشن فايكينغ" لإنقاذ المهاجرين التابعة لمنظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" وهددت طاقمها، وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء وصوبها، في محاولة لمنعها من القيام بعملياتها.
ورغم محاولة الحكومات منع المهاجرين من الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وصل إلى السواحل الأوروبية 49,946 مهاجراً من مطلع هذه السنة حتى 24 نيسان الجاري، وفق منظمة الهجرة الدولية.