اعتبرت المملكة المتحدة أن حق النقض، الذي استخدمته روسيا 17 مرة لدعم نظام الأسد، هو سبب هام لفشل المجتمع الدولي في حماية الشعب السوري، مؤكدة على أن هذا الفشل أدى إلى "تقويض مجلس الأمن وإضعافه، وأثقل كاهل ضمير أعضائه".
جاء ذلك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي عُقد أمس الخميس، لمناقشة استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى لمدة عام واحد.
وقال سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، ريتشارد كروكر، إن "استخدام حق النقض مسؤولية جسيمة، لذلك يجب عدم استخدامه باستخفاف"، مضيفاً أنه "عندما نتفاوض على قرارات، فإن هدفنا هو التوصل إلى اتفاق، وعند الضرورة كسب الحجج في الأصوات، بدلاً من استخدام حق النقض لعرقلة عمل المجلس".
وأوضح كروكر أنه "لسوء الحظ، لا ينطبق الأمر نفسه على روسيا، التي استخدمت حق النقض 17 مرة منذ العام 2011 لعرقلة جهود المجلس لحماية الشعب السوري"، مشيراً إلى أن "استخدام روسيا أحادي الجانب لحق النقض بهدف عرقلة حل إنساني لآلية يعتمد عليها 2.4 مليون شخص، أمر فظيع بشكل خاص".
ولفت الدبلوماسي البريطاني إلى أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا هي الأعلى على الإطلاق، حيث أكدت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن تجديد الآلية عبر الحدود لمدة 12 شهراً "كان ضرورياً لتوفير اليقين التشغيلي لتلبية الاحتياجات الإنسانية".
التبرير الروسي "محض خيال"
وأكد سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة على أن "التفسير الذي سمعناه من روسيا اليوم هو محض خيال، ويتضمن ذلك اقتراحهم الهزلي بأن المملكة المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، منعت النص المقترح".
وقال كروكر "دعونا نكن واضحين بشأن الحقائق، فقد أيد النص الروسي عضو واحد فقط في المجلس، وصوتان مؤيدان بعيدان عن الأصوات التسعة المطلوبة لتمرير الاقتراح"، مؤكداً على أنه "لا يمكن لأي قدر من المعلومات المضللة أن يغير حقيقة أن عضواً واحداً فقط في المجلس اختار تسيس هذه القضية".
وأشاد كروكر بكل من النرويج وأيرلندا، وهما الدولتان "الحاملتان للقلم" في مجلس الأمن، لجهودهم في تأمين قرار من شأنه أن يحافظ على شريان الحياة الإنساني في سوريا لمواجهة التعنت الروسي، مشيراً |إلى أنه "بموجب القرار 2642، فإن نية المجلس هي الإبقاء على هذه الآلية لمدة 12 شهراً".
وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن بلاده "ستواصل دعم جهود الأمم المتحدة لتقديم خطة الاستجابة الإنسانية، وندعو الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة إلى أن تحذو حذوها"، مؤكداً على أن "العملية السياسية الحقيقية هي الوسيلة المستدامة الوحيدة لإنهاء المعاناة في سوريا".
المساعدات عبر الحدود
وفي 12 تموز الجاري، وافق مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر إضافية، بعد إجماع الدول الأعضاء ما عدا فرنسا التي امتنعت عن التصويت، ووصفت القرار بأنه "قرار هشّ".
والآلية الأممية في سوريا سارية منذ العام 2014، وتسمح بدخول مساعدات إنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب.