دافعت روسيا عن استخدامها لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد قرار تمديد دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مشيرة إلى أن الدول الغربية "تستخدم تكتيكات خبيثة، وتحاول حكم العالم".
جاء ذلك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي عُقد أمس الخميس، لتوضيح سبب استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى لمدة عام واحد.
وقال نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي إن "القرار يجب أن يقتصر على ستة أشهر، مع قرار جديد مطلوب لمدة ستة أشهر أخرى، من أجل تقييم التقدم المحرز في مطالب روسيا"، مضيفاً أن ذلك "يشمل زيادة تسليم المساعدات عبر خطوط النزاع داخل سوريا، والمزيد من برامج التعافي المبكر، وزيادة الشفافية، ومنع الإرهابيين الدوليين من تلقي المساعدات".
واتّهم بوليانسكي الدول الغربية بأنها "تدعم الإرهابيين الدوليين، الذين دربتهم للإطاحة بالسلطة الشرعية في سوريا"، مشيراً إلى أنه "من خلال ممارسة حق النقض، فإن روسيا مرة أخرى تحمي سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية".
وخاطب الدبلوماسي الروسي السفراء المجتمعين في الجمعية العامة بالقول "من سيحميكم إذا سمحتم لأنفسكم بالانجرار إلى ألعاب أخرى؟ ومن سيحميكم من التحول إلى أوكرانيا أخرى، والتي أصبحت مجرد بيدق في لعبة الشطرنج الجيوسياسية ضد روسيا، والتي أودت بحياة مواطنيها من أجل النهوض بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو".
تبرير حق النقض
وفي 28 من نيسان الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مشروع قرار، اقترحته دولة ليختنشتاين، برعاية مشتركة من 83 دولة، بعنوان "إنشاء ولاية دائمة لإجراء مناقشة في الجمعية العامة عند استخدام الفيتو في مجلس الأمن".
ويسمح القرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بالاجتماع في غضون 10 أيام من استخدام حق النقض "الفيتو"، وعقد نقاش حول الظروف التي تم فيها استخدام هذا الحق.
يشار إلى أنه منذ عام 1946 استخدمت الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، حق النقض في وقت من الأوقات في قضايا متنوعة.
واحتل الاتحاد السوفييتي السابق، روسيا حالياً، المرتبة الأولى في استخدام حق النقض في المجلس بنسبة 49 %، 17 مرة لصالح نظام الأسد، تليها الولايات المتحدة بنسبة 29 %، وبريطانيا بنسبة 10 %، ثم الصين وفرنسا بنسبة 6 % لكل منهما.
المساعدات عبر الحدود
وفي 12 من تموز الجاري، وافق مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر إضافية، بعد إجماع الدول الأعضاء ما عدا فرنسا التي امتنعت عن التصويت، ووصفت القرار بأنه "قرار هش".
والآلية الأممية في سوريا سارية منذ العام 2014، وتسمح بدخول مساعدات إنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب.