كشف مصدر في المعارضة السورية لـ "تلفزيون سوريا" أن الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية ستُعقد خلال شهرين، ولن تكون في جنيف، بل في مسقط أو الكويت، أو كليهما بالتناوب، شريطة إبقائها تحت مظلة الأمم المتحدة، والعودة إلى جنيف عند تغير الظروف.
وذكر المصدر أن اللجنة الدستورية ستُعقد على شكل ورشات عمل تمتد لأسابيع وليس لخمسة أيام كما الجولات السابقة، مضيفاً أن ذلك ما كانت تطالب به هيئة التفاوض السورية.
"أستانا" مستمر في مكان آخر
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم وفد المعارضة إلى مباحثات أستانا، أيمن العاسمي، أنه "لا تغيير في خريطة السيطرة والوضع الميداني القائم، وطريق M4 لن يُفتح"، مضيفاً أن تدفق المساعدات لن يتوقف، وجميع الأطراف مدركة لخطورة تفاقم الأزمة الإنسانية شمالي سوريا".
وعن اجتماعات أستانا، قال العاسمي إن "المقترح الكازاخستاني بإنهاء مسار أستانا كان مفاجئا للجميع، وجاء بعد اجتماعنا مع الوفد الروسي الذي لم يذكر شيئا عن الموضوع"، مضيفاً أنه "في البداية ظننا أنه إنهاء للمسار لاستبعاد المعارضة واستبداله بالرباعية، وهممنا بالانسحاب، ليتبين أن القرار من كازاخستان لا أكثر".
وأشار إلى أن موقف الحكومة الكازاخستانية بعدم الاستمرار باستضافة "مسار أستانا" سببه "التجاذبات الدولية بملفات أخرى، على رأسها الملف الأوكراني".
وأكد العاسمي أن "المسار مستمر، وسيتم اختيار مكان آخر ترتضيه جميع الأطراف خلال الفترة القادمة"، لافتاً إلى أن "أستانا مسار عسكري، هدفه خفض التصعيد، والحل السياسي لن يكون إلا تحت مظلة الأمم المتحدة".
وعن انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية، قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إنه "لمسنا في هذه الجولة جدية ورغبة روسية إيرانية باستمرار أعمال اللجنة الدستورية".
اختتام الجولة 20 دون جديد
واختتمت اليوم الأربعاء أعمال الجولة الـ 20 من اجتماعات "مسار أستانا" في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، واتفقت روسيا وإيران وتركيا على عقد الجولة المقبلة في النصف الثاني من العام الجاري، في حين اقترح نائب وزير خارجية كازاخستان، كانات توميش، أن تكون الجولة التي انتهت اليوم الأخيرة، ما تسبب بلغط ما إذا كان المسار انتهى أو سيتم عقد جولة أخرى.
وأشارت موفدة "تلفزيون سوريا" إلى أستانا أن ما صرح به نائب وزير الخارجية الكازاخستاني كان مقترحاً تقدم به إلى أطراف المسار، الأمر الذي لم يتم الاتفاق عليه.
وجاء في البيان الختامي للاجتماعات "شددت روسيا وإيران وتركيا على أهمية الاستمرار في تقديم وزيادة حجم المساعدات الإنسانية لسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672، وكذلك على ضرورة إزالة العقبات وزيادة المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في جميع أرجاء البلاد من دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة".
وأعربت الدول الثلاث عن "قناعتها بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع السوري"، وأكدوا "التزامهم بدفع عملية سياسية قابلة للحياة ودائمة بقيادة سورية وتيسرها الأمم المتحدة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأكدوا على "الدور المهم للجنة الدستورية السورية، التي أُنشئت بمساهمة حاسمة من الدول الضامنة لصيغة أستانا، لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، في تعزيز التسوية السياسية للصراع في سوريا"، داعين إلى عقد الجولة التاسعة دون مزيد من التأخير.
وأكدت الدول الثلاث التزامها بدعم عمل اللجنة من خلال المشاركة المستمرة مع الأطراف السورية في اللجنة، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، "كميسر لضمان عملها المستدام والفعال".