تعاني العديد من المدارس السورية في مناطق سيطرة النظام من النقص الحاد في الكوادر التعليمية، ما يضطر بعض المناطق إلى دمج الصفوف والمدارس واتخاذ إجراءات تهدد بتسرب الطلاب، حتى إن بعض المدارس تفتقر للحراس والمستخدمين، ومع ذلك يفكر النظام بـ"تصدير" المدرسين إلى دولة عربية.
وعلى هامش قمة "تحويل التعليم" المنعقدة في نيويورك، طرح وفد النظام السوري المشارك برئاسة وزير التربية دارم طباع، الفكرة على نظيره الإماراتي أحمد بالهول الفلاسي، مذكراً إياه بالماضي الذي كانت فيه سوريا توفد المعلمين والمدرسين إلى الإمارات، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن"، اليوم الأربعاء.
وزعم الطباع، أن النظام يوفر التعليم لجميع الأطفال، ويؤمن الكتب المدرسية مجاناً لمرحلة التعليم الأساسي، وشبه المجانية لمرحلة التعليم الثانوية، وأن الوزارة تؤمن عشرات آلاف المدرسين، وتسعى لسد النقص من خلال مسابقة التنمية الإدارية، وكل ذلك بتوجيه من رئيس النظام بشار الأسد.
ويمكن التأكد من زيف ادعاءات الطباع بجولة سريعة على تقارير وأخبار وسائل إعلام النظام نفسه، فنسخة الكتب لشهادة الصف التاسع، والتي يدعي الوزير أنها مجانية، يتجاوز سعرها حاجز 50 ألف ليرة سورية، وفي المسابقة المركزية الأخيرة للتنمية الإدارية، طلبت مديرية القنيطرة على سبيل المثال 859 مدرساً، لكن النظام لم يتمكن من تأمين سوى 64 مدرساً فقط.
ومع ذلك، زعم الطباع أن النظام قادر على تأمين مدرسين للغة العربية لدعم التدريس في دولة الإمارات، داعياً نظيره لإنشاء مدرسة في سوريا تكون نموذجاً في التعاون العربي العربي، ومشيراً إلى إمكانية تبادل المعلمين والطلاب والفرق الفنية والرياضية والخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات بين الطرفين.
واقع التعليم والمدارس في سوريا
أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، بخصوص واقع التعليم في عموم المناطق السورية، إلى أنّ أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40 في المئة تقريباً من الفتيات، متوقعةً أنّ يكون العدد قد ارتفع بسبب تأثير جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى تفاقم تعطل التعليم في سوريا.
وتشهد العملية التربوية تدهوراً كبيراً في جميع مراحلها، سواء من ناحية المناهج، وتوفير متطلباتها، أو من ناحية ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، بسبب انعدام الأمن والفقر، في ظل انهيار الليرة السورية وتدهور الأوضاع المعيشية.
كما أشار تقرير آخر صادر عن "يونيسيف" عام 2019، إلى تعرّض نحو 40 في المئة من البنية التحتية للمدارس في سوريا للضرر أو للدمار في أثناء الحرب، وبات أكثر من ثلث الأطفال السوريين خارج المدرسة، وأن طفلاً واحداً من بين ثمانية في كل صف دراسي يحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي مختصّ لتحقيق التعلّم الفعال.
في حين أكد بيان لمنظمة "أنقذوا الأطفال" صدر في 6 أيار 2021 "أن واحدة من كل ثلاث مدارس خرجت عن الخدمة داخل سوريا لأنها دمرت أو تضررت أو تستخدم لأغراض عسكرية".
وحذرت المنظمة من أن التعليم لا يزال تحت التهديد بسبب العنف المستمر على الرغم من انخفاض عدد الهجمات مقارنة بالسنوات السابقة.