أصدر "المجلس الإسلامي السوري" أمس الأربعاء بياناً هنّأ فيه "الشعب الأفغاني ممثلاُ بحركة (طالبان)" على ما وصفه بأنه "انتصار على المستعمر وأعوانه" في إشارة إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال المجلس في بيانه إنه "يهنئ الشعب الأفغاني الحر الأبي على انتصاره العظيم، وتطهير أرضه من رجس المستعمر المحتل، وهذه نتيجة منتظرة ومتوقعة بالنظر إلى التضحيات الكبيرة والصبر الطويل والسعي الدؤوب الذي أظهره هذا الشعب المكافح في سبيل الوصول إلى هدف التحرير المنشود".
وأضاف أن المجلس يثمّن ما وصفها بـ "القرارات الحكيمة التي اتخذتها (طالبان) في تحقيق (السلم الأهلي) وتجلى ذلك في دخول العاصمة (كابول) والمدن والقرى الأخرى دون إراقة دماء بعيداً عن كوامن الثأر وغرائز التشفي والانتقام التي يصعب كبحها في مجتمع قبلي مختلف القوميات والأعراق".
وتابع: "كما يثمّن المجلس قرار العفو العام الذي يفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا الشعب الذي أرهقته الحروب وعانى من ويلاتها، وكذلك إعطاء الأمان للجميع لإنهاء المشاهد المؤلمة المروعة في مطار كابول"، واصفاً الأفغان الذين عزموا على الهروب من المطار بأنهم كانوا يطلبون "من مشغّلهم وسيدهم المستعمر النجاة والفرار ولو إلى المجهول".
وعبّر المجلس الإسلامي السوري عن أمله في أن "يعبّر العهد الجديد في أفغانستان عن روح التسامح والمشاركة والانفتاح على الجميع، لأن معركة البناء والتعمير أشق من معركة الكفاح والتحرير"، معتبراً أن "عملية البناء عملية طويلة ومضنية تحتاج إلى تضافر الجهود والطاقات وتحقيق الأمن والسلم الاجتماعيين، وروح الاعتدال المتمثلة في وسطية الإسلام القائمة على إقرار الحقوق التي كفلتها الشريعة بعيداً عن الغلو تعين على تحقيق ذلك".
وحذّر المجلس (طالبان) من الانجرار وراء "محاولات جرّ القاطرة إلى الخلف ليفشلوا التجربة الوليدة" على حدّ تعبيره.
وختم بالقول: "على الجميع حكومات وشعوباً أخذ العبر مما جرى، ومن أبرزها أن المستعمر لا بد من رحيله وإن طال الزمن إذا وجدت شعوب تدافع عن حقوقها وتسعى لتحررها..