icon
التغطية الحية

القيادة المركزية الأميركية تعزز قواعدها شرقي سوريا بأنظمة دفاع جوي

2024.08.28 | 06:30 دمشق

آخر تحديث: 28.08.2024 | 17:06 دمشق

طائرة C-17 في منطقة هبوط كوباني (KLZ)، سوريا
طائرة شحن عسكرية أميركية من طراز C-17 توصل معدات وأسلحة في منطقة عين العرب
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أرسلت القيادة المركزية الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية تضمنت أنظمة دفاعية إلى قواعدها في شرقي سوريا عقب تهديدات باستئناف الضربات من قبل ميليشيات مرتبطة بإيران تجاه المواقع الأميركية رداً على عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل مؤخراً.

وقالت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إنّ طائرتي شحن أميركيتين وصلتا يوم الأحد وفجر الإثنين 25-26 آب الجاري إلى قاعدة مطار روبارا "خراب الجير" في ريف الحسكة الشرقي حملتا تعزيزات عسكرية من بينها طواقم مختصة بتشغيل أنظمة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى، وأنظمة حرب إلكترونية خاصة بتعقب الطائرات المسيرة والتشويش عليها، إضافة لمركبات عسكرية وأسلحة وذخائر.

ولفتت المصادر إلى أنها المرة الأولى التي تصل فيها طائرتا شحن خلال أقل من 24 ساعة منذ فترة طويلة، إذ تصل عادة مرة واحدة إلى مرتين في الشهر أو ما يزيد على تلك المدة.

حسابات أميركية لردع الهجمات ضد قواعدها شرقي سوريا

وبحسب المصادر، فإنّ من بين أنظمة الدفاع الجوي التي حملتها الطائرات بطاريات Hawk-mim 23 القادرة على توفير حماية من الهجمات الجوية بواسطة الطائرات المقاتلة وصواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية ضمن دائرة يبلغ قطرها 55 كيلومتراً وعلى ارتفاعات تتراوح بين 30 و20 ألف متر.

Hawk-mim 23
Hawk-mim 23

وتضمنت التعزيزات أيضاً نظام الدفاع الجوي Avenger المحمول على مركبات عسكرية رباعية الدفع والمعروف بفعاليته ضد الأهداف الجوية منخفضة الارتفاع كالمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة والمقاتلات المقتربة القاصفة.

كل وحدة أفنجر مجهزة بمنصتين لإطلاق الصواريخ، كل منهما قادرة على حمل ما يصل إلى أربعة صواريخ FIM-92 ستينغر، وهي صواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء معروفة بموثوقيتها وفعاليتها.

بالإضافة إلى صواريخ ستينغر، النظام مسلح بمدفع رشاش عيار 0.50 M3P، مما يوفر دفاعًا ثانويًا ضد التهديدات الجوية والبرية على حد سواء. 

النظام مثبت على مركبة هامفي (HMMWV)، مما يسمح له بالتنقل بشكل فعال عبر مختلف التضاريس.

وكشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا عن بدء القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا بعملية تدريب "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" على أنظمة الدفاع الجوي من طراز "أفنجر - Avenger"، لتزويدها بها. وهو تطور ملحوط يؤكد استمرار المشاركة الأميركية في سوريا، في الوقت الذي يبدو فيه أن السياسة الخارجية الأميركية الأوسع نطاقًا تتحول بعيداً عن الشرق الأوسط.

توفير مثل هذه المعدات العسكرية المتقدمة لـ "قسد" ليس مجرد مناورة تكتيكية، بل هو بيان استراتيجي مع تداعيات محتملة تتجاوز ساحة الصراع المباشرة. 

أدخلت القوات الأميركية منظومة أفنجر إلى شمال شرقي سوريا في شباط 2021، ورصد موقع تلفزيون سوريا دخول شحنات على التوالي كان آخرها في شهر حزيران الفائت.

وتضمنت الشحنة الثانية من التعزيزات الأميركية وحدتين من نظام M167 VADS، وهو مدفع دوار سداسي الفوهة محمول على مركبة يستخدم ذخائر من عيار 20 ميليميتر وهو مخصص لحماية القواعد والثكنات العسكرية من التهديد الجوية والبرية، وأثبت فعاليته في مكافحة الطائرات المسيرة سواء ذات الأجنحة الثابتة أو التي تعمل بواسطة محركات الدفع العمودي.

ونقلت الولايات المتحدة ذات المنظومة إلى قاعدة التنف على الحدود السورية - الأردنية مطلع العام الجاري عقب تعرضها لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية شنته ميليشيات عراقية في 27 كانون الثاني الفائت أدى حينها لمقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 25 آخرين.

أنظمة حرب إلكترونية

عملت الولايات المتحدة على تعزيز قواعدها في الشرق السوري بأنظمة الحرب الإلكترونية للحد من هجمات الطائرات المسيرة، والتي جرى استهدافها من قبل جماعات وميليشيات مرتبطة بالنظام الإيراني منذ بدء الحرب في غزة 191 مرة بحسب إحصائية معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أحدثها كان استهداف القاعدة الأميركية في حقل كونيكو النفطي في 19 آب الجاري بواسطة طائرة انتحارية.

حملت الشحنتان الأخيرتان إلى جانب شحنات عديدة سابقة حملت أجهزة تشويش إلكترونية مضادة للطائرات المسيرة "Dedrone Defender" منها محطات ثابتة وأخرى محمولة على شكل بنادق إلكترونية.

ووفقاً للمصدر، فإنّ كل القواعد الأميركية في ريف محافظة الحسكة التي توجد بها محطات رادار ومسح جوي، جرى تزويدها بأنظمة ثابتة للتشويش على الطائرات المسيرة وقطع الاتصال بينها وبين محطات تشغيلها ما يُفقد المشغلين التحكم بالطائرات عند اقترابها من القواعد العسكرية.

وزودت القيادة المركزية بقية القواعد العسكرية في المنطقة بأنظمة محمولة "بنادق التشويش" والتي يتولى أفراد الحراسة في أبراج المراقبة المحيطة بالقاعدة مسؤولية تشغيلها، وعادة ما يتراوح مدى هذه النوعية من البنادق بين 10 و150 متراً فقط وتكون ذات فعالية أكبر مع الطائرات المسيرة ذات محركات الدفع العمودي.

قسد شريكة في نشر المنظومات الدفاعية

كشف موقع تلفزيون سوريا في تقرير حصري نشره قبل أيام عن بدء القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا بعملية تدريب "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" على أنظمة دفاع جوي قبل تزويذها بها، ضمن خطة أميركية للحد من مهاجمة قواعدها.

مصدر مقرب من قيادة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" أكد لموقع تلفزيون سوريا أنّ القيادة المركزية الأميركية وضعت جدولاً زمنياً لتدريب كوادر من القوات الكردية على استخدام أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى.

وبدأت القوات الأميركية بتدريب كوادر الدفاع الجوي منتصف آب الجاري، فيما رجح المصدر أن تتسلم قسد تلك الأنظمة بحلول العام 2025.

ويقتصر برنامج التدريب على كيفية تشغيل واستخدام وصيانة الأنظمة البسيطة مثل أفنجر ومدافع فولكان فقط، دون تسليم قسد أي أنظمة حرب إلكترونية أو رادارات مسح جوي، ما يعني ارتباط تشغيل الأنظمة الدفاعية مع القواعد الأميركية، لعدم إزعاج الجانب التركي وإثارة مخاوفه، حسب تفسير المصدر.

مقترح إسرائيلي لسد ثغرة الأجواء السورية

كشفت مدونة الاستخبارات الإسرائيلية intille times منتصف تموز الفائت عن مقترح أمني لتزويد "قوات سوريا الديمقراطية" بأنظمة دفاع جوي لمنع الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة من تنفيذ هجمات جوية من جهة الأجواء السورية.

ونوّهت المدونة حينها إلى أنّ حكومة تل أبيب بدأت مراجعة المقترح خصيصاً بعد فشل الجيش الأردني في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران فيما سمته "عملية الوعد الصادق" في 14 نيسان الفائت، كرد على اغتيال إسرائيل لجنرالات من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين في قنصليتها بدمشق.