icon
التغطية الحية

العنصريون يحرقون متجر "الشام" في بلفاست.. رواية صاحبه عن الليلة المرعبة

2024.08.07 | 12:37 دمشق

dgd
آثار الحريق الذي أضرمَه العنصريون في محل تاجر سوري في بريطانيا (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تعرضت محال سوريين وأجانب للاعتداءات من قبل مجموعات عنصرية معادية للأجانب في بريطانيا، وذلك على خلفية حادثة مقتل فتيات في مدرسة للرقص، أعقبتها شائعات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي تحرض ضد الأجانب، خصوصاً المسلمين.

شهدت مدينة بلفاست، عاصمة إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا، اضطرابات وأعمال تخريب وحرق طالت محالاً وعدداً من السيارات في منطقة دونيجال رود، واستمرت عدة ساعات من مساء يوم السبت حتى صباح يوم الأحد الماضي.

تاجر يروي ما حدث

اللاجئ السوري عبد القادر علوش كان أحد الذين تعرضوا لخسارة فادحة بسبب هجوم العنصريين على متجره الواقع في منطقة دونيجال رود في بلفاست.  

ويروي عبد القادر علوش، صاحب سوبر ماركت الشام، لموقع تلفزيون سوريا ما حصل معه ويقول: "كنت في متجري يوم السبت الماضي حتى الساعة 2 تقريباً، وشاهدت المظاهرة العنصرية تقترب من المنطقة، فقررنا أن نغلق السوبر ماركت ونذهب إلى البيت. وجلست أشاهد محلي عبر كاميرات المراقبة حتى الساعة العاشرة مساءً تقريباً، ثم نمت".

يضيف علوش: "في الساعة 11 مساءً أيقظوني من النوم على خبر إحراق متجري، وشاهدت متجري يحترق على منصة تيك توك.. لقد حرقوا كل المحل". ويتابع اللاجئ السوري المقيم ببريطانيا منذ 8 أعوام: "كانت الشرطة موجودة، وتقدمنا بشكوى، والمتهمون معروفون لدى الشرطة، وهم أنصار اليمين المتطرف الذين يهاجمون الأجانب والمهاجرين المسلمين في البلاد".

تقدير الخسائر

قدّر علوش خسارته بنحو 250 ألف باوند (نحو 320 ألف دولار) وقال: "إن السوبر ماركت كان مليئاً بالبضائع، حرقوا كل شيء حتى الأبواب.. ويجب تجديد كل شيء بالمحل".  

ويشير اللاجئ السوري إلى عدم وجود عداوة له مع أحد في المنطقة، "لكن هذه عنصرية ضد المسلمين، والأحياء التي يوجد فيها متجرنا معروفة بكثرة العنصريين فيها".  

كما يقول إن "الكثير من المحال وصالونات الحلاقة والمقاهي التي تعود لأجانب من السودان وتركيا ودول أخرى قد تعرضت لهجمات عنصرية في نفس المنطقة".

الصدمة والقلق

لا يزال اللاجئ السوري مصدوماً مما حدث لمتجره ويشعر بحالة من عدم اليقين والقلق من المستقبل، ويقول: "أنا حتى الآن لم أستوعب ما حصل ولا زلت تحت وقع الصدمة.. ولا أعرف حقاً إذا كنت سأصلح المحل أو أغلقه".  وفيما إذا كان يخشى تكرار ما حصل، يقول: "نحن لا نعلم بالغيب لكننا حقاً نخشى تكرار الاعتداءات مرة أخرى".

بدوره، يقول سام يوسف، وهو أحد أفراد الجالية السورية في بلفاست، إنهم يجدون صعوبة في فهم ما حدث، ويضيف في مقابلة صحفية: "نحن نعمل بجد، ونحاول دفع الضرائب والمساهمة في المجتمع".  

ويعتبر يوسف أن أعمال العنف التي وقعت يوم السبت هي "إنذار كبير بأن شيئاً ما ليس على ما يرام"، ويضيف: "لقد أعادتنا إلى حيث أتينا، الحرب في سوريا.. كنا نظن أننا سنكون آمنين عندما وصلنا إلى هنا، ولكن الآن بعد أن رأينا ذلك، نشعر بعدم الأمان مرة أخرى. من الواضح أنهم لا يريدون أن نشعر بالأمان".

مظاهرات واعتداءات في بريطانيا

شهدت بريطانيا خلال الأيام الماضية اضطرابات وأعمال عنف وتخريب واعتداءات على محلات وممتلكات الأجانب، خصوصاً المسلمين، ونظمت الجماعات اليمينية المتطرفة مظاهرات ضد المسلمين والمهاجرين في عدة مدن من أنحاء البلاد، لا سيما في مدن ليدز، ليفربول، بريستول، مانشستر، ستوك أون ترينت، ساوثبورت، ويدلسبره، ميدلسبره، وروثرهام التي حاول فيها المتطرفون إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء.

قدرت عدد دعوات الاحتجاج بأكثر من 30 دعوة في كل أنحاء بريطانيا، ومعظمها كان تحت الشعار المناهض للهجرة "كفى"، والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقاً للجمعية المناهضة للهجرة العنصرية "هوب نات هيت" (الأمل وليس الكراهية).

حادثة مدرسة الرقص

جاء ذلك بعد حملة تحريض على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام اليمينية، في أعقاب الحادثة التي قُتل فيها ثلاث فتيات وأصيب عشرة آخرون، بينهم ثمانية أطفال، وأُشيع حينها أن المتهم "لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي"، وسرعان ما تبين أنها "كذبة" بعد إعلان الشرطة البريطانية أن المشتبه به شاب يدعى أكسل روداكوبانا، ويبلغ من العمر 17 عاماً، ولد في عاصمة ويلز كارديف.