icon
التغطية الحية

الشاعر المتمرّد مصطفى وهبي التل (عرار) رمزاً للثقافة العربية لعام 2022

2022.02.27 | 15:35 دمشق

whby_altl-_tlfzywn_swrya.jpg
إسطبنول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار) رمزاً عربياً للثقافة للعام 2022، استناداً إلى مكانة الشاعر في وجدان الأردنيين والعرب، ولما يشكله من حضور في الثقافة العربية.

ويعدّ مصطفى التل (1899– 1949) من رواد حركة إحياء الأدب العربي في العصر الحديث، ونقل القصيدة الأردنية من مساحاتها المحلية إلى فضاءاتها العربية، وحملت نصوصه الشعرية الكثير من الإرث التراثي المحلي، وعلاقته الحميمة بالمكان، ودفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية.

أطلق النقاد على عرار لقب "شاعر الأردن"؛ لما حاز من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة، ولما تنطوي موضوعاتها من انحياز للناس البسطاء والفلاحين، ولما تتمتع من بساطة واستعارة للمفردات اليومية المتداولة، واستعاراته من قاموس اللهجة الدارجة، وتضمينه للأمثال الشعبية في شعره.

ترجم مصطفى التل رباعيات الخيام واهتم بالقضايا الأدبية واللغوية والفكرية من خلال الحوار على صفحات الجرائد والمجلات مع عدد من الكتاب العرب مطلع القرن الماضي ومنهم: إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان، عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، الشيخ فؤاد الخطيب. كما تنوع إنتاجه بين الشعر والتاريخ والدراسة اللغوية والقضايا الفكرية والترجمة.

مصطفى وهبي التل (عرار)

 شاعر عربي ولد في إربد شمالي الأردن عام 1899. وهو والد الدبلوماسي ورئيس وزراء الأردن وصفي التل، صاحب معركة الأردن مع الفدائيين الفلسطينيين والمصادمات التي تعرف باسم "أيلول الأسود" 1971.

 انتقل عرار إلى دمشق لإكمال تعليمه الثانوي عام 1912، وأثناء دراسته في دمشق شارك في بعض الحركات المناهضة لسياسات جمعية "الاتحاد والترقي" التركية، وبسبب هذه الحركات نُفي عرار إلى بيروت، وبعد مدة قصيرة عاد إلى دمشق ليكمل تعليمه.

وفي عام 1923، عُيّن حاكمًا إداريًا ببلدة "وادي السير" في العاصمة الأردنية عمان، ثم تم عزله. بعد ذلك انتقد الشاعر أمير الأردن آنذاك عبد الله بن الحسين ليتم نفيه إلى معان ثم إطلاق سراحه مرة أخرى، وبعد مدة من إطلاق سراحه.

درس الحقوق ومارس مهنة المحاماة، وأنشأ مكتبًا خاصًا به في عمان. وتجلت إنسانيته في هذه المهنة، حيث كان يتولى قضايا المظلومين والمسحوقين.

تولى العديد من الوظائف الحكومية التي لم يلبث أن يطرد منها أو أن يتم سجنه أو نفيه، بالرغم من ذلك كان الأمير عبد الله بن الحسين يستلطفه ويتقرب منه، حتى أنه قربه وجعله أمينًا له عام 1938 ولكنه أبعده بعد ذلك، وجعله مفتشا للمعارف، ثم رضي عنه وجعله متصرفًا حاكمًا في البلقاء عام 1942 في السلط وتوابعها، لكنه عزل بعد شهر وسجن لسبعين يوماً.

عُرف عن عرار بأنه رائد الشعر الحر (التفعيلة)، وقيل إنه سبق السياب ونازك الملائكة بكتابة القصيدة الحرة، ومن قصائده في الشعر الحر "متى" و"يا حلوة النظرات". تميز شعره بالبساطة واللغة القريبة من الناس، كما تناول في شعره العديد من المسائل المتعلقة بالشعب الأردني.

مؤلفات عرار

كتب عرار القصيدة الشعرية والنثرية، وترك وراءه العديد من المؤلفات، من أبرزها:

  • "عشيات وادي اليابس"، التي ظهر فيها صوت عرار وهو ينادي بالحرية والعدل وتحقيق كرامة الإنسان.
  • "بالرفاه والبنين"، بالاشتراك مع خليل نصر.
  • "الأئمة من قريش".
  • "أوراق عرار السياسية"، وهي مجموعة من وثائق مصطفى وهبي التل، جمعها محمد كعوش.
  • "رباعيات عمر الخيام".
  • "المعارف في شرق الأردن".
  • "أصدقائي النور".
  • قصة "شاعر والمنقذون".

من قصائد عرار

أعن الهوى

وعن الحنين

أعن الصّبابة والصّبا

وعن الجوى تتحدثين

هيهات أحلام الشّباب، وقد تقلص ظلّه

هيهات

أتظنها ماتت؟ نعم وأظنه

قد مات، سله! لعلّه

ما زال

والآمال

ما تنفك في جنباته

تشدو، فتسمعنا العجيب من نغماته

وتريك من أهوائه الأهوال

متى

متى يا حلوة النظرات والبسمات والإيماء والخطر

متى أملي على الآلام والحدثان والدهر

أحاديث الهوى العذري

متى؟

من لي بأن أدري!

***

متى عن فتنة الكحل

وسحر الأعين النجل

وقد أرهقتها يا حلوة النظرات تزويقا

فجاءت فوق ما يرجوه معنى الحسن تحقيقا

سيجلو الجؤذر الوسنان للإنسان

سرّ النظرة الحلوة

وما فيها من النشوة

وما في النظرة الشزرة والتقطيب من سحر

متى؟

يا ليتني أدري