icon
التغطية الحية

السوري محمود يلتقي بالسيدة التي أنقذها بعد زلزال ألازيغ (فيديو)

2020.01.26 | 18:01 دمشق

20200126_2_40519075_51544476.jpg
الشاب السوري محمود العثمان يتلقي عائلة أنقذها من تحت أنقاض منزلهم بعد زلزال ألازيغ (الأناضول)
تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

التقى الشاب السوري محمود العثمان، بالسيدة التركية دوردانه أيدن، التي أنقذها وزوجها بشجاعة من تحت الأنقاض إثر الزلزال العنيف في ولاية ألازيغ شرقي تركيا الجمعة، وذلك بعد أن ظهرت السيدة في تسجيل مصور، روت فيه قصة الشاب البطولية.

وبعد أن أصبح "السوري محمود" حديث الشارع التركي، وقالت الناجية التركية إنها لن تنسى محمود وستبحث عنه، ساهمت وكالة الأناضول التركية في جمع الشاب السوري محمود عثمان المنحدر من بلدة كرناز في محافظة حماة.

 

20200126_2_40519075_51544480.jpg

 

وجاء إلى ولاية هاتاي جنوبي تركيا قبل عامين، قادماً من محافظة حماة السورية، وقبل 3 أشهر انتقل إلى ألازيغ من أجل الدراسة الجامعية.

وقال الشاب محمود إن الزلزال وقع عندما خرج من العمل وكان في طريقه إلى ممارسة الرياضة، وبعد أن سمع أصوات استغاثات من أحد المباني المدمرة في حي سورسورو، اتجه على الفور لمساعدتهم.

وأضاف: "سمعت صوت تلك المرأة وزوجها، دخلت (المنزل المهدم) وفي يدي المصباح وبعدها ناديت بعض الشباب لكي يساعدوني في هذا الأمر.. أولاً أخرجنا الرجل من تحت الانقاض وبعدها بدأت في إخراج المرأة وأزلت عنها كثيراً من الأشياء التي سقطت فوقها".

وتابع: "عندما رأيتها كان الركام ساقطاً على أقدامها ولا تستطيع أن تتحرك فبدأت بإزالة ذلك الركام إلى أن خرجت أقدامها وبعدها أخرجت المرأة ونُقلت إلى المستشفى".

 

20200126_2_40519143_51544616.jpg

 

وحول الجروح الموجودة على ذراعه ويديه، قال محمود: "إنها جروح غير مهمة وبسيطة.. المهم هو نجاتها.. بعد الزلزال ضاع هاتفي أيضاً ولكن ليس أمراً مهماً.. بالنسبة لي المهم هو نجاة أولئك الناس".

واستخدم محمود هاتفه في مكان الحادث كمصباح، وكانت السيدة التركية وزوجها قد أدركا أن ضوء الهاتف يمكن أن يساعدهما على النجاة، لذلك يقول محمود إن لهذا الهاتف مكانة خاصة جداً بالنسبة له.

وحدث هذا اللقاء بعد أن انتشر فيديو للسيدة دوردانه في المستشفى على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأطلق ناشطون هاشتاغ "السوري محمود"، حيث قالت دوردانه في الفيديو "الشاب محمود، الذي أنقذ حياتي، هو من السوريين الذين نلومهم في كل شيء، لقد حفر بأصابعه بين الأنقاض إلى أن أخرجني".

 

20200126_2_40519143_51544619.jpg

 

وأضافت "لن أنسى ذلك الشاب ما دمت على قيد الحياة، وسأبحث عنه أينما كان بعد خروجي من المستشفى.. محمود شاب مدني، وليس من طواقم الإنقاذ.. ورغم ذلك نجح في إخراجي من تحت الأنقاض بأصابعه التي تمزقت من الحفر".

لقاء مؤثر

وبناء على طلب العثمان، تواصلت الأناضول مع دوردانه وزوجها "ذلكف" اللذين انتقلا إلى قريتهما بعد تهدّم منزلهما بالكامل من جراء الزلزال، وعندما رأت دوردانه صورة العثمان قالت "هذا هو الشاب الذي أنقذني، فلا أنسى نظراته، أتمنى أن ترتبوا لقاءً بيننا".

وقامت الأناضول إثر ذلك باستقدام العثمان إلى قرية الأسرة، وانهمرت دموع دوردانه برؤيته، وقالت له "أنت بطلنا".

 

 

وعندما رأت الجروح الموجودة على يدي وذراعي العثمان، زاد بكاء دوردانة، وقالت له بعد أن علمت بأن والدة محمود في سوريا: "لا تحزن أنا أمك وأختك ولن أتركك بعد اليوم".

وعن اللحظات التي أمضتها تحت الأنقاض، قالت دوردانة: "كنا أنا وزوجي تحت الانقاض، قمنا باحتضان بعضنا البعض ولم نتخيل أننا سنخرج أحياء من هناك".

 

الهاتف الضائع أصبح شعلة أمل

وتابعت قائلة: "عندما رأينا ضوء الهاتف، قام زوجي بالتصفير وطلب المساعدة، محمود أنقذ زوجي أولاً، ثم أخرجني من تحت الأنقاض، حينها رأيت الدماء تنزف من يديه لكن محمود كان يخشى عليّ من الزجاج المحطم".

وأردف: "محمود بطلنا، ومنذ أن خرجت من تحت الأنقاض وأنا أسأل زوجي عن ذلك الشاب الذي أنقذنا، فالجميع كانوا يظنون أنني أسأل عن أولادي الحقيقيين، لكنني كنت أعلم أن أولادي عند جدتهم". 

من جانبه قال الزوج "ذلكف آيدن": إن محمود بذل جهوداً مضاعفة لإنقاذه من تحت الأنقاض.

 

اقرأ أيضاً: ناجية تركية من الزلزال: شاب سوري أنقذ حياتي بأظافره (فيديو)

 

واستطرد قائلاً "لو كنا مكان محمود ربما لم نكن لنبذل كل هذا المجهود، فعندما رأيت ضوء هاتف محمود بدأت بالصراخ وطلب المساعدة، حينها أدركنا أننا سننجو من تحت الأنقاض، وبعد أن أزال محمود الركام من فوقي تمكنت من النجاة بمساعدته، وبعد ذلك بدأ بمساعدة زوجتي".

وتابع: "ظننا أن فترة الإنقاذ كانت قصيرة، وعلمنا لاحقاً أن محمود بذل جهداً لمدة 3 ساعات ونصف الساعة لإنقاذ زوجتي، وبعد أن أنقذ زوجتي توجه محمود لمساعدة الآخرين، وبالأمس ذهبنا إلى مكان الأنقاض على أمل اللقاء به.

ومساء الجمعة، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر ولاية ألازيغ (شرق)، حسب رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وشعر به سكان عدة دول مجاورة.

ووصل عدد الوفيات من جراء الزلزال إلى 35، حسب ما أفاد به نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، اليوم الأحد، في حين تجاوز عدد المصابين 1600.

كلمات مفتاحية