icon
التغطية الحية

السوريون في المرتبة الأولى ومعظمهم من الشباب.. آخر إحصائية للتجنيس في ألمانيا

2024.06.12 | 06:17 دمشق

الجنسية الألمانية
ارتفاع معدّل تجنيس السوريين في ألمانيا
برلين - براء الرزوق
+A
حجم الخط
-A

في كل عام ينشر المكتب الفيدرالي للإحصاء في ألمانيا إحصائيات جديدة من بينها أعداد الأجانب الحاصلين على جواز السفر الألماني، هذا الجواز الذي يعدّ حلماً للكثير من المهاجرين واللاجئين في بلد يعتبر من أبرز وجهات اللجوء حول العالم لكنّ الحصول عليه ليس بالأمر السهل.

أظهرت الأرقام الصادرة هذا العام عن المكتب الفيدرالي للإحصاء في ألمانيا ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الحاصلين على الجنسية الألمانية، عام 2023، حيث حصل نحو 200 ألف أجنبي على الجواز الألماني خلال العام الفائت، بزيادة كبيرة عن العام الذي سبقه بفارق 31,320 شخصا.

لكن اللافت هذا العام هو العدد غير المسبوق من السوريين الذين حققوا شروط الحصول على الجواز الألماني.

السوريون في المقدمة

تظهر الإحصائيات أن السوريين يحتلون المرتبة الأولى من حيث عدد الحاصلين على الجنسية الألمانية بواقع 75,485 سورياً، عام 2023، متفوقين بفارق كبير على المجنسين القادمين من تركيا والعراق والذين نالوا المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، وذلك لتحقيقهم أهم شروط الحصول على الجنسية الألمانية حتى قبل تسهيل الإجراءات في القانون الذي أقرّه البرلمان، العام الجاري، حيث كانت أهم الشروط:

  • الإقامة في ألمانيا لمدة 8 سنوات، وفي حالات الاندماج العالي تخفض إلى 5 سنوات.
  • قدرة الشخص على إعانة نفسه وعائلته وعدم تلقي المساعدات من الدولة.
  • إثبات المعرفة باللغة الألمانية عن طريق شهادة المستوى B1 على الأقل.
التجنيس في ألمانيا

وترتفع أعداد المجنسين السوريين بشكل ملحوظ عاماً بعدَ عام ويعود ذلك للأعداد الكبيرة من السوريين الذي لجؤوا إلى ألمانيا خلال موجة اللجوء، عام 2015، إضافةً لتحقيقهم شروط الحصول على الجنسية الألمانية بشكل أسرع من أقرانهم من الجنسيات الأخرى، حيث سجلت الإحصائيات التي رصدها موقع تلفزيون سوريا، خلال السنوات الخمس الماضية، خطاً بيانياً متصاعداً لعدد المجنسين على الشكل الآتي:

  • عام 2020 :  6,700 سوري
  • عام 2021 : 19,095 سورياً
  • عام 2022 : 48,385 سورياً
  • عام 2023 : 75,485 سورياً
التجنيس في ألمانيا

يتوزع السوريون على ولايات ألمانيا الستة عشر وتظهر إحصائية المكتب الفيدرالي منحهم الجنسية في جميع الولايات بنسب كبيرة وصلت في إحدى الولايات إلى 61% من إجمالي عدد المجنسين، وسجلّت ولاية شمال الراين وستفاليا العدد الأكبر من السوريين الحاصلين على الجنسية في العام الفائت بعدد ​22,720 تلتها ولاية بافاريا التي جُنّس فيها 10,325 سورياً، وجاءت ولاية ساكسونيا السفلى التي منحت الجنسية لـ7,615 سورياً في المرتبة الثالثة.

التجنيس في ألمانيا

الجالية السورية ترفد القارة العجوز بالشباب

بينما تعاني ألمانيا مثل بقية دول الاتحاد الأوروبي من زيادة كبيرة في متوسط الأعمار حيث يزيد متوسط أعمار سكّانها على 45 عاماً، يشكّل المجنسون حديثاً، خاصة السوريين، إضافةً حيويةً مهمة لألمانيا، كون متوسط أعمار الذين حصلوا على جواز السفر الألماني العام الفائت نحو 29 عاماً، ومتوسط أعمار السوريين منهم 24.5.

ما يعني أن غالبية المجنسين من فئة الشباب وأن الكثير منهم قد انخرط بشكل فعلي في العمل والدراسة في القارة العجوز وهو ما أكّده الصحفي الألماني مارتن ليجون في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا حول تصاعد اليمين المتطرف في البلاد، قائلاً: "حتى لو وصل اليمين المتطرف إلى مفاصل الحكم لن يستطيع أن يقوم بترحيل الأجانب، غالبيتهم من فئة الشباب وبلادنا بحاجتهم"، مشيراً إلى أن هناك عشرات آلاف الوظائف الشاغرة في الكثير من المجالات.

توقعات بتضاعف الأعداد في العام الحالي

في بداية هذا العام، صدّق البرلمان الألماني على قانون الجنسية الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ في نهاية حزيران/يونيو الجاري.

ووفقاً لهذا القانون الجديد، سيتمكّن الأجانب من الحصول على الجنسية الألمانية بعد خمس سنوات فقط من الإقامة في ألمانيا، بعد أن كانت الفترة المطلوبة سابقاً ثماني سنوات، كما يمكن تقليص هذه المدة إلى ثلاث سنوات للأشخاص الذين يحققون شروط "الاندماج" من خلال إنجازات مهنية أو دراسية متميزة أو من خلال العمل التطوعي.

كذلك يهدف القانون الجديد إلى تسهيل الحصول على الجنسية الألمانية، حيث سيتمكن الأفراد الذين يحصلون عليها من الاحتفاظ بجنسيتهم الأصلية في المستقبل، كان للسوريين استثناء لهذا الأمر في السابق، حيث كان بإمكانهم الاحتفاظ بجنسيتهم الأصلية لأنّ الدستور السوري لا يتيح لهم التخلّي عنها.

وينص القانون الجديد على منح الأطفال المولودين في ألمانيا من أبوين أجنبيين الجنسية الألمانية عند الولادة، بشرط أن يكون أحد الوالدين مقيماً بشكل قانوني في ألمانيا لمدة خمس سنوات على الأقل، بالإضافة إلى ذلك، سيظل شرط إثبات معرفة اللغة وقدرة الفرد على الاعتماد على نفسه مالياً دون تغيير في القانون الجديد.

من المتوقّع أن يتضاعف عدد السوريين الحاصلين على الجنسية هذا العام وفي السنوات المقبلة، بفضل بدء تنفيذ القانون الجديد، ورغم أن العديد منهم قد استوفوا شروط الجنسية، إلا أن البيروقراطية وبطء المعاملات في دوائر التجنيس يشكلان عائقاً يؤخّر حصولهم على الجنسية.

إن الحصول على جواز سفر ألماني يمثل فرصة حقيقية للسوريين لتحقيق تغييرات إيجابية في حياتهم، فبالإضافة إلى تخطّي العقبات القانونية والإدارية التي يواجهونها بسبب جواز السفر السوري، يفتح لهم جواز السفر الألماني آفاقاً واسعة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك فرص العمل والدراسة والسفر من دون عوائق.

يعكس هذا التطور خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل والاندماج في المجتمعات الألمانية والعالمية، ويمثل فرصة حقيقية للسوريين لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم.