أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو لا تنوي التعاون مع فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الهجمات بالسلاح الكيميائي في سوريا، مشيرة إلى أنها "تنطلق من عدم شرعية هذا الفريق".
جاء ذلك في بيان للخارجية الروسية، عقب صدور تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الجمعة الماضية، الذي خلص إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم المميت بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما في 7 نيسان 2018، ويفند التقرير الادعاء الروسي بأن المعارضة هي من قامت بالهجوم.
وقالت الخارجية الروسية إنه "فيما يتعلق بالاتهامات الواردة في التقرير، بأن موسكو لم تقدم أي معلومات يمكن أن تؤكد النسخة الروسية من الهجوم الكيميائي، فإن روسيا مثلها مثل عدد من الدول الأخرى، تعتبر هذه الهيئة (فريق التحقيق) غير شرعية"، مؤكدة على أن موسكو "ليس لديها نية للتعاون معها لاعتبارات مبدئية".
واعتبر بيان الخارجية الروسية أن فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "عمل على مهمة تبرير عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا"، مضيفاً أن روسيا "تدين تلاعب الغرب بهذه المنظمة التي كان موثوقاً بها في السابق".
روسيا تتهم الدفاع المدني السوري
واتهمت الخارجية الروسية منظمة الدفاع المدني السوري بتلفيق الهجوم، زاعمة أن أسطوانتي الكلور اللتين استخدمهما النظام السوري في الهجوم "جلبهما مزورون من الخوذ البيضاء إلى مبنى سكني، ولا يمكن إسقاطهما من الطائرة، لأنه لم تكن هناك آثار واضحة".
كما زعمت الخارجية الروسية أنه وفقاً للبيانات التي جمعتها القوات الروسية وجيش النظام السوري، فإنه "تم إحضار جثث ضحايا الهجوم الكيميائي من قبل الخوذ البيضاء من جميع أرجاء المنطقة، وكانت مصابة بالرصاص والألغام المتفجرة، وليس هناك آثار للاختناق بالكلور"، مؤكدة على أن "ما حدث بلا شك يتطلب تحقيقاً إضافياً في سياق جرائم الحرب التي ارتكبتها المعارضة السورية".
تورط روسيا في هجوم دوما
وخلص تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل، من طراز Mi-8/17 تابعة لسلاح جو جيش النظام السوري، انطلقت من قاعدة الضمير الجوية شرقي دمشق، انطلقت الساعة 19:30 يوم 7 نيسان 2018، وأسقطت أسطوانتين تحملان غاز الكلور وأصابتا مبنيين سكنيين في منطقة وسط مدينة دوما، مما أسفر عن مقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات.
وقال فريق التحقيق التابع للمنظمة الأممية إنه استلم معلومات موثوقة، تم تأكيدها من خلال مصادر متعددة، تفيد بأن القوات الروسية كانت مشتركة في قاعدة الضمير الجوية إلى جانب "قوات النمر".
وأكد الفريق أنه حصل على معلومات تفيد بأنه في وقت الهجوم، كان المجال الجوي فوق مدينة دوما يخضع لسيطرة حصرية من قبل القوات الجوية للنظام السوري وقوات الدفاع الجوي الروسية.
وأكد تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على أنه في أعقاب الهجوم، ساعدت الشرطة العسكرية الروسية النظام السوري في عرقلة وصول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم، وحاولت تعقيم الموقع، كما لفقت روسيا والنظام السوري صوراً نُشرت لاحقاً على الإنترنت في محاولة لدعم روايتها الملفقة عن هذه الحادثة، وفق التقرير.