أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، على أن واشنطن "ستواصل استخدام قانون العقوبات لمحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، بمن فيهم الأفراد في نظام الأسد الذين ارتكبوا الفظائع ضد السوريين".
وفي مؤتمره الصحفي اليومي أمس الإثنين، أكد برايس أن الولايات المتحدة "منزعجة من محاولة الإمارات الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد"، مضيفاً أن الأسد "يبقى مسؤولاً عن موت ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، ومسؤولا عن تهجير أكثر من نصف السكان، بالإضافة إلى الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري لأكثر من 150 ألف رجل وامرأة وطفل سوريين".
وجدد الدبلوماسي الأميركي التأكيد على أن واشنطن "لا تدعم جهود إعادة تأهيل الأسد، ولا تدعم تطبيع الدول لعلاقاتها معه"، داعياً الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد إلى"تقييم الفظائع المروعة التي ارتكبها ضد السوريين على مدار العقد الماضي".
وأوضح أنه "يجب على الدول أن تنظر في جهود النظام المستمرة لحرمان جزء كبير من البلاد من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والأمان"، مشدداً على أن واشنطن "أوضحت أنها لن ترفع أو تتنازل عن العقوبات، ولن تدعم إعادة إعمار سوريا حتى يكون هناك تقدم لا رجوع فيه نحو حل سياسي، وهو ما لم نشهده".
وحول ما إذا كان الولايات المتحدة قد أجرت محادثات مع دولة الإمارات بعد زيارة بشار الأسد، يوم الجمعة الماضي، أكد برايس على أن بلاده "لديها محادثات منتظمة مع شركائها الإماراتيين، وجرت محادثات في الأيام الأخيرة".
الأسد مسؤول عن الاحتياجات الإنسانية في المنطقة
ورداً على سؤال حول تأكيد واشنطن على محاسبة نظام الأسد على الانتهاكات وتخفيف العقوبات المفروضة عليه في نفس الوقت، من خلال مشروع إمداد لبنان بالطاقة عبر سوريا، أوضح برايس أن الولايات المتحدة "يمكنها القيام بأمرين في وقت واحد، الأول هو الاستمرار في تحميل نظام الأسد المسؤولية عن الفظائع التي ارتكبها ضد شعبه، والتهجير القسري لكثير من سكانه، والثاني هو مسؤولية واشنطن عن تأمين الاحتياجات الإنسانية للأشخاص في أماكن مثل لبنان، والسوريين الذين هم ضحايا فظائع الأسد".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية على أن بلاده "تعاقب أعضاء نظام الأسد باستخدام السلطات المتاحة لها"، مضيفاً أن "العديد من شركائنا فعل الشيء نفسه لعزل النظام اقتصادياً إلى أقصى حد ممكن، وفرض ضغوط اقتصادية".
وأشار برايس إلى أنه "يمكننا الاستمرار في ابتكار طرق لحساب الاحتياجات الإنسانية للأشخاص في المنطقة التي لا يستطيع نظام الأسد الاستفادة منها بشكل مباشر".
وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن واشنطن "لم تقم بأي شيء يفيد النظام بشكل مباشر، وما فعلناه هو محاولة مراعاة الاحتياجات الإنسانية الكبيرة"، مشيراً إلى أن "هذه الاحتياجات الإنسانية نتجت عن جرائم نظام الأسد نفسه، والعديد ممن يعانون الآن هم ضحايا هذا النظام بالتحديد".