icon
التغطية الحية

الحيوانات الأليفة تعاني من الأزمة المعيشية في سوريا

2023.01.28 | 08:55 دمشق

الحيوانات الأليفة تعاني من الأزمة المعيشية في سوريا
يصعب على مربي الكلاب والقطط في سوريا إطعامها بسبب الأزمة الاقتصادية
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

حتى الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط باتت تعاني من صعوبة الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار في سوريا، وباتت مهددة بالرمي في الشارع أو أمام إحدى العيادات البيطرية، أو عرضها للتبني مجاناً أو البيع بسعر رخيص لمن يرغب.

مشكلة إطعام الحيوانات الأليفة في سوريا

في إحدى مجموعات "فيس بوك" الخاصة ببيع وشراء الحيوانات الأليفة، عرضت إحدى الفتيات قطتها للتبني ووضعت العبارة التالية "متاحه أنثى من أم هملايا تشوكلت والأب سكوتش العمر 4 شهور ذكيه جداً (...) نضيفه وبتاكل كلشي من أكل البيت". شخص آخر عرض قطته بسعر رمزي للبيع وشجع الناس على شرائها بعبارة "بتاكل أكل بيت"، الجملة الأخيرة تعتبر حالياً من أهم معايير بيع وشراء وتبني القطط والكلاب، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الطعام الخاص الذي دفع غير الميسورين إلى عرض حيواناتهم الأليفة للبيع أو التبني.

تحتدم النقاشات على مجموعات الحيوانات الأليفة حول بدائل الطعام الجاهز للكلاب والقطط (دراي فود) التي باتت أسعارها فوق قدرة كثير من المربين، إلا أن أحد أصحاب محال بيع الطعام بدمشق قال لموقع تلفزيون سوريا إنه "من الصعب تغيير طعام القط أو الكلب الذي اعتاد عليه، وخاصة القطط الأجنبية".

وبدوره قال طبيب بيطري "إن محاولات المربين استبدال الطعام الخاص الجاهز بطعام منزلي، زادت مؤخراً من حالات التسمم الغذائي، فليست كل القطط تستطيع تناول المرتديلا مثلاً أو الأجبان والألبان أو الأرز أو بواقي الأطعمة المنزلية، والمشكلة أن المعالجات والتحاليل باتت مكلفة جداً لارتفاع أسعار الأدوية والمعدات".

وصل سعر كيلو "الدراي فود" نوع كاتشي المستورد إلى 35 ألف ليرة سورية، وقد لا يكفي القط سوى  عشرة أيام إلى أسبوعين بحسب مربين وذلك تبعاً لحجم وعمر القط وعدد وجباته. هناك أنواع طعام تتراوح بين 35 – 40 ألف ليرة، وأخرى تصل إلى 75 ألف ليرة للكيلو مثل نوع يدعى رويال.

المربون يتخلون عن حيواناتهم الأليفة

تقول هبة 25 عاماً، وهي مربية لقطتين، إن مشكلتها ليست فقط بالطعام بل أيضاً بالرمل الخاص لقضاء حاجة القطط، وهي تستهلك كثيراً منه، حيث وصل سعر 5 كيلو الرمل الوطني الجيد إلى 30 ألف ليرة، بينما لم تعد قادرة على السؤال حتى عن سعر الرمل الأجنبي الجيد.

تضيف هبة أنها باتت بحاجة لأكثر من 250 ألف ليرة سورية في الشهر للقطتين للطعام والرمل والاستطباب، مشيرةً إلى أن أسعار الأدوية ارتفعت ومعاينة الطبيب البيطري باتت تصل إلى 10 آلاف ليرة غير مصاريف النقل، فأغلبهم يفتتحون عيادات في المالكي وأبو رمانة والمزة مستهدفين الطبقات الميسورة.

تفكر هبة جداً بالتخلي عن قطة من القطتين، لكن القضية صعبة جداً بالنسبة إليها، وقالت "صعب جداً التخلي عن جزء منك، لكن راتبي بالكاد يصل إلى 500 ألف ليرة نصفها يذهب للقطط، وبالتالي ليس لدي خيارات أخرى سوى التخلي عن واحدة على الأقل".

يقول بائع في ريف دمشق إن "بيع طعام القطط شبهة ويعرض البائعين للملاحقة القانونية من الجمارك والتموين لأنها مهربة ولا يوجد تصنيع محلي لها، وكلما زادت صعوبة ظروف البيع وارتفع سعر الصرف، ارتفعت الأسعار التي باتت كالبورصة تعدل يومياً، وهذا لا يناسب الشريحة البسيطة وحتى المتوسطة من المربين الذين بدؤوا بالتخلي عن حيواناتهم أو إيجاد حلول بديلة".

وتابع "أغلب المربين توجهوا لتعويد قططهم على طعام المنزل لكن هذا لا ينجح مع القطط الأجنبية إلا بنسب نادرة، وتوجهوا لرمل المازار (رمل الحدائق) أو نشارة الخشب بدل الرمل المعالج والمعطر الخاص بالقطط، في محاولة لتخفيف النفقات".

بدوره أشار طبيب بيطري إلى أن خفض النفقات شمل التخلي عن اللقاحات الدورية الضرورية التي بات سعرها يفوق قدرة المربين لكونها مهربة أيضاً وغير مسموح باستيرادها، مطالباً بالسماح باستيراد طعام القطط والكلاب واللقاحات والأدوية النوعية لتلبية رغبات المربين الذين يعتبرون حيواناتهم الأليفة كأبنائهم، وهم يعانون حالياً.

ظاهرة رمي القطط المريضة أمام العيادات كثرت في الفترة الأخيرة، في محاولة لتخلص المربين من عبء نفقات المعالجة المكلفة والطويلة لبعض الأمراض، ما يجعل الطبيب مضطراً لتبني الحالة ودفع التكاليف من جيبه، وفقاً لأطباء بيطريين.

نقيب الأطباء البيطريين في سوريا إياد السويدان، قال نهاية العام الماضي لـ"أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن أسباب ارتفاع تكاليف العلاج والغذاء تعود للوضع الاقتصادي العام، فله الدور الأساسي وخاصة أن غالبية اللقاحات والأغذية الخاصة بالقطط والكلاب ليست صناعة محلية ومرتبطة بسعر صرف الدولار، مقترحاً السماح بالاستيراد لهذه المستلزمات.