تشهد محافظة الحسكة نقصاً حاداً في مادتي المازوت والبنزين بالإضافة إلى الغاز المنزلي منذ إعلان “الإدارة الذاتية” التراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات.
وشهدت مناطق “الإدارة الذاتية” مظاهرات عارمة منتصف الشهر الجاري على خلفية رفع أسعار المحروقات بنسبة تتجاوز 300% لبعض أنواع المحروقات ما دفع “الإدارة الذاتية” إلى التراجع عن قرارها في 19 من أيار الجاري بعد سقوط قتلى برصاص قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في مظاهرات أخذت طابعاً عنيفاً في مدينة الحسكة وريفها الجنوبي.
وقال عامل في محطة محروقات بمدينة الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية" أوقفت تزويدنا بالبنزين الممتاز منذ تراجعها عن قرار رفع أسعار الوقود وكذلك المازوت يأتي بكميات قليلة جداً لا تغطي حاجة المدينة".
وأضاف العامل الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "مسؤولي المحروقات يتذرعون بارتفاع تكاليف الإنتاج ما أدى إلى خفض كمية البنزين والمازوت المنتجة".
وأشار العامل إلى أن "البنزين الممتاز يتم استيراده من كوردستان العراق ومع ذلك أوقفت “الإدارة الذاتية” مدَّ المحطات بهذه المادة مع أنها لا تنتجُ محلياً ويتم بيعها بسعر جديد وبحسب سعر صرف الدولار مع كل كمية جديدة نطلبها للمحطة".
من جانبه قال مواطن من مدينة القامشلي إنه "منذ أيام أتردد إلى محطة محروقات للحصول على مادة المازوت، ولكن المحطة إما مغلقة أو لا يتوفر فيها مازوت بالرغم من أنها تابعة لـ "الإدارة الذاتية".
وأكد المواطن أن "هذه الأزمة بدأت منذ قرار رفع أسعار المحروقات وما تبعها من مظاهرات شعبية ويبدو أن "الإدارة الذاتية" سوف تنتقم منا عبر خلق أزمة وصعوبة كبيرة في الحصول على المحروقات".
ويعاني الأهالي في محافظة الحسكة إلى جانب النقص الحاد في مادتي المازوت والبنزين من صعوبة أكبر في الحصول على الغاز المنزلي.
وأوضحت يسرى العلي من حي النشوة بمدينة الحسكة لتلفزيون سوريا أنه "خلال الشهرين الماضيين استلمنا الغاز المنزلي لمرة واحدة من قبل الكومين (لجنة الحي) بالرغم من أنه يجب توزيع أسطوانة شهرية لكل عائلة".
وقالت العلي "نضطر بسبب هذا النقص إلى شراء أسطوانة الغاز من تجار وسماسرة بسعر يتجاوز 15 ألف ليرة سورية فيما سعرها الحقيقي هو 2500 ل.س أثناء توزيعها من قبل الكومين".
وأكد مصدر من حقل رميلان بريف القامشلي لتلفزيون سوريا أمس السبت أن إنتاج معمل غاز السويدية يقارب 15 ألف أسطوانة غاز يومياً حالياً، تسلم إلى لجان المحروقات التابعة للإدارة الذاتية.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا منتصف نيسان الماضي إن "مسؤولين ومتنفذين ممن يتحكمون بملف الغاز والمحروقات في “الإدارة الذاتية” يلجؤون إلى بيع الحصة الأكبر من إنتاج معمل السويدية من أسطوانات الغاز في السوق السوداء، خاصة في منطقتي الرقة ودير الزور حيث يصل ثمن الأسطوانة الواحدة إلى 30 ألف ليرة سورية".
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على حقول الغاز في الحسكة ويبلغ إنتاج معمل غاز الجبسة في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة 1.2 مليون متر مكعب يومياً يتم إرساله إلى نظام الأسد عبر أنبوب يمتد من الحسكة عبر دير الزور إلى محطة الريان في محافظة حمص.
وسبق أن أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، إلغاءها قرار رفع أسعار المحروقات الذي أصدرته، في مناطق سيطرتها، على أن تعتمد الأسعار القديمة المعمول بها قبل قرار رفع الأسعار.