كشفت صحيفة "موسكو تايمز" أن روسيا سحبت قواتها العسكرية من عدة نقاط في سوريا، مشيرة على أن ميليشيات إيرانية تسلمت تلك النقاط.
وقالت الصحيفة، وهي صحيفة روسية مستقلة تصدر في هولندا، إن الرئيس فلاديمير بوتين "اضطر إلى تقليص العمليات في سوريا، لدعم الحملة المتوقفة لضم إقليم دونباس شرقي أوكرانيا".
وأوضحت، نقلاً عن مصادر خاصة، أن القوات الروسية انسحبت من عدة نقاط، وتركّزت في ثلاثة مطارات قبل عملية نقلها إلى الجبهة الأوكرانية، دون أن تذكر تفاصيل إضافية حول النقاط والقوات والمطارات التي انتقلت منها.
ووفق الصحيفة الروسية، فإن القواعد التي أخلتها روسيا سيطرت عليها ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.
وفي وقت سابق، نقلت قناة "الجزيرة" عن مصدر إيراني غير رسمي مقرّب من "الحرس الثوري"، دون أن تسمّيه، تأكيده أن زيارة رئيس النظام، بشار الأسد، الأخيرة إلى طهران "جاءت لترتيب الأوراق والتنسيق عقب انسحاب بعض الوحدات الروسية من الأراضي السورية، للمشاركة في حرب أوكرانيا".
وأضاف المصدر أن موسكو بدأت بسحب قواتها من نحو 30 نقطة عسكرية، منذ آذار الماضي، مضيفاً أن القوات الإيرانية وقوات من "حزب الله" حلت بالفعل محل الوحدات الروسية على الأراضي السورية.
وأشار المصدر الإيراني إلى أن "قوات إيرانية وقوات من حزب الله استقرت منذ نحو شهر في 3 نقاط عسكرية في محافظة إدلب وريفها، و4 مواقع أخرى في جنوب العاصمة دمشق، عقب نقل القوات الروسية إلى الجبهة الأوكرانية"، وفق "الجزيرة".
بشار الأسد في طهران
وزار بشار الأسد طهران الأحد الماضي، والتقى المرشد الأعلى، علي خامنئي، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
وفي الوقت الذي أشارت فيه التصريحات الرسمية خلال الزيارة إلى الأهمية الاقتصادية والتعاون في مجالات إعادة الإعمار، تحدثت تقارير إعلامية عن "إعادة تموضع وترتيب أوراق" لإيران وميليشياتها في سوريا في ظل انسحاب وحدات روسية من البلاد.
وذكر مركز "جسور للدراسات" أن زيارة الأسد إلى طهران تأتي "في ظل انشغال روسيا في الصراع مع أوكرانيا، والذي أصبح في المرتبة الأولى من سلم أولويات سياستها الخارجية، مما يتيح الفرصة لإيران من أجل التأكيد على نفوذها في سوريا، واتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز ارتباط النظام بها".
وأكد التقرير أن إيران "ستكون أكثر حرصاً على فرض مزيد من الهيمنة على قطاعات الدولة في سوريا، اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وهذا ما يفسر توقيع الطرفين مرحلة جديدة من الخط الائتماني لتزويد النظام بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى".
ما هو حال الجيش الروسي؟
ولا يعرف العدد الدقيق للقوات الروسية في سوريا، إلا أنه وفق بيانات وزارة الدفاع الروسية حتى العام 2018، فإنه نحو 63 ألف جندي روسي يوجدون حالياً في سوريا، نحو نصفهم من الضباط.
أما في أوكرانيا، يخوض الجيش الروسي مرحلة ثانية من حربه ضد أوكرانيا، دون أن يحقق سوى "تقدمات ضئيلة"، وفق وزارة الدفاع الأميركية.
ووفقاً لتقرير أصدره البنتاغون، فإن الجيش الروسي يعاني من المشكلات نفسها التي حدثت في أثناء الهجوم على كييف، مشيراً إلى "القيادة "الضعيفة، وانخفاض الروح المعنوية وضعف الخدمات اللوجستية، ما يؤكد أن الهجوم متأخر عن الجدول الزمني".
وانتهت المرحلة الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا بعد أن فقد الجيش الروسي نحو 25 % من قواته القتالية، ويخوض الجيش الآن معركة دونباس مع 92 كتيبة تكتيكية، في مقابل 125 - 130 في بداية الحملة.